عادي

الطاير: مترو دبي ساهم في الاستغناء عن مليار رحلة للمركبات

22:51 مساء
قراءة 5 دقائق

دبي:«الخليج»

كشف مطر محمد الطاير المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات، أن مترو دبي ساهم منذ تشغيله في سبتمبر/ أيلول 2009 حتى نهاية عام 2020، في الاستغناء عن مليار رحلة بالمركبات، وبلغت المنافع الإجمالية التراكمية للمترو 115 مليار درهم، كما ساهم في خفض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون بنحو 2.6 مليون طن، مشيراً إلى أن هيئة الطرق والمواصلات، أطلقت الكثير من المشاريع والمبادرات لتعزيز النقل الجماعي والمستدام، بهدف زيادة نسبة الرحلات بوسائل نقل مستدامة والمشي، من نحو 30% عام 2020 إلى أكثر من 43% عام 2030، وتشمل هذه المنظومة إلى جانب وسائل النقل الجماعي: (المترو، والترام، والحافلات)، خدمة الحجز الإلكتروني لمركبات الأجرة، وخدمة التأجير الذكي: (المشاركة في المركبات)، وخدمة حافلات تحت الطلب، وخدمة تأجير الدراجات الهوائية، والسكوتر الكهربائي، والتوسع في استخدام التقنيات الذكية، فعلى سبيل المثال، يمكن استخدام بطاقة التعرفة الموحدة للمواصلات (نول)، في دفع المشتريات في 12 ألف محل تجزئة، وفي دخول المتاحف والحدائق العامة في دبي.

جاء ذلك خلال مشاركته في الجلسة الرئيسية لمنتدى دبي العالمي لإدارة المشاريع، بعنوان (الاستدامة في مشاريع التنقل)، بمشاركة آن ماري إدراك وزيرة النقل في فرنسا، والدكتور مارك إسبوزيتو الأستاذ في جامعة هارفارد، وأدارت الجلسة شيرين متولي.

استشراف المستقبل

وقال مطر محمد الطاير: رؤية القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، هي جعل دبي المدينة الأفضل عالمياً للعيش والعمل، ومن هذا المنطلق تتمحور خطة دبي الحضرية (دبي 2040)، على خدمة السكان، وتحقيق التنمية الحضرية المستدامة.

وتطرق المدير العام ورئيس مجلس المديرين في حديثه خلال الجلسة، إلى عدد من المشاريع الكبرى التي أنجزتها هيئة الطرق والمواصلات في فترة زمنية قياسية من دون التأثير في الجودة والسلامة، ومن أهم هذه المشاريع، مترو دبي الذي يعد أطول مترو من دون سائق في العالم، بطول أكثر عن 74 كيلومتراً، وانجز في أربعة أعوام، ويبلغ طول شبكة أنظمة القطارات 101 كيلومتر، ومن الأمثلة أيضاً مشروع قناة دبي المائية، الذي اكتمل رغم التحديات المعقدة، مثل مرور مسار القناة عبر ثلاثة شوارع رئيسية، بإجمالي 28 مساراً، في منطقة ذات بنية تحتية مكتملة، وشبكة ضخمة من خطوط الخدمات الهامة، كما أنجزت الهيئة مشاريع حيوية خلال فترة جائحة كوفيد، تتجاوز قيمتها 5.5 مليار دولار، مثل مشروع مسار 2020 لتمديد مترو دبي، ومشروع مركز دبي للأنظمة المرورية الذكية في البرشاء، ومحور الشندغة وجسر انفينيتي، ومحور الخوانيج.

عوامل النجاح

وتطرق إلى العوامل الرئيسية للتنقل في المستقبل، من خلال الاعتماد على التقنيات الذكية، مؤكداً أن القيادة الرشيدة استشرفت مبكراً التوجهات التي يشهدها العالم في التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، حيث أطلقت عام 2013، مبادرة دبي الذكية، وفي عام 2016 أطلقت استراتيجية دبي للتنقل ذاتي القيادة، الرامية لتحويل 25% من إجمالي الرحلات في دبي إلى رحلات ذاتية القيادة بحلول عام 2030.

وحدد مطر محمد الطاير عوامل النجاح الأساسية لاعتماد النقل الجماعي، خدمة رئيسية في المدن، وهي التواصل الفعال مع المتعاملين لمعرفة احتياجاتهم، والاستفادة من خبرات وتجارب المدن العالمية، للبدء من حيث انتهى الآخرون، واختيار نموذج العمل المناسب للمدينة، وضمان مرونة السياسات والأنظمة، للتأقلم بسرعة مع المستجدات المتسارعة في وسائل التنقل، والترشيد في الإنفاق لتحقيق التوازن في الاحتياجات المتعلقة بالتنقل والاستدامة، وصولاً لتحقيق أعلى مستويات جودة الحياة.

