عادي

العالم بصوت واحد: الحوثي إرهابي

22:03 مساء
قراءة 4 دقائق
جانب من اجتماع مجلس الجامعة العربية في القاهرة أمس
syasi112

د. أحمد سيد أحمد *

أظهرت الهجمات الإرهابية الحوثية، التي استهدفت الإمارات، كيف أنها تشكل تهديداً كبيراً للسلم والأمن الإقليميين وكذلك للسلم والأمن الدوليين، ما يتطلب اتخاذ مواقف حاسمة ورادعة من جانب المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي لمواجهة الإرهاب الحوثي.

الهجمات الإرهابية الأخيرة لميليشيات الحوثي تمثل تهديداً صريحاً للسلم والأمن الإقليميين والدوليين، فهي تعتبر انتهاكاً سافراً وصارخاً للقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني الذي يحظر المساس أو استهداف الأعيان المدنية، ويستوجب محاسبة المسؤولين عنها، كما أنها تمثل انتهاكاً واضحاً لاتفاقية جنيف بشأن عدم استهداف الأعيان المدنية.

كما أن الإمارات تضم مقيمين من كافة دول العالم ومن ثم فإن هذه الهجمات الإرهابية تمثل تهديداً للسلم والأمن الدوليين. كذلك تقوض هذه الهجمات الأمن والاستقرار في المنطقة وتعرقل أي مساع لتحقيق التسوية السياسية في اليمن.

وتضاف هذه الهجمات الإرهابية الحوثية إلى سجل كبير من الأعمال الإرهابية التي قامت بها هذه الميليشيات، سواء في الداخل اليمني، حيث استهدفت المدنيين اليمنيين بالصواريخ والطائرات المسيرة في كافة المدن اليمنية خاصة في مأرب وتعز والحديدة والبيضاء وعدن وغيرها، أو جرائهما الإرهابية ضد دول المنطقة خاصة السعودية، حيث استهدفت بالصواريخ والطائرات المسيرة الأهداف المدنية السعودية خاصة في الرياض ومطارات جازان وأبها ومنشآت شركة أرامكو السعودية وغيرها، وكلها أعمال إرهابية يجرمها القانون الدولي ويعاقب عليها.

إجماع دولي وعربي

هذه الهجمات الإرهابية وحدت العالم كله في التضامن مع الإمارات العربية ورفض وإدانة هذه الأعمال الإرهابية بكل قوة، حيث دان مجلس الأمن الدولي بالإجماع تلك الهجمات والدعوة لمحاسبة المسؤولين عنها وذلك في بيانه الصادر يوم الجمعة 21 يناير/كانون الثاني الحالي، كما دانته جامعة الدول العربية بالإجماع يوم الأحد 23 يناير/كانون الثاني، وقبلها دانت كل دول العالم وزعمائها الهجمات ورفض الإرهاب الحوثي، وهو ما يعكس تزايد الإدراك الدولي لخطورة هذه الميليشيات في تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة وتنفيذها لأجندات إقليمية، كما تعكس هذه الإدانات ضرورة التحرك العاجل من جانب المجتمع الدولي والقوى الكبرى لمواجهة خطر الإرهاب الحوثي ومنع تكرار مثل هذه الأعمال الإرهابية.

