لا للاستسلام

التجاهل الإعلامي في التعامل مع أخبار استعدادات المنتخب الوطني لكرة القدم لما تبقى من مشوار التصفيات المونديالية الحاسمة، يثير الدهشة والاستغراب وكأن الأمر أصبح منتهياً ومقدمة لإعلان الاستسلام، وغياب المنتخب عن واجهة الأحداث وهو في مهمة مصيرية لتتصدر أحداث أخرى المشهد، وعندما يسيطر الصمت ويغيب المدرب عن الأضواء ويقاطع المسابقات المحلية، فإن كل تلك المؤشرات لا تبدو طبيعية ولها تفسير واحد، وهو أنّ ما تبقى من مباريات في التصفيات بما فيها مباراة سوريا غداً لم تعد مهمة في حسابات الجهة المعنية باتحاد الكرة، وهذا ما تحاول لجنة المنتخبات إيصاله للشارع الكروي الذي يراقب الموقف بكثير من الدهشة والتعجب، فهل تولدت القناعة لدى اتحاد الكرة بصعوبة موقف الأبيض في التصفيات، وأن حلم بلوغ المونديال القادم أصبح أشبه بالمستحيل ما يعني أن المباريات المتبقية أصبحت مجرد تحصيل حاصل، وإذا كان ذلك غير صحيح فلماذا هذا الإهمال منذ العودة من كأس العرب التي أقيمت في قطر ديسمبر الماضي، ولماذا لم يستغل الجهاز الفني للمنتخب فترة نهاية الدور الأول لدوري المحترفين، ولماذا لم يستثمرها في إقامة إعداد اللاعبين وتجهيزهم بشكل جيد لمباراة سوريا، وأين يقف مدرب المنتخب مما يحدث وهو الذي اختفى عن الأنظار منذ الخروج الكارثي في كأس العرب.
إن أسلوب التعاطي مع المباريات المتبقية للأبيض في تصفيات مونديال 2022، يؤكد أن هناك قناعة مبطنة بنهاية مهمة المنتخب في التصفيات، وأن المباريات المتبقية أصبحت مجرد تأدية واجب وهذا ليس صحيحاً ويخالف الواقع، ووجود المنتخب في المركز الثالث في المجموعة قلل من حظوظه في التأهل المباشر ولكنه يبقى الأمل قائماً، ويجعل من فرصة الصعود قائمة حتى وإن كانت عبر الملحق القارّي، وبالتالي فإن فكرة الاستسلام في هذا التوقيت وبهذه الكيفية أمر مرفوض، وطالما أن هناك أملاً وأن المنتخب في موقع تنافسي جيد في المجموعة، فلابد من التمسك به حتى الرمق الأخير، وهذا الذي يجب أن يدركه الجميع قبل مواجهة الغد، والتي لا خيار لنا فيها سوى تحقيق الفوز وحصد نقاطها التي ستضمن للأبيض الحفاظ على موقعه في المجموعة، بانتظار ما يحدث من مستجدات في قادم الأيام، وإلي ذلك الحين لا مجال للاستسلام ولا مكان للتراجع.

[email protected]