عادي
اسأل الخليج

تعرف إلى أهداف «النيران الصديقة»

11:53 صباحا
قراءة 6 دقائق
إعداد: معن خليل
الأهداف العكسية ظاهرة قديمة، وتحدث عادة في كرة القدم، وأطلق عليها أهداف النيران الصديقة، كون من يصنع الحدث لاعب يسجل في شباك فريقه عن طريق الخطأ، وهو يكتسب أهميته عندما يساهم في خسارة فريقه، أو يأتي في موقعة قمة بين فريقين عدوين بالمعنى الكروي.
وهناك الكثير من القصص المثيرة، حيث إن أهداف النيران الصديقة تتمتع دائماً بخصوصية، وهي لها أرقامها منذ أن سجل المدافع الإنجليزي جيرشوم كوكس هدفاً في مرمى فريقه أستون فيلا قبل 134 عاماً.
وجرت المباراة بين نادي أستون فيلا ومنافسه وولفرهامبتون في الثامن من سبتمبر عام 1888، حيث كان كوكس يحاول إبعاد الكرة لتسكن شباك حارس مرمى فريقه، ليسجل هدفاً تاريخياً، كونه الأول في لقاء رسمي لكرة القدم.
وبعد ذلك، سجلت كرة القدم الإنجليزية السبق أيضاً في أهداف «النيران الصديقة»، حيث كان سام واين لاعب نادي أولدهام أثلتيك أول من يسجل هدفين عكسيين في مباراة واحدة، وذلك في السادس من أكتوبر عام 1923، حيث كان يلعب أولدهام في مواجهة مانشستر سيتي.
رقم فريد
كما يحمل سام واين رقماً خاصاً وفريداً في تاريخ الأهداف العكسية، كون اللقاء بين أولدهام ومانشستر سيتي انتهى بالتعادل 2-2، ومن سجل الأهداف الأربعة كان اللاعب نفسه، فهو سجل بالخطأ هدفين في شباك فريقه، كما سجل هدفين في شباك المنافس من ركلة حرة وركلة جزاء.
أهداف مونديالية
أما قمة الإثارة عندما يكون الهدف العكسي في أهم حدث كروي على وجه الأرض، وهو كأس العالم، وكانت بطولة المونديال شهدت أهداف النيران الصديقة منذ النسخة الأولى التي أقيمت في عام 1930، ودخل اللاعب المكسيكي مانويل روساس التاريخ، كونه أصبح صاحب أول هدف عكسي في تاريخ كأس العالم.
وأحرز اللاعب مانويل روساس هدفاً في شباك مرماه في المباراة التي انتهت بخسارة منتخب بلاده المكسيك أمام منتخب شيلي بهدفين مقابل لا شيء في مرحلة المجموعات في أول نسخة من كأس العالم التي استضافتها أوروغواي عام 1930.
وكان لمنتخب المكسيك السبق أيضاً، حيث يعد لاعبه سياد كولاشيناتس صاحب أسرع هدف عكسي في المونديال وقد سجله بعد مرور دقيقتين و 10 ثوان فقط من المباراة التي جمعت المكسيك ومنتخب الأرجنتين في كأس العالم عام 2014.
أما أقسى هدف عكسي في التاريخ، فقد شهدته مباريات كأس العالم وأدى إلى مقتل مسجله وهو الكولومبي أندريس إسكوبار، حيث سجل عن طريق الخطأ في شباك فريقه، وذلك خلال المباراة في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية خلال نسخة 1994 والتي انتهت لصالح أمريكا بهدفين نظيفين.
والمعروف أن كولومبيا يتواجد فيها أكثر العصابات قساوة وإجراماً، وبعد خروج منتخب كولومبيا من الدور الأول رغم أنه كان مرشحاً أساسياً للعبور إلى دور الـ16 على الأقل، كان هناك غضب عارم، وصادف أن تواجد اللاعب إسكوبار في إحدى الحانات وجرى نقاش حاد بينه وبين أحد أفراد المافيا الكولومبية حول الهدف العكسي، ليقوم الأخير بسحب مسدسه وإطلاق النار على اللاعب الدولي الذي سقط قتيلاً بسبب هدف «النيران الصديقة».
معدل عال
وشهدت مباريات كأس العالم الأخيرة التي أقيمت في روسيا عام 2018 أكثر نسخ المونديال تسجيلاً للأهداف العكسية بواقع 11 هدفاً، وهو معدل عال.
وحسب الإحصاءات فإن مباريات كأس العالم في روسيا شهدت 11 هدفاً عكسياً، وهذا العدد هو أكثر من ضعف عدد الأهداف العكسية المسجلة في مونديال البرازيل عام 2014 والتي بلغت 5 أهداف، وأكثر من خمسة أهداف من نسخة 1998 في فرنسا التي شهدت تسجيل سبعة أهداف بالنيران الصديقة، لتكون صاحبة الرقم القياسي، قبل أن تعود نسخة روسيا وتتجاوزها بخمسة أهداف وتصعد إلى المرتبة الأولى.
وكان أقسى الأهداف العكسية في مونديال 2018 في روسيا، هو هدف البرازيلي فيرناندينيو خلال مباراة منتخب بلاده أمام بلجيكا في الدور ربع النهائي، عندما كان هدفه هو الأول في شباك «السامبا» وساهم في خسارة فريقه بهدفين نظيفين ووداعه بالتالي للبطولة.
