عادي
المنتخب بحلة جديدة في تصفيات كأس العالم 2022

بروح الشباب.. «الأبيض» يقترب من بطاقة «ملحق المونديال»

23:22 مساء
قراءة 5 دقائق

مباراة منتخب الإمارات ومنتخب سوريا - محمد شعلان

متابعة: علي نجم

«إلى الملحق».. تلك الخلاصة التي خرج بها منتخب الإمارات الوطني مع نهاية الجولة السابعة من التصفيات المؤهلة إلى مونديال قطر 2022، والتي شهدت تأهل المنتخب الإيراني كأول منتخب آسيوي يبلغ النهائيات التي ستقام نهاية العام الحالي.

قطع الإيرانيون التذكرة الأولى عن المجموعة الأولى بفوزهم على منتخب العراق بهدف مهدي طارمي،وباتت كوريا الجنوبية على مشارف الوصول إلى الدوحة، بعدما حقق المنتخب الذي فقد خدمات النجم العالمي سون، فوزاً صعباً لكن غالياً على منتخب لبنان بهدف دون مقابل، ما عقد من مهمة منتخب الإمارات وبات التأهل المباشر مستحيلاً.

يلعب منتخب الإمارات مع إيران الثلاثاء المقبل في الجولة الثامنة التي قد تكون حاسمة لحجز المركز الثالث رسمياً في حال فوز «الأبيض» وخسارة لبنان.

عموماً، لن يكون البكاء على الأطلال كفيلاً بمنح منتخبنا التأهل الذي كنا نمني النفس به، أو كانت تحلم به جماهير اللعبة في الدولة، لكن لقاء سوريا أعاد ل«الأبيض» لغة النصر في ملعب النصر، الذي كان فأل خير على منتخبنا، ليحقق فوزه الأول على أرضه في الدور الحاسم.

ونال«الأبيض»النقاط الثلاث التي كان بأمس الحاجة إليها من أجل التمسك بالمركز الثالث وقطع خطوة كبيرة من أجل خوض الملحق الآسيوي أمام ثالث المجموعة الثالثة (اليابان أو أستراليا)، وهو ما تحقق بأفضل صورة ووفق أروع سيناريو تمثل بسقوط المنافسين الذين يأملون بدورهم بلوغ المركز الثالث.

سقط المنتخب العراقي في طهران، ولم يقو المنتخب اللبناني على الصمود أمام السرعة الكورية، فجاءت رياح الجولة وفق أهواء شراع سفينة منتخبنا الذي خدم نفسه قبل كل ذلك بتحقيق الفوز على المنتخب السوري،والذي كان الفوز الثاني على التوالي بعدما كان الأبيض قد حقق فوزاً دراماتيكيا على لبنان في الجولة السادسة.

بداية مبشرة

كانت المباراة الأولى في عام 2022 ل«الأبيض»، والتي كان يريد من خلالها أن يثبت أنه قادر على التمسك بخيوط وبصيص الأمل، كما كانت الأهم فرصة للوقوف على شخصية المنتخب الذي فقد الكثير من هيبته الفنية في الجولات السابقة، كما فقد العديد من عناصره الأساسيين بسبب الإصابة والإيقاف.

راهن المدرب الهولندي بيرت فان مارفيك على روح الشباب، فكسب الرهان، خرج المدرب سعيداً، بعدما تنفس الصعداء، في مباراة قد تكون هي الأقل ضغوطاً بالنسبة إلى المدرب الذي كان يمتلك «شماعة» التبريرات لو حدث أي تعثر أو إخفاق.

بدا المدرب الهولندي هادئاً كعادته، ووضع ثقته بالنجم كايو كانيدو كرأس حربة، على أمل أن يكون هو رجل الحسم، فكان خيار المدرب صائباً، رغم كل التشكيك بجاهزية اللاعب الذي بدا مع العين شبحاً للنجم الذي صال وجال مع الوصل.

تألق كايو، وفرض نفسه نجماً للقاء، فسجل هدف التقدم في الوقت الحاسم من زمن الشوط الأول، كما مرر كرة «أسيست»إلى يحيى الغساني ليمنح زميله الواعد فرصة وضع البصمة الدولية الأولى في الشباك.

وفي الوقت الذي سرق كايو الأضواء بالتسجيل والصناعة، كان محمد العطاس يشكل مع وليد عباس ثنائياً في خط الدفاع، فبرز الأول كمدافع عملاق،نجح في إنهاء وإبطال خطورة عمر السومة، بل حد من خطورته، حتى نجح في قطع الماء والهواء عن المهاجم الذي يبدع ويتألق في الملاعب السعودية.

