عادي
كييف ترفض نشر الخوف والفزع من «الغزو الروسي»

الغرب ينقسم حول «طبول الحرب» في أوكرانيا

00:33 صباحا
قراءة 5 دقائق
مجندون متطوعون يتدربون على القتال في مكان خارج كييف(رويترز)

يزور وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا، أوكرانيا الشهر المقبل، فيما انضم المزيد من المسؤولين في كييف إلى التقليل من أهمية القرع الأمريكي الأطلسي ل«طبول الحرب» بين روسيا وأوكرانيا؛ بل إن مسؤولين أوروبيين وأطلسيين أكدوا أن هناك انقساماً داخل الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي بشأن تسليح أوكرانيا وفرض عقوبات جديدة على روسيا.

زيارة وزيرين إلى كييف

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، إنه سيزور مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك أوكرانيا يومي 7 و8 فبراير. وأضاف الوزير الفرنسي في تغريدة على تويتر السبت:: «أكدت لوزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا، دعمنا الكامل وتضامننا مع أوكرانيا. سنواصل جهودنا، بما في ذلك ضمن صيغة نورماندي (ألمانيا وروسيا وأوكرانيا وفرنسا) لتهدئة التوتر».

ومساء أمس الجمعة، ناقش الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي عبر الهاتف، العمل ضمن رباعية النورماندي. وقبل ساعات قليلة من ذلك، أجرى ماكرون محادثات بالهاتف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

توافق فرنسي روسي

وتوافق ماكرون وبوتين على «ضرورة نزع فتيل التصعيد» ومواصلة «الحوار» في الأزمة الأوكرانية. وقالت الرئاسة الفرنسية إن الاتصال الهاتفي بين الرئيسين الذي استمر أكثر من ساعة «أتاح التفاهم على ضرورة نزع فتيل التصعيد»، مشيرة إلى أن «الرئيس بوتين لم يُبد أي نية عدوانية (..) لقد قال بوضوح إنه لا يسعى إلى المواجهة».

وأضاف الإليزيه أن بوتين «أمل أيضاً أن يواصل مع الرئيس (ماكرون) النقاش الذي بدأ اليوم»، موضحاً أن «الحوار صعب» لكن «قنوات النقاش مفتوحة».

نفي أوكراني

نفت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني قول ثلاثة مسؤولين أمريكيين إن روسيا نقلت إمدادات دم ومواد طبية أخرى إلى قواتها المحتشدة بالقرب من حدود أوكرانيا، فيما يرى الأمريكيون أنه مؤشر آخر جديد على اتساع الاستعدادات العسكرية الروسية لتنفيذ هجوم عسكري.

وقالت المسؤولة العسكرية الأوكرانية على فيسبوك أمس السبت: «هذه المعلومات غير صحيحة. مثل هذه الأخبار هي أحد عناصر الحرب الإعلامية والنفسية. الغرض من مثل هذه المعلومات هو نشر الفزع والخوف في مجتمعنا».

وكان الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي قد انتقد الجمعة، ما وصفه بأنه «إحساس في الخارج» بأن حرباً بدأت بالفعل ضد أوكرانيا. وقال للصحفيين في كييف: «لسنا بحاجة إلى هذا الفزع».

مؤشر أمريكي

وجاء تعليق نائبة وزير الدفاع الأوكرانية بعد أن قال ثلاثة مسؤولين أمريكيين ل«رويترز»، إن الحشد العسكري الروسي بالقرب من حدود أوكرانيا اتسع ليشمل إمدادات الدم، إلى جانب مواد طبية أخرى تسمح بعلاج المصابين، وذلك في مؤشر آخر جديد على الاستعدادات العسكرية الروسية.

خلاف أوروبي حول العقوبات

وقال رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي، إنه يوجد خلاف بين دول الاتحاد الأوروبي بشأن نطاق العقوبات التي ستفرض ضد روسيا. وأضاف في مقابلة نشرت السبت: «تتفق جميع دول الاتحاد الأوروبي على أن أوكرانيا يجب أن تحافظ على سيادتها. تتعلق الخلافات بنطاق العقوبات التي ستفرض على روسيا أو بتقديم الدعم العسكري لأوكرانيا، وهي مواقف يجب الاتفاق عليها على مستوى الاتحاد أو «الناتو».

خلاف داخل «الناتو»

قال أمين عام حلف «الناتو» ينس ستولتنبرج، إنه يوجد خلاف في وجهات النظر بين أعضاء الحلف، حول توريد الأسلحة إلى أوكرانيا. وأضاف في مقابلة نشرت السبت: «أعتقد أنه يجب على حلفاء «الناتو» الالتزام بتقديم الدعم لأوكرانيا. نحن نقدم الدعم السياسي، والدعم العملي للأوكرانيين ونساعدهم على تحديث مؤسساتهم الدفاعية، ونساعدهم على محاربة الفساد، ونساعدهم في بناء آليات الدفاع السيبراني. أما بالنسبة للأسلحة الدفاعية، فلدى الحلفاء وجهات نظر مختلفة. بعض الأعضاء مثل بريطانيا والولايات المتحدة ودول البلطيق، يزودون (أوكرانيا) بهذا النوع من الأسلحة».

