عادي
موسكو: الضجة الغربية بلغت ذروة الجنون

«الناتو»: لا ننوي إرسال قوات إلى أوكرانيا

00:15 صباحا
قراءة 5 دقائق
1
1
1

قالت موسكو، امس الأحد، إن الضجة الإعلامية الغربية حول أوكرانيا بلغت «ذروة الجنون»،وأعربت مجدداً عن رغبتها في علاقة قائمة على «الاحترام المتبادل» مع واشنطن، وانضم وزير الخارجية الأوكراني إلى الأصوات الداعية إلى التهدئة، وقال إن الهلع المرتبط بتصاعد التوتر على الحدود ينعكس سلباً على اقتصاد البلاد، أما حلف «الناتو» فقد أعلن، امس الأحد، انه لا ينوي إرسال قوات لأوكرانيا إذا أقدمت روسيا على غزوها، ولوحت بريطانيا بعقوبات جديدة على روسيا، واقترحت على الحلف الأطلسي عملية انتشار عسكري «كبيرة» في أوروبا تشمل قوات وأسلحة، بينما دعا وزير ألماني سابق إلى إرسال قوة حفظ سلام أممية إلى أوكرانيا. 

ذروة الجنون

علّقت وزارة الخارجية الروسية على تقرير إعلامي غربي يتهم روسيا بنقل «قوات ضخمة» إلى الحدود مع أوكرانيا، معتبرة أن الضجة الإعلامية الغربية حول أوكرانيا بلغت ذروة الجنون. وقالت الوزارة في بيان «إن الضجيج في وسائل الإعلام الغربية حول العلاقات الروسية الأوكرانية وصل إلى نقطة الغليان، أو بالأحرى إلى مرحلة الجنون القصوى». وأضافت أن كل مادة إعلامية في هذا الخصوص أسخف من الأخرى. 

الاحترام المتبادل

أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أمس الأحد، أن موسكو تسعى إلى علاقة قائمة على «الاحترام المتبادل» مع واشنطن في ظل الخلافات بين البلدين بشأن ملف أوكرانيا. وصرح لافروف «للقناة الأولى» الروسية «نرغب في علاقات جيّدة قائمة على المساواة والاحترام المتبادل مع الولايات المتحدة، كما هو الحال مع كل بلد آخر في العالم». وأضاف «تعلّمنا من تجربة مريرة بأننا لا نرغب في أن نكون في موقع حيث يتعرّض أمننا للتهديد يومياً».

وأكد لافروف أن خط دفاع الحلف الأطلسي «يواصل التحرّك شرقاً»، وبات قريباً جداً من أوكرانيا. وأضاف أن أوكرانيا «غير مستعدة» للانضمام إلى الحلف الأطلسي، و«لن تساهم بأي شكل من الأشكال في تعزيز أمن الناتو».

تحدي «الأطلسي»

وقال لافروف إن روسيا ستطالب حلف شمال الأطلسي بتوضيح ما إذا كان يعتزم تنفيذ الالتزامات الأمنية الرئيسية بعد أن قالت موسكو إن رد الحلف على مطالبها لا يفي بالغرض. وقال لافروف في التلفزيون الرسمي «اليوم، نرسل طلباً رسمياً من خلال وزارة الخارجية لزملائنا في الحلف ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، نحثهم على توضيح كيفية اعتزامهم تنفيذ التزامهم بعدم تعزيز أمنهم على حساب أمن الآخرين». 

وتابع أن روسيا ستسعى ليس للحصول على وعود من الغرب فقط، ولكن على ضمانات أمنية ملزمة قانوناً «من شأنها أن تضمن الأمن في القارة الأوروبية بأكملها، مع مراعاة مصالح روسيا المشروعة بشكل كامل ومتساو».

الهلع يضر الاقتصاد

أعلن وزير الخارجية الأوكراني، دميتري كوليبا، أن الشعور بالهلع والذعر المرتبط بتصاعد التوتر على حدود البلاد مع روسيا قد أثر سلباً في حالة الاقتصاد الوطني. وقال كوليبا: «لقد بدأنا نعاني اقتصادياً، ونفقد قوانا بسبب الذعر الذي يعيشه مجتمعنا». ودعا «الأسواق والناس» إلى إدراك أن كييف والدول الشريكة لها تعمل ما في وسعها «لمنع السيناريو الأسوأ». وذكر كوليبا أن «نقص الإرادة السياسية» يمنع بعض حلفاء بلاده من تقديم مزيد من الدعم لأوكرانيا، من دون أن يسمي الدول المحددة.