وكان العطاس دائماً «رجل مارفيك»الذي وضع ثقته بالمدافع الجزراوي مبكراً، ومنحه فرصة اللعب على المستوى الدولي، في بداية رحلته مع الأبيض، لكنه بدا أمام المنتخب السوري قائداً متمرساً في قيادة وضبط أداء الدفاع والحد من خطورة المنافسين.

وتعددت مكاسب منتخبنا من الفوز على«نسور قاسيون»، ذلك أن نصف بطاقة الملحق باتت رهن أيدينا، كما بات على اللاعبين تأكيد أن ما تحقق 27 يناير، لم يكن مجرد فورة.

ولعل ما زاد من مكاسب المباراة تألق العناصر التي راهن عليها المدرب، والتزام كل منهم بالواجبات الملقاة، فكان الانضباط الدفاعي سمة إيجابية، فتراجع علي صالح وخليل إبراهيم عند فقدان الكرات، وأدى ثلاثي الوسط دوره بأكمل وجه، حتى ترجم الأمر إلى أفضلية وسيطرة دون نسيان قوة المنافس الذي تسلح للمرة الأولى بكل الأوراق الرابحة في تشكيلته بل وفي قائمته أيضاً.

تجاوز الغيابات

ومثلت المباراة مع سوريا، وفق كل السيناريوهات تحدياً كبيراً لمنتخبنا الوطني الذي كان بأمس الحاجة إلى ضمان كسب النقاط الثلاث، وتذوق طعم الفوز الأول على أرضه وبين جماهيره، وهو الانتصار الذي بحث عنه كثيراً في مرحلة الذهاب،ما أثر بالسلب على مستواه، ليبدأ إياب المرحلة النهائية بفوزين كانا سيبدلان المشهد كاملاً لو حققهما ذهاباً.

وتمكن منتخبنا من تجاوز الغيابات، خاصة مع فقدان الفريق لأبرز أسلحته الهجومية بابتعاد علي مبخوت وفابيو ليما وخلفان مبارك بسبب الإصابة، وهي الغيابات التي مثلت قلقاً وخوفاً لدى كل المراقبين، لكن الروح والعزيمة ومعهما الانضباط والرغبة عوامل أكدت على أن الفوز سيكون من نصيب منتخبنا بعدما لم يبخل أي لاعب بنقطة عرق واحدة، وبعدما لعب البدلاء دوراً إيجابياً فكان إشراك الثلاثي يحيى الغساني وماجد حسن وحارب عبد الله سهيل، فرصة لضخ الدماء والروح في عروق الفريق في الحصة الثانية من زمن المباراة، وفي لقاء بدل به المدرب الهولندي الكثير من فلسفته التي كان يراهن فيها على التغيير في الوقت القاتل من زمن المباريات.

الجيل الواعد

من جهته، قدم الهولندي فان مارفيك، مدرب منتخبنا الوطني التهنئة للاعبين بمناسبة الفوز على المنتخب السوري،وأشاد بالأداء الطيب الذي قدمه اللاعبون، مؤكداً أن الجميع يعلم أن المباراة كانت صعبة، ولم يكن تحقيق الفوز فيها سهلاً، لكن النصر تحقق بجهود اللاعبين.

وقال: «اللاعبون الشباب قدموا عطاءً مميزاً،وكانوا النقطة الفارقة في المباراة، لم نؤد بصورة مكتملة خلال المباراة، حيث كانت هناك بعض الهفوات، لكن أداء اللاعبين كان بطولياً.

وأوضح مارفيك أن الجهاز الفني يعمل باستمرار على تطوير الفريق، مشيراً إلى أن نجوم المنتخب أدوا بشكل رائع، مشيداً بلاعبي خط الهجوم الذين تبادلوا المراكز بشكل جيد، مضيفاً أن الضخ الهجومي ساعد في دفع المنتخب إلى الأمام لتسجيل الأهداف.

وطالب مارفيك الجماهير بوضع ثقتها في المنتخب، مبيناً أن فارق النقاط مع المنافسين، يجعل الأبيض يؤدي بقية المباريات بشكل أفضل، وقال:لو حصلنا على ثلاث نقاط إضافية سيكون صعباً على المنافسين اللحاق بنا.

وحول التحضير لمباراة إيران، ذكر المدرب أنه درج على عدم التطرق إلى تشكيلة المباراة التالية، مشيراً إلى أن التشكيلة الحالية هي التي سيعمل عليها للمباراة المقبلة مع احتمال إضافة لاعب واحد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"