دور المجتمع الدولي

من المهم أن يترجم هذا الرفض من جانب المجتمع الدولي لخطوات ملموسة على أرض الواقع لردع الميليشيات الحوثية، فقد أدى التراخي الدولي وعدم وضوح المواقف سابقاً من جانب بعض القوى الكبرى لحسابات ضيقة وعدم اتخاذ مواقف حاسمة تجاه هذه الميليشيات، والأعمال الإرهابية التي ارتكبتها سواء استهداف الأعيان المدنية في الإمارات والسعودية أو استهداف الشعب اليمني، وكذلك استهداف وتهديد الملاحة البحرية واختطاف سفن الشحن والاعتداء عليها ومنها السفينة الإماراتية التي كانت تحمل مواد إغاثية، أدى ذلك كله إلى تشجيع ميليشيات الحوثي على الاستمرار في تحدي المجتمع الدولي وممارسة إرهابها سواء ضد الشعب اليمني أو دول المنطقة، كما تسببت ضبابية الموقف الأمريكي وتراجعها عن قرار الرئيس ترامب بتصنيف الحوثي منظمة إرهابية، تحت دعاوى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية، إلى نتائج عكسية، حيث زاد تهديد الحوثي الإرهابي، كما زادت المعاناة الإنسانية للشعب اليمني، حيث قامت تلك الميليشيات بسرقة المساعدات الإنسانية سواء التي تقدمها الأمم المتحدة وأعاقت وصولها إلى المدنيين اليمنيين، أو التي تقدمها كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والسعودية، لكل الشعب اليمني. كما تسبب فشل مجلس الأمن في أداء دوره وتنفيذ قراراته خاصة القرار 2216 الذي يطالب بإنهاء الانقلاب الحوثي على الشرعية اليمنية في عام 2014 والعودة للأوضاع السابقة، تسبب أيضاً في تحدي الحوثي لكل الحلول السياسية ومراهنتها على الحل العسكري ومن ثم تفاقم معاناة الشعب اليمني.

المواجهة الرادعة

الإرهاب الحوثي يستوجب المواجهة الشاملة والرادعة من قبل المجتمع الدولي وذلك من خلال:

* أولاً: ضرورة تصنيف الحوثي كميليشيات إرهابية من قبل دول العالم، خاصة من جانب الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي المناط به حفظ السلم والأمن الدوليين، كذلك من جانب القوى الكبرى مثل أمريكا، وتصحيح موقف إدارة الرئيس بايدن، والذي صرح في أعقاب الهجمات على الإمارات بأن تصنيف الحوثي كمنظمة إرهابية «قيد البحث»، كما تقدم عدد من نواب الكونجرس الأمريكي بطلب لوزير الخارجية أنتوني بلينكن وتقدم السيناتور تيد كروز بمشروع قانون في مجلس الشيوخ لتصنيف الحوثي كمنظمة إرهابية، لأن تصنيفها كمنظمة إرهابية سيساهم في قطع الإمدادات والتمويل عنها وبالتالي ردعها. أيضاً من المهم التحرك العربي عبر جامعة الدول العربية على المستوى الدولي لتصنيف الحوثي منظمة إرهابية من قبل الدول المختلفة خاصة الأوروبية.

* ثانياً: أن تقوم الأمم المتحدة ومجلس الأمن باتخاذ خطوات رادعة وفاعلة تجاه الحوثي سواء عبر تنفيذ المجلس لقراراته السابقة (2216) التي رفضت الانقلاب الحوثي على الشرعية، أو فرض عقوبات على الحوثي وفقاً للفصل السابع من الميثاق بما يساهم في ردع تلك الميليشيات.

* ثالثاً: ضرورة تحرك المجتمع الدولي ومجلس الأمن لاتخاذ خطوات حاسمة للضغط على الحوثي ودفعها إلى المفاوضات وقبول التسوية السياسية ووقف عملياتها الإرهابية في الداخل والخارج. فالطرف المعيق للتسوية هو الحوثي، في ظل مساعي الحكومة اليمنية الشرعية وقوات التحالف لتحقيق السلام وتقديم مبادرات السلام المختلفة والتي رفضتها جميعاً ميليشيات الحوثي.

إن هجمات الحوثي ضد أهداف مدنية في الإمارات وتكرار تلك الهجمات هو تعبير عن يأس هذه الميليشيات بعد الهزائم الكبيرة التي تعرضت لها في شبوة ومأرب مؤخراً، كما أنها لن تؤثر في الإمارات القادرة على حماية أمنها القومي ضد هذا الإرهاب، ومن حقها اتخاذ كل الإجراءات والخطوات لردعه.

إن إرهاب الحوثي يتطلب مواقف حاسمة ورادعة من جانب المجتمع الدولي، خاصة مجلس الأمن والقوى الكبرى، لأن عدم اتخاذ مواقف رادعة وحاسمة من جانب المجتمع الدولي سيجعل الجميع يكتوي بنار وإرهاب الحوثي.

* خبير العلاقات الدولية في الأهرام

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"