عادي
اسأل الخليج

روائي يقف بالمقلوب حتى لا تهرب منه الأفكار

12:59 مساء
قراءة دقيقتين
الشارقة: «الخليج»
عملية التأليف مسألة في غاية الصعوبة، وتطلب من الكاتب أن يصفي ذهنه تماماً من أجل إنجاز مادة إبداعية سواء كانت قصيدة أو رواية أو قصة وغير ذلك من الأنماط الأدبية، وهناك الكثير من الحكايات التي تروى عن وقت الكتابة عند كبار المؤلفين باعتبارها لحظة شديدة الخصوصية وتطلب طقساً مزاجياً خاصاً.
الكاتب الأمريكي دان براون، المولود عام 1964، يعتبر أحد أشهر الروائيين الذين تربعوا على عرش الرواية الخيالية الممزوجة بالغرائبية والرؤى الفلسفية والأسرار التاريخية وأجواء الغموض، وذلك الاتجاه في أعماله منح رواياته نوعاً من الإثارة الممزوجة بطابع علمي وفلسفي حديث بأسلوب مشوق مكّنه من تحقيق أفضل وأكبر المبيعات، حيث لقيت رواياته رواجاً كبيراً بين الأجيال الشابة في أمريكا وأوروبا ثم سائر العالم، ومن أهم أعماله الروائية «شفرة دافينشي»، و«الحصن الرقمي»، و«حقيقة الخديعة»، و«ملائكة وشياطين»، و«الرمز المفقود» و«الجحيم»، أما آخر أعماله فهو رواية «الأصل».
ومن الأشياء التي جعلت لبراون تلك الإمكانيات الكبيرة والذخيرة المعرفية الفلسفية، نشأته في بيت علوم وثقافة حيث كان والده يعمل أستاذاً لمادة الرياضيات وكان نابغة في ذلك المجال وحاز العديد من الجوائز، أما والدته فكانت محترفة للموسيقى خاصة المتعلقة بالطقوس العقائدية، وهكذا نشأ براون في بيئة تجمع بين العلم والثقافة والدين، كما أن براون اقترب أكثر من عالمي التاريخ والفنون، عندما تزوج من بلايث وهي أستاذة في علم تاريخ الفن ورسامة وكثيراً ما ترافقه في رحلاته الاستكشافية ورحلات البحث التي يقوم بها من أجل الإعداد لرواية ما، فقد كانت طريقة براون تقوم على البحث والتقصي في أعماق التاريخ والكشف عن دلالات الرموز وفك الشفرات.
وإذ احتشدت روايات وأعمال براون بالغرائبيات والعجائب والأسرار، فإنّ الطقس المزاجي الذي يسبق عملية الكتابة عنده اتصف هو الآخر بالغرابة، فمن أجل أن يتخلص من ضغط الكتابة، ومشكلة هروب الأفكار، كان براون يعلّق رجليه في سارية ليكون رأسه في الأسفل، هذه الوضعية التي يسميها «العلاج المقلوب» تساعده حسب رأيه على رؤية الأشياء بشكلٍ مختلف، وأكثر تميّزاً، وأكثر اتّساعاً، بالإضافة إلى مساعدته على تحديّات الحبكة الروائية في العمل الذي يعمل على إنجازه، وينطلق براون في اتخاذ تلك الوضعية العجيبة من رأي استقر في ذهنه، وهو أن العالم في الأصل مقلوب وغير معتدل، وحتى يتم فهمه لابد من اتخاذ وضعية مقلوبة حتى تعتدل الصورة في الذهن.
صنفت مجلة التايم براون بعد إصدار روايته «شيفرة دافينشي» ضمن أكثر مائة شخص أثروا في العالم، ظهر دان براون على قناة «سي. إن. إن» وبرنامج «توداي شو» وراديو «ناشيونال» وصوت أمريكا وتصدرت صوره صفحات الجرائد والمجلات، وترجمت رواياته إلى أكثر من 40 لغة حول العالم، وتحولت معظم تلك المؤلفات إلى أعمال سينمائية وجدت صدى كبيراً مثل فيلم «شفرة دافينشي»، الذي قام ببطولته الممثل الأمريكي توم هانكس، لتتحول بعدها الرواية إلى عرض مسرحي أيضاً.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"