تحوّل سريع

من جانبها، أشادت آن ماري إدراك، وزيرة النقل في فرنسا، بالبنية التحتية في إمارة دبي التي وظفت التقنيات الحديثة في وسائل المواصلات، مثل مترو دبي الذي يعمل من دون سائق، وكذلك تجاربها في تشغيل مركبات ذاتية القيادة.

وقالت: التنقل في السنوات القليلة المقبلة، سيشهد تحولاً سريعاً، على غرار ما حدث في التسوق الإلكتروني، وسنشاهد انتشاراً للمركبات ذاتية القيادة، والتوسع في وسائل النقل الجماعي غير التقليدية، مشيرة إلى أن الاستدامة تعني أن يكون التنقل صديقاً للبيئة، تعتمد فيه وسائل التنقل على الكهرباء والطاقة النظيفة، وتوظيف التقنيات الذكية في وسائل النقل، مثل المترو والترام.

وقال الدكتور مارك إسبوزيتو، الأستاذ في جامعة هارفارد: إن دولة الإمارات قطعت شوطاً كبيراً في التحول التكنولوجي بمختلف المجالات.

وأضاف: خلال السنوات ال 15 المقبلة، سيكون هناك تغيّر كبير في وسائط النقل، فعلى سبيل المثال، الصين لديها خطط لتطوير أنماط جديدة من وسائل المواصلات، تعتمد على الطاقة النظيفة، وتستخدم التقنيات الذكية بصورة كبيرة.

قدرة المشاريع على دفع عجلة التطور والتنمية


أكّد سلطان بن سليّم، رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة دي بي وورلد العالمية، أن المجموعة تحرص وبشدة، على مواكبة آخر التطورات في التقنيات العالمية والابتكار والذكاء الاصطناعي والخدمات الذكية، بما يتناسب ومكانتها الدولية كشركة رائدة قطعت أشواطاً كبيرة في مجالها لتصبح اسماً عالمياً ورقماً صعباً بين الشركات والمؤسسات العاملة في هذا المجال على المستوى العالمي.
ولدى إجابته عن سؤال حول أهم مشاريع مجموعة دي بي وورلد العالمية، أجاب بن سليّم أن أهم مشروع هو ميناء جبل علي بكل تأكيد.
وقال بن سليّم: «يتميّز ميناء جبل علي بمنطقته الحرة، بمزايا كثيرة ومتنوعة منها اللوجستية والصناعية من خلال الاستعانة بآخر ما توصلت إليه التقنيات الحديثة، وكان هدفنا من بناء ميناء جبل علي هو أن نثبت للعالم أن دبي لا تقدّم إلا قصص النجاح الفريدة، التي يُحتَذى بها على المستوى العالمي، ولم يكن إنجازنا لهذا الصرح العالمي سهلاً وسلساً، بل تخللته تحديات وصِعاب استطعنا أن نذللها ونحولها إلى فرصٍ سانحة وقصة نجاح رائعة».

التوجهات المستقبلية فـي إدارة الـمـشـاريـع


تميزت الجلسة الخاصة (بالتوجهات المستقبلية في إدارة المشاريع)، التي حاورت فيها المنتجة التلفزيونية في مؤسسة دبي للإعلام نوفر رمّول، جوزيف كاهيل، الرئيس التنفيذي لشؤون المتعاملين في معهد إدارة المشاريع، بجوٍّ تفاعلي ومعلومات متنوّعة وشائقة، عن التوجهات المستقبلية في إدارة المشاريع.
بدأ كاهيل حديثه متناولاً التغيرات في إدارة المشاريع خلال الأعوام العشرة القادمة (2031)، مع الأخذ بعين الاعتبار تأثيرات جائحة كورونا، التي جعلت العالم يعاني لمدة عامين متتاليين، وكذلك التوجهات الجديدة في إدارة المشاريع، قائلاً: «هذا الطرح يقودني إلى التفكير في مستقبل أولادنا وأولادكم خاصة الأجيال الصغيرة الآن، وما يستطيعون القيام به في مجال إدارة المشاريع خلال العقد القادم أي حتى العام 2031، لا سيما وأنهم يطوّعون التقنيات الحديثة لصالحهم حيث سيأتي اليوم الذي سيكون بإمكانهم إخراج جهاز من جيوبهم كالهواتف الذكية، مثلاً، أو أي أجهزة أخرى تساعدهم على الفور في التعامل مع أي مسألة تتعلق بإدارة المشاريع، نعم، أنا أرى الأمور بهذا الاتجاه لأن هذه الأجيال الصغيرة غالباً ستصلهم الأدوات المطلوبة مصممة خصيصاً لتلبية لاحتياجاتهم بفضل التقنيات الحديثة الآخذة في التطوّر والنمو.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"