تشاؤم روسي بعد «الردّين» الأمريكيين.. وتعزيزات إلى أوكرانيا

أعربت روسيا عن تشاؤمها إزاء رد الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي (الناتو) على مبادرة الضمانات الأمنية المطروحة من قبل موسكو، موضحة أنهما لم يتجاوبا مع مباعث القلق الرئيسية للجانب الروسي، وحذر وزير الخارجية الأمريكي مجدداً من مخاطر أمنية واقتصادية ستترتب على أي غزو روسي لأوكرانيا، بينما دعت الصين واشنطن إلى أن «المخاوف الأمنية المنطقية» لروسيا «يجب أن تؤخذ على محمل الجد»،

تشاؤل روسي

قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أمس الخميس، في أول تعليق من موسكو على رد الولايات المتحدة الخطي على مبادرة الضمانات الأمنية: «أما بخصوص مضمون هذه الوثيقة، فإنها تتضمن ردود أفعال تبعث على الأمل في إطلاق حوار جدي، لكن بشأن قضايا ذات أهمية ثانوية فقط». وأقر لافروف بأن الوثيقة الأمريكية «لا تضم أي رد إيجابي بشأن المسألة الرئيسية»، وهي طلب موسكو بوقف استمرار تمدد حلف الناتو شرقاً، ونشر منظومات هجومية من شأنها أن تشكل خطراً على أراضي روسيا.

وكرر الوزير موقف روسيا القاضي بأن الغرب في أوائل التسعينيات قدّم إلى موسكو تعهدات بأن الناتو لن يتمدد شبراً واحداً شرقاً، محملاً الغربيين المسؤولية عن محاولة التهرب من تنفيذ هذه الوعود حالياً.

وأشار الوزير إلى أن الخارجية الروسية تدرس حالياً الرد الأمريكي على مبادرتها، والآخر الذي تلقته من حلف الناتو، وستبلغ، بعد التشاور مع الوزارات المختصة الأخرى، الرئيس فلاديمير بوتين بهذا الشأن؛ كي يحدد الخطوات المستقبلية الواجب اتخاذها.

تفهم جدي

وأجرى وزيرا الخارجية الامريكي أنتوني بلينكن، ونظيره الصيني وانغ يي محادثة هاتفية بشأن أوكرانيا، في وقت متأخر الأربعاء.

وأكد وانغ يي لنظيره الأمريكي أن «المخاوف الأمنية المنطقية» لروسيا «يجب أن تؤخذ على محمل الجد»، كما ذكرت وزارة الخارجية الصينية في بيان. وقال وانغ في المحادثة الهاتفية: «ندعو كل الأطراف إلى الهدوء والامتناع عن تصعيد التوتر». ومن دون أن يسمي الحلف الأطلسي، قال وانغ إنه «لا يمكن ضمان الأمن الإقليمي عبر تعزيز أو حتى توسيع كتل عسكرية». ورأى الوزير الصيني أن «المخاوف الأمنية المنطقية لروسيا يجب أن تؤخذ على محمل الجد وتتم تسويتها».

ترحيب أوكراني

رحّبت أوكرانيا، أمس الخميس، بخطط روسيا لمواصلة المحادثات مطلع الشهر المقبل، معتبرة الأمر «نبأ جيّداً» ومؤشراً على أن موسكو عازمة على إيجاد حل دبلوماسي للأزمة القائمة.

والتقى مسؤولون روس وأوكرانيون كبار في باريس مع ممثلين عن فرنسا وألمانيا الأربعاء.

إشارة جيدة في اجتماع صعب

وأعلن الإليزيه مساء الأربعاء، في ختام جلسة المحادثات الماراثونية التي استمرّت ثماني ساعات أنّ الوسيطين الفرنسي والالماني تلقّيا من الجانب الروسي «إشارة جيدة»، حتى وإن كان الاجتماع «صعباً». وقال مسؤول في الرئاسة الفرنسية: «لقد تلقّينا إشارة العودة للالتزام التي كنّا نسعى إليها»، في إشارة الى وقف النار الهش.

اليد الممدودة

قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، إن روسيا تواصل حشدها العسكري قرب أوكرانيا وأضاف للصحفيين في بروكسل، «التوتر يتصاعد». وقال إن الحلف قدّم مقترحات من أجل حلّ دبلوماسي للتوترات، لكنّه يبقى «مستعداً للأسوأ». وقال: «نحن الآن نمدّ اليد لروسيا مرة أخرى، سعياً لمسار حوار وإيجاد حلّ سياسي».

الانفصاليون يطلبون تسليحهم

طلب دينيس بوشيلين الممثل الرئيسي للانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، أمس الخميس، من موسكو تقديم أسلحة للمتمردين لمواجهة قوات كييف. وقال: «نحن بحاجة إلى مواجهة طائرات بيرقدار» المسيرة التركية التي حصلت عليها القوات الأوكرانية العام الماضي. وأشار إلى «نقاط ضعف» في تسليح الانفصاليين، بينما قامت دول غربية عدة بينها بريطانيا والولايات المتحدة، بتسليم كييف أسلحة وذخائر في الأيام الأخيرة.

تعزيزات أمريكية

وصلت ستّ مقاتلات أمريكية إلى إستونيا الأربعاء؛ لتعزيز بعثة حلف شمال الأطلسي في البلاد. وهبطت المقاتلات الستّ وهي من طراز «إف-15إي» في قاعدة أماري في شمال غرب إستونيا؛ للمشاركة في تدريب مع أربع طائرات دنماركية وصلت إلى ليتوانيا الخميس. وقال رئيس هيئة أركان قيادة الحلفاء الجوية يورغ ليبرت، في بيان، إنّ «الطائرات الإضافية ستعمل من كثب مع المفارز الحالية لزيادة استعدادنا، وتعزيز قدراتنا العملانية التبادلية، والتأكيد على التضامن القوي بين دول التحالف».

قوات وذخائر

قالت مصادر إن المملكة المتحدة تبحث نشر قوات في شرق أوروبا قبل غزو روسي محتمل لأوكرانيا.وأعلنت وزارة الدفاع التشيكية أنّها ستقدّم لأوكرانيا، خلال الأيام القليلة المقبلة، هبة عسكرية قوامها 4000 قذيفة مدفعية من عيار 152 مليمتراً.

(وكالات)