وكان لمدافع منتخب جنوب إفريقيا اللبناني الأصل بيير عيسى بصمة عكسية كبيرة في كأس العالم، فهو اللاعب الوحيد في التاريخ الذي سجل هدفين بشباك فريقه في لقاء واحد من المونديال، وحدث ذلك خلال المباراة في مواجهة فرنسا في الدور الأول من نسخة 1998.
ويعتبر بيير عيسى من ملوك أهداف النيران الصديقة فهو سجل أيضاً ثلاثة أهداف عكسية عندما كان لاعباً في صفوف مرسيليا الفرنسي من عام 1995 حتى 2001، كما سجل هدفاً على الأقل بالخطأ في شباك كل فريق لعب له، علماً أنه لعب أيضاً في صفوف تشيلسي الإنجليزي وأولمبيك بيروت اللبناني ولينكوس اليوناني.
دان القياسي
وهناك بعض الأهداف التي تدخل أصحابها التاريخ وإن كان من الباب العكسي، حيث إن المدافع ريتشارك دان الذي سبق له اللعب مع أندية إيفرتون ومانشستر سيتي وأستون فيلا وكوينز بارك رينجرز يعد صاحب الرقم القياسي في الدوري الإنجليزي الممتاز «البريميرليج» برصيد عشرة أهداف، ويأتي في المرتبة الثانية مدافع نادي ليفربول مارتن سكيرتل بعدما زار شباك فريقه في سبع مناسبات.
وهناك بعض الحالات التي لا تصدق في الأهداف العكسية، حيث سبق للاعب ستان فان دون بويس أن سجل ثلاثة أهداف «هاتريك» بالخطأ في شباك فريقه، وذلك خلال مباراة في الدوري البلجيكي لكرة القدم جمعت فريقه جيرمينال إيكيرين وأندرلخت في موسم 1995- 1996، ليكون أول لاعب في التاريخ يسجل هذا العدد من الأهداف في مباراة واحدة.
كما توجد أهداف عكسية مثيرة وجميلة بسبب طريقة تسجيلها، فقد سبق للاعب أولوف ميلبرج أن سجل خلال المباراة التي جمعت عام 2002 فريقه أستون فيلا مع فريق بيرمنجهام سيتي، وتميز هذا الهدف بأنه هز الشباك من رمية تماس، إذ فشل الحارس بيتر إنكلمان في السيطرة على رمية زميله وسمح للكرة بدخول مرماه.
كما سجل حارس مرمى فريق كروز أزول المكسيكي خوسيه مارين هدفاً بطريقة رائعة وذلك في 23 مايو1976 واعتبر من أكثر الأهداف غرابة وطرافة، فالحارس العاثر الحظ أراد أن يرمي الكرة بيده إلى أحد زملائه، لكنه أكمل الاستدارة على نفسه وقذف الكرة في شباكه.
أما الإنجليزي كريس براس فحاول خلال مباراة فريقه بيري ودرالنجتون في 22 إبريل عام 2006 تشتيت الكرة ليصيب بها أنفه وتنطلق من وجهه إلى شباك فريقه، لكن هدف هيلموت فينكلهوفر لاعب أوردينجن الألماني كان رائعاً إلى درجة أنه اختير هدف الشهر.
وسبق أن التقى فريق أوردينجن مع بايرن ميونيخ في عام 1987 وسجل هيلوت فينكلهوفر هدفاً بالخطأ في شباك فريقه، ليتم اختياره ضمن أجمل أهداف الشهر الذي أقيمت خلاله المباراة، حيث قام اللاعب بحركة بهلوانية رائعة انتهت بخداع حارس مرمى فريقه وهز الشباك.
ومن الأهداف العكسية الجميلة ذلك الذي سجله البرازيلي فيتور هوجو في مباراة فريقي سانتو أندريه وبورتوجيزا، وكذلك الضربة الرأسية الساقطة التي سجل منها عام 1998 جايمي بولوك هدفاً في مرمى فريقه مانشستر سيتي ليرسله إلى الدرجة الثالثة ويبقي خصمه كوينز بارك رينجرز في الدرجة الثانية.
وهناك بعض المباريات التي شهدت أهدافاً عكسية تبقى عالقة في الأذهان، مثل لقاء منتخبي جرينادا وبربادوس ضمن كأس الأمم الكاريبية عام 1994.
ففي هذه المباراة التي كانت الثالثة في مرحلة المجموعات، كان على بربادوس الفوز بفارق هدفين على الأقل لتحصل على المرتبة الأولى وتتأهل إلى الدور التالي، وكان نظام الدورة ينص على أن كل مباراة تنتهي بالتعادل تمدد ويتم حسمها بالهدف الذهبي الذي يجري احتسابه هدفين.
وكان منتخب بربادوس متقدماً 2-1 قبل ثلاث دقائق من نهاية المباراة، فقرر أن يسجل هدفاً في مرماه في الدقيقة 87 ليعادل النتيجة 2-2 ويلجأ المنتخبان للوقت الإضافي، أما فريق جرينادا فكان يستطيع الخسارة بفارق هدف واحد ويحتفظ مع ذلك بالمرتبة الأولى، لذا حاول في الدقائق المتبقية تسجيل هدف في أي من المرميين بغية التأهل، غير أنه لم يفلح في ذلك، فيما نجح فريق بربادوس في تحقيق مبتغاه في الوقت الإضافي، وهو ما دفع المنظمين إلى تغيير قواعد البطولة في السنة التالية.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"