تجنب سفك الدماء

يسعى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى تجنب «إراقة الدماء» في أوكرانيا، وفق ما أكدت متحدثة باسم داونينج ستريت مساء الجمعة، مشيرة إلى أنه سيتصل بالرئيس الروسي بوتين لحضه مرة جديدة على «التراجع والانخراط دبلوماسياً».

وقالت المتحدثة في بيان: «رئيس الوزراء مصمم على تسريع الجهود الدبلوماسية وتعزيز الردع لتجنب إراقة الدماء في أوروبا».

لا استهداف للمواطن الروسي بالعقوبات

وقال المسؤول في البيت الأبيض بيتر هاريل، إن إدارة الرئيس جون بايدن، تعتزم تجنيب المواطنين الروس وطأة أي قيود على الصادرات الأمريكية إلى بلادهم إذا غزت روسيا أوكرانيا، وستركز على استهداف القطاعات الصناعية. وذكر مسؤول تجاري كبير أن «شخصيات مهمة» ستواجه أيضاً «عقوبات واسعة».

وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة، أنه سيُرسل عدداً صغيراً من الجنود الأمريكيين إلى أوروبا الشرقية «قريباً». وقال لصحفيين: «سأرسل قوات إلى أوروبا الشرقية ودول حلف شمال الأطلسي في المدى القريب. ليس عدداً كبيراً» من القوات. وكانت الولايات المتحدة وضعت 8500 جندي في حالة تأهب لتعزيز الحلف الأطلسي. وشدد بايدن مجدداً على أنه لن يرسل قوات أمريكية إلى أوكرانيا التي ليست عضواً في التحالف العسكري.

اندلاع النزاع ليس حتمياً

وأكد وزير الدفاع ورئيس الأركان الأمريكيان الجمعة، أن اندلاع نزاع بين موسكو وكييف «ليس أمراً حتمياً»، ولكن إذا حصل فإن كلفته البشرية ستكون «مروعة»، محذرين من أن روسيا حشدت على حدودها مع أوكرانيا ما يكفي من القوات لاجتياح جارتها الموالية للغرب.

وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الدفاع لويد أوستن، قال رئيس الأركان الجنرال مارك ميلي: «بالنظر إلى نوع القوات المنتشرة: قوات برية، مدفعية، صواريخ باليستية، سلاح الجو يمكنكم تخيل ما قد يبدو عليه الوضع في مناطق حضرية مكتظة بالسكان»، متوقعاً سقوط «عدد كبير من الضحايا» في حال اجتاحت القوات الروسية أوكرانيا.

بدوره اعتبر وزير الدفاع أن اندلاع نزاع عسكري بين روسيا وأوكرانيا «ليس حتمياً». وأضاف: «لا يزال هناك وقت ومجال للدبلوماسية»، مشدداً على أنه ليس هناك «أي مبرر» ليفضي هذا الوضع بالضرورة إلى نزاع عسكري.

وقال أوستن: «يستطيع بوتين أيضاً أن يفعل ما ينبغي القيام به»، في إشارة إلى الرئيس الروسي الذي ينفي أي نية لديه لاجتياح أوكرانيا، مع تأكيده أن بلاده مهددة بتوسع محتمل لحلف شمال الأطلسي وبالدعم الغربي لكييف. وأضاف: «يمكنه اختيار وقف التصعيد. يمكنه أن يأمر قواته بالانسحاب».

انقسام جمهوري

وكشف التوتر بين واشنطن وموسكو بشأن أوكرانيا انقساماً آخر جديداً داخل الحزب الجمهوري، بين متشددين مؤيدين للديمقراطية من جهة وانعزاليين قريبين من دونالد ترامب يتساءلون لمَ على الولايات المتحدة أن تتدخل. فخلال الأسابيع الأخيرة، شارك عدد من كبار مسؤولي الحزب الجمهوري في برامج تلفزيونية ومؤتمرات صحفية حاملين الرسالة نفسها: الرئيس جو بايدن متساهل جداً في مواجهة عرض القوة الذي تقوم به موسكو التي حشدت نحو مئة ألف عسكري على الحدود مع أوكرانيا.

ولكن داخل الحزب الجمهوري، بدأت تبرز أصوات أخرى مخالفة بتأثير من الرئيس السابق ترامب. وتتهم هذه الأصوات الإدارة الأمريكية بأنها منشغلة أكثر بالأزمة الأوكرانية أكثر من الأزمة المتصاعدة على حدود الولايات المتحدة، حيث يتجمع عدد قياسي من المهاجرين.(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"