جهل نوايا

قال الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرج، أمس الأحد، إن التحالف لا يعرف ما هي النوايا الحقيقية للحكومة الروسية في ما يتعلق بأوكرانيا. وأضاف في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، رداً على سؤال حول ما إذا كان «تهديد الغزو الروسي» سيقع لا محالة: «هناك غموض، ولدينا عدم يقين بشأن نوايا روسيا تجاه أوكرانيا».

في الوقت نفسه، أكد ستولتنبرج أن الحلف لا يخطط لإرسال قوات إلى أوكرانيا في حالة نشوب صراع عسكري بين كييف وموسكو. وأضاف أن «الناتو» سيركز بدلاً من ذلك على إمداد أوكرانيا بالأسلحة وصياغة إجراءات العقوبات ضد روسيا الاتحادية.

تلويح بعقوبات جديدة 

قالت وزيرة الخارجية البريطانية، إليزابيث تراس، إن بلادها، ستوسع العقوبات المفروضة على روسيا الأسبوع المقبل على خلفية الوضع حول أوكرانيا. وأضافت الوزيرة في مقابلة مع شبكة «سكاي نيوز»، أمس الأحد: «سنقدم هذا الأسبوع إجراءات لتحسين قانون العقوبات. في الوقت الحالي، لا يمكننا فرض عقوبات إلا على الذين يشاركون بشكل مباشر في نشاطات زعزعة الاستقرار في أوكرانيا. سنقوم بتوسيع قائمة (الأشخاص الخاضعين للقيود) بحيث يمكن أن تشمل العقوبات أي شركة تهم الكرملين والنظام الروسي».

وتابعت: «لن يتمكن أي أحد من الأوليغارشيين المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ولا الشركات الروسية التي تعمل بمثابة عمود فقري للدولة الروسية من الهروب من العقوبات».

 من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، أمس الأحد، إن الصورة على حدود أوكرانيا مع روسيا «مقلقة بشكل متزايد». وقال على تويتر «ما زلت أحث روسيا على المشاركة في المفاوضات وتجنب غزو متهور وكارثي». 

وكان جونسون اعلن، أمس الأول السبت، أن بلاده ستقترح على حلف شمال الأطلسي نشر قوات وأسلحة وسفناً حربية وطائرات مقاتلة في أوروبا، في إطار عملية انتشار عسكري «كبيرة»، رداً على تصاعد «العداء الروسي» تجاه أوكرانيا. وأشار مكتب رئيس الوزراء البريطاني إلى أنّ هذا الاقتراح الذي يُفترض تقديمه خلال اجتماع للقادة العسكريّين للحلف الأطلسي، الأسبوع المقبل، قد يؤدي إلى مضاعفة عديد القوات البريطانية المنتشرة حالياً في أوروبا الشرقيّة، وتوفير «أسلحة دفاعيّة» لإستونيا.

بعثة حفظ سلام

شدد وزير الخارجية الألماني الأسبق، زيجمار جابرييل، على ضرورة إرسال بعثة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة إلى شرق أوكرانيا. ووفقاً له، يجب أن تعمل هذه البعثة على مراقبة تطبيق الهدنة ومنع العنف ما أمكن، باستخدام السلاح لتحقيق أهدافها إذا لزم الأمر. وأضاف الوزير الأسبق، في مقابلة صحفية نشرتها «بيلط»، أمس الأحد: «ما نحتاجه هو بعثة حفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة، مهمتها مراقبة الالتزام بالهدنة وسحب الأسلحة الثقيلة ووضع حد لأي شكل من أشكال العنف، وإذا لزم الأمر، عن طريق استخدام السلاح. تم تقديم مقترحات بهذا الشأن لكن لم تحدث مشاورات جادة حولها». وتابع: «علينا أن نعترف بأن النزاع العسكري في شرق أوكرانيا، بقي مستمراً ولم يتوقف. ويجب علينا، نحن الأوروبيين، أن نعترف بأننا لا نلعب الدور الحاسم في الجهود المبذولة لمنع وقوع الصدام العسكري. نحن نعتمد مرة أخرى على الولايات المتحدة. من وجهة نظر روسيا، لا تلعب أوروبا أي دور، لأنه في أعوام 1945 و1989 و1997، كان الاتحاد السوفييتي، ثم روسيا، يتفاوضان دائما على مصير أوروبا مع الولايات المتحدة. ووفقاً لرأي روسيا، يجب أن يبقى الأمر كذلك».(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"