عادي
أحمد الخاجة المدير التنفيذي لـ «دبي للمهرجانات»:

دبي مقياس عالمي لتطور قطاع التسوق والتجزئة

21:09 مساء
قراءة 4 دقائق
دبي مول
دبي: حمدي سعد

حققت دبي، التي تعد مقراً لأكثر من 62% من العلامات التجارية الرائدة في العالم، نجاحاً مميزاً في تطوير قطاع التسوق والتجزئة الحيوي على الرغم من التحديات التي يشهدها العالم حالياً، حيث يلعب القطاع دوراً مهماً في تحقيق التوقعات الاقتصادية لدولة الإمارات والتي يتوقع أن تصل إيرادات القطاع إلى 70.5 مليار دولار بحلول 2025 بمعدل نمو يقدر 6.6% سنوياً.

أحمد الخاجة
أحمد الخاجة

وقال أحمد الخاجة، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة في تصريحات ل«الخليج»: إن دبي تعتبر واحدة من أهم وجهات التسوق العالمية، حيث يستقطب قطاع التجزئة ملايين الزوار من جميع أنحاء العالم سنوياً، فيما أدت جائحة «كوفيد-19» إلى تحولات جذرية في توقعات الصناعة العالمية، لتصل إلى ما يقارب 27 تريليون دولار 2022.

أكد الخاجة أن الإجراءات السريعة التي تم اتخاذها في دبي لحماية قطاع التجزئة أثناء فترات الإغلاق، والتي تضمنت إعفاءات الإيجار الأساسي التعاقدي، لعبت دوراً مهماً في التقليل من آثار الجائحة ودعم استمرارية قطاع التجزئة الذي يعد جزءاً لا يتجزأ من اقتصاد المنطقة.

وبعد مرور عامين تقريباً، وبعد أن تأثرت الصناعة بالموجة الأولى من الجائحة، بدأنا نرى انعكاسات هذه التغيرات على المدى الطويل وما يحمله مستقبل قطاع البيع بالتجزئة.

مقياس للتطور

وقال الخاجة: إن دبي وباعتبارها عاصمة التجارة، ومع وجود مساحات تجارية أكبر من أي من مكان آخر، أصبح قطاع التجزئة فيها بمثابة مقياس للتطور السريع لهذه الصناعة على مستوى المنطقة وعلى الصعيد الدولي.

ويمكن القول إن الجائحة أسهمت في تسريع وتيرة التوجهات الحالية ضمن قطاع التجزئة في جميع أنحاء المنطقة، وأبرزها التجارة الإلكترونية، حيث وصلت إيرادات هذه التجارة في الإمارات إلى 3.9 مليار دولار العام 2020، وهو ما يمثل زيادة سنوية بنسبة 53%.

وأضاف: إن نموذج المركز التجاري متعدد الاستخدامات والذي ساد حالياً، ليس بجديد في المنطقة ووفقاً لتقرير جديد عن حالة اقتصاد التجزئة في الإمارات، يشهد القطاع ازدهاراً ملحوظاً حيث يواصل المستهلكون التحول إلى تجارب القنوات المتعددة.

ومع تطور الابتكارات الرقمية في السنوات القليلة الماضية تماشياً مع تجربة التسوق في المتاجر، أدى ذلك إلى استخدام العملاء لبوابات البحث عن البضائع عبر الإنترنت، قبل أن يشقوا طريقهم إلى المتاجر لرؤية المنتجات فعلياً وتفحصها قبل إتمام عمليات الشراء.

التجارة الاجتماعية

وقال الخاجة: من المتوقع أن يشهد توجه التجارة الاجتماعية نمواً كبيراً خلال العامين إلى الخمس أعوام المقبلة، حيث يستخدم تجار التجزئة قنوات التواصل الاجتماعية للترويج وبيع المنتجات والخدمات.

وكشف تقرير حديث صادر عن شركة «Snap» أن القدرة الشرائية لجيل «Snapchat» يقدر بنحو 425 مليار دولار في المنطقة وحدها.

وبغض النظر عن التجارة الإلكترونية التقليدية، يمكن أن يؤدي التوجه نحو التجارة الاجتماعية إلى تحقيق عائدات مالية كبيرة جداً خلال الفترة المقبلة.

