سلاح ذو حدين

00:19 صباحا
قراءة دقيقتين
صباح الخير

إلى التعليم الحضوري عاد الفوج الأول من الطلبة، الذي يضم متعلمي رياض الأطفال والحلقة الأولى، والصفين الثاني عشر والثالث عشر في النظام البريطاني، لبدء الفصل الدراسي الثاني من على مقاعدهم الدراسية، بانتظار الفوج الثاني الذي يضم صفوف الحلقة الثانية والثانوية من 9 إلى 11، والذين سيلتحقون بزملائهم يوم الاثنين ، ليطوي من أراد من أولياء الأمور صفحة التعليم «عن بعد» الذي شرعت المدارس أبوابه أمام الراغبين  بالاعتماد عليه لتعليم أبنائهم، الذين لو كانت كلمة الفصل لهم، لاختاروا العودة إلى فصولهم والساحات المدرسية التي اشتاقوا إليها، كما اشتاقت إلى صوت دبيب أقدامهم فوقها.
الميدان التربوي الذي اعتدنا أن يكون قاضياً قبل جائحة «كورونا»، ويطلق أحكامه على كل ما يتعلق باليوم الدراسي، خفت صوته، ولم يعد المنهاج همه الأول، بل أدار بوصلة اهتمامه صوب نظام التعليم، مرحباً تارة بالتعليم عن بعد، وتارة أخرى مبدياً امتعاضه منه، حتى أصبح البعض لا يعرف ماذا يريد، ومرد ذلك إلى الضغوط الكبيرة التي فرضها هذا النظام على الأسر التي يعمل فيها الآباء والأمهات، حيث كثيراً ما وجدوا أنفسهم مضطرين للعب دور المعلم، خصوصاً من لا يزال أبناؤهم في أولى مراحلهم الدراسية.
لا شك أن قرار العودة للتعليم الحضوري استنهض الميدان التربوي ، استعداداً لاستقبال الفوج الأول من الطلبة،  لتصبّ الإدارات اهتمامها على تعقيم المباني المدرسية، وتفعيل الإجراءات الاحترازية ، إيماناً منها بأن الالتزام بالإجراءات، والبروتوكولات الصحية، وإجراء الفحوص باستمرار، مفتاح الأمان لجميع فئات الميدان التربوي.
أولياء الأمور بدورهم بدت فرحتهم واضحة، بعد أن تكشف لهم أن التعليم عن بعد سلاح ذو حدين، ففي الوقت الذي وجدوا فيه ضالتهم لضمان استمرار تلقي أبنائهم دروسهم وعدم انقطاعهم تعليمياً، كما حدث في العديد من الدول، تبين لهم ضعف تحصيلهم، وتراجع مستوى أبنائهم، الذين وصل الأمر ببعضهم، من صغار السن، إلى نسيان كيف يمسك القلم، بعد أن أصبح «الكيبورد» الأداة الرئيسية لحل الواجبات، وتحولت الشاشة إلى مدرس، يتسمّرون خلفها لساعات طويلة، حتى بعد انتهاء اليوم الدراسي، إلى أن وصل الأمر ببعضهم إلى إدمان التكنولوجيا.
هذه المشكلات من المفترض أن تحل جميعها ، إلا أنها ستخلق مسؤوليات إضافية على الكادر التدريسي، الذي عليه إعادة تقويم مهارات الطلبة، وهو ما لن يكون ممكناً من دون مساعدة الأهالي، الذين عليهم  العودة إلى أدوارهم السابقة، والمذاكرة لأبنائهم، ووضعهم على السكة الصحيحة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"