عادي
اسأل الخليج

تعرف إلى نادي المصائب

11:07 صباحا
قراءة دقيقتين
اسأل الخليج


إعداد: معن خليل
ينافس نادي إشبيلية بقوة على لقب الدوري الإسباني لكرة القدم هذا الموسم، ويعد المنافس أكثر جدية لريال مدريد المتصدر، كما أن الفريق الأندلسي عرف في السنوات الأخيرة بتصديره لأهم اللاعبين وبأسعار عالية بعد شرائهم بثمن رخيص.
ولا يعد إشبيلية نادياً عادياً في إسبانيا وإن كانت ألقابه كانت أقل بكثير من الأقطاب الأخرى ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد وأتلتيك بلباو، ولكن يكتسب تميزه من أنه الممثل الأبرز في بلاد الأندلس مع منافسه التقليدي الآخر ريال بيتيس. 
ويعرف عن إشبيلية أنه يمتلك جمهوراً متعصباً له في المدينة الأندلسية، وهو منظم جداً ويلاحقه أينما حل.
وتأسس نادي إشبيلية عام 1905، وتأخر في الصعود إلى دوري الدرجة الأولى حتى عام 1934، وقد فاز في حقبة الخمسينات بلقب الدوري مرتين تحت قيادة رئيسه التاريخي رامون سانشيز بيزخوان الذي يعرف الملعب الشهير للفريق باسمه حتى الآن، والذي تم افتتاحه في حي نيرفيون عام 1958.
والمثير أن أبرز لاعب عرفه إشبيلية كان في السبعينات وهو الغامبي الحاجي مومودو نجي الذي كان أول من يلعب في صفوفه من أصول إفريقية وهو امتاز بتسجيل الأهداف الصعبة وكان يطلق عليه «بيري بيري» الذي أصبح فيما بعد اسماً لواحدة من أشهر مجموعات مشجعي الفريق.
لكن توجد مفارقة أخرى في تاريخ النادي، بأنه أصبح مرادفاً للمآسي والمصائب، حيث ابتلي بموت عدد من لاعبيه المهمين خلال فترة لعبهم، ومنهم إنريكي غوميز مونيوز الذي توفي عام 1926 عندما كان يجري عملية بسيطة لاستئصال الزائدة الدودية، ومات أيضاً لاعبه بيدرو بيرويزو عام 1973 خلال مباراة ضد فريق بونتيفيدرا بعد إصابته بنوبة قلبية، وكانت الوفاة التي تركت الأثر الأكبر عند جماهيره حدثت عام 2007 حين فقد النادي واحداً من أبرز لاعبيه الواعدين وهو أنطونيو بويرتا بعد إصابته بنوبة قلبية على أرضية ملعب سانشيز بيزخوان خلال مباراة في الدوري.
وفي 2019 توفي لاعبه السابق المعروف والمحبوب جداً في المدينة خوسيه أنطونيو رييس عن عمر 35 عاماً في حادث سير، وخلال جنازته غُطي نعش الدولي الإسباني السابق (21 مباراة دولية) بعلم نادي إشبيلية.
وخاض رييس مباراته الاحترافية الأولى مع إشبيلية وعمره 16 عاماً، قبل أن يبدأ رحلة احترافية وانتقل لأرسنال في 2004 مقابل 17 مليون جنيه استرليني وكان ضمن التشكيلة الشهيرة التي فازت بالدوري الإنجليزي الممتاز في ذلك الموسم بدون هزيمة، ثم لعب لريال مدريد وأتلتيكو وبنفيكا، قبل أن يعود إلى إشبيلية مرة أخرى.
كما أن صفة «نادي المصائب» لم تقتصر على اللاعبين وحسب بل طالت المشجعين أيضاً حين توفي تسعة منهم خلال حادث قطار حصل عام 1934، والمفارقة أن هذه المأساة حدثت خلال توجه هؤلاء للاحتفال بصعود فريقهم لأول مرة في تاريخه إلى دوري الدرجة الأولى، ليتم بعدها إلغاء كل مظاهر الفرح.
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"