عادي

إيرلندا الشمالية تستذكر نصف قرن على «الأحد الدامي»

01:19 صباحا
قراءة دقيقتين
جدارية تستذكر ضحايا "الاحد الدامي" في لندنبيري بايرلندا الشمالية(أ.ف.ب)

بعد خمسين عاماً على «الأحد الدامي»، تستذكر إيرلندا الشمالية بعد غد الأحد، فصلاً يعد من بين الأكثر ألماً على مدى عقود من أعمال العنف بين القوميين الكاثوليك والوحدويين البروتستانت.

ويقول جون كيلي، الذي قتلت قوات مظلية بريطانية شقيقه مايكل خلال مسيرة 30 يناير/كانون الثاني 1972 الحقوقية في لندنديري، أو ديري كما يطلق عليها القوميون، «إنها عتبة مهمة في رحلتنا على مدى كل هذه السنوات».

وكانت أحداث ذلك اليوم، من بين الأحداث الأكثر درامية في إطار «المشاكل» المرتبطة بحكم بريطانيا لإيرلندا الشمالية.

فمن جهة، كان هناك القوميون الداعمين لإعادة توحيد إيرلندا. في المقابل، أراد الوحدويون البقاء جزءاً من المملكة المتحدة. وأسفرت أعمال العنف عن مقتل حوالى 3500 شخص لتنتهي إلى حد كبير عام 1998 باتفاق «الجمعة العظيمة» للسلام.

وقبل خمسين عاماً، أعلن الجيش البريطاني خطأ بأن القوات المظلية تعرّضت لإطلاق نار من قبل «إرهابيين» من «الجيش الجمهوري الإيرلندي». لكن الحقيقة لم تظهر إلى أن خلص تحقيق رسمي عام 2010 إلى أن المتظاهرين كانوا عزّلاً وأصيب بعضهم بإطلاق نار من الخلف أو عندما كانوا على الأرض أو يلوحّون بمناديل بيضاء.

وأفاد القس الكاثوليكي السابق دينيس برادلي، الذي كان شاهداً على سفك الدماء وصلى من أجل القتلى، أن عمليات القتل دفعت العديد من الكاثوليك للانخراط في صفوف «الجيش الجمهوري الإيرلندي».

وكان من بين هؤلاء توني دوهرتي، الذي كان يبلغ من العمر تسع سنوات فقط عندما قتل والده برصاصة في الظهر على أيدي قوات مظلية بريطانية. وقال «كانت المجزرة غير مبررة إطلاقاً، وأضفت الإجراءات القضائية لاحقاً زيفاً على المأساة، وأثّرت في الأمد الطويل على أشخاص مثلي ترعرعوا في ديري في ذلك الوقت».

وخلال الأشهر الأخيرة، سلّطت مغادرة المملكة المتحدة للاتحاد الأوروبي الضوء على مدى هشاشة التوازن الحساس الذي أسس له اتفاق عام 1998 للسلام.

وأثارت عمليات التفتيش في الموانئ التي أدخلت لتجنّب حدود «فعلية» بين إيرلندا الشمالية وجمهورية إيرلندا حفيظة الوحدويين الذين رأوا فيها تهديداً لوضع المقاطعة ضمن المملكة المتحدة. وتحوّل الغضب إلى أعمال عنف في إبريل/نيسان العام الماضي عندما ألقى وحدويون متشددون قنابل حارقة باتّجاه الشرطة والقوميين على مدى عدة ليالٍ، في أسوأ موجة اضطرابات تندلع منذ سنوات.

وستتم مراقبة الانتخابات التشريعية في إيرلندا الشمالية عن كثب بحثاً عن مؤشر مرتبط بالتوازن السياسي الهش في إيرلندا الشمالية. ويتّجه شين فين، الذي صُنّف سابقاً على أنه الجناح السياسي للجيش الجمهوري الإيرلندي، لتحقيق فوز محتمل على الوحدويين الذين كانوا يهيمنون سابقاً.(أ.ف.ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"