ومع تغيّر السلوكيات الشرائية لدى المستهلك تبعاً للجائحة، تكشف التوجهات في قطاع التجزئة عن الحاجة إلى تقديم الابتكارات داخل منافذ البيع بالتجزئة، حيث يبدو أن نموذج البيع بالتجزئة الذي يقدم تجارب ترفيهية للمستهلك هو الذي يحتل الصدارة في المنطقة.

قطاع الترفيه

وقال الخاجة: تشير التقارير إلى تحقيق نمو في قطاع الترفيه والتسلية في دبي بين الربعين الثاني والثالث من عام 2021، حيث ازداد إقبال المستهلك على تجارب المرح، فيما نجحت الهيئات الحكومية في دبي في ضمان بيئات آمنة للجميع في مراكز التسوق.

توقعات النمو

وحول توقعات النمو في زوار مراكز التسوق 2022 قال الخاجة: تتبنّى مراكز التسوق في دبي توفير تجارب ترفيهية وأسلوب حياة مميز من خلال منافذ البيع بالتجزئة، حيث تعتبر مراكز التسوق جزءاً من النسيج الاجتماعي الأساسي، في دبي وعلى مستوى دولة الإمارات، لأن الناس تتوجه للمراكز بهدف التواصل الاجتماعي وليس فقط بغرض التسوق.

وتعتبر مراكز التسوق في دبي على وجه التحديد من مناطق الجذب السياحي العالمية والرئيسية، حيث يسجل «دبي مول» وحده ما يعادل 80 مليون زائر سنوياً.

قيمة إضافية

وتجمع العديد من مراكز التسوق في الإمارات بين التركيز على توفير المأكولات والمشروبات والتجارب الترفيهية لتعزيز موقعها في قطاع التجزئة وخلق قيمة إضافية لمجتمعاتها المحلية.

مبيعات التجزئة

وقال الخاجة: من المتوقع أن تواصل مبيعات التجزئة تحقيق النمو في الإمارات خلال 2022، مدعومة باستضافة الحدث العالمي «إكسبو 2020 دبي» ونجاح برنامج التطعيم في الدولة، حيث سجلت بيانات البيع بالتجزئة زيادة بنسبة 8% في متوسط إنفاق الفرد أثناء إقامته في دبي خلال الربع الثالث 2021.

دوافع النمو

ومع اعتماد اقتصاد دبي بشكل كبير على القطاعات الرائدة والتي تشمل قطاع الضيافة، والسياحة، وتجارة التجزئة والسفر، أكدت مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة مؤخرا التزامها بدعم قطاع التجزئة، والنمو المستمر لمدينة دبي كوجهة عالمية للبيع بالتجزئة من خلال إطلاق مجموعة من المهرجانات على مدار العام 2022.

تعزيز وضع القطاع

وقال الخاجة: تركيزاً على التجارب التي تهدف إلى تعزيز قطاع البيع بالتجزئة في المدينة، والتي تجذب الزوار من كل مكان، أطلقت مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة مهرجان دبي للتسوق في دورته ال27، والتي تتواصل فعالياتها حتى 30 يناير الجاري.

ويعتبر مهرجان دبي للتسوق السنوي أطول مهرجان للبيع بالتجزئة حول العالم، والذي تم إطلاقه لدعم أهداف التنمية الاقتصادية والسياحية في دبي ووفقاً لتقارير الاقتصاد والسياحة في دبي، يساهم قطاع التجزئة بنسبة 26% من الناتج المحلي الإجمالي لدبي.

وفي العام الجديد، تحظى دبي بفرصة ذهبية لتعزيز مكانتها كوجهة رائدة للتجزئة والتسوق على مستوى العالم، ولدعم قطاع التجزئة الذي يعتبر أساسياً لتحقيق نمو استراتيجي متواصل لاقتصاد دبي.

ويمكن تحقيق ذلك عن طريق توفير تجارب مبتكرة في قطاع التجزئة والتي تكمل بدورها التجارب الافتراضية، بهدف دعم النمو المستدام والمستمر لقطاع التجزئة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"