نيويورك - برلين - أف ب
تتواصل العواصف الثلجية العاتية التي تجتاح حالياً مناطق واسعة في الولايات المتحدة لليوم الثاني، وعدداً من دول القارة الأوروبية، مسقطة عدداً من القتلى، ومتسببة بانقطاع في التيار الكهربائي عن عشرات الآلاف، واضطرابات واسعة في حركة النقل، فيما تزايدت التحذيرات من السلطات للسكان بتجنب السفر.
وفي الولايات المتحدة، تواصلت العاصفة الثلجية لليوم الثاني على التوالي مصحوبة برياح عاتية من المرجح أن تصل سرعتها إلى 120 كلم/ ساعة. وتشكلت طبقة من الثلج في مدينة بوسطن بلغت سماكتها نحو 60 سم، في حين شُلت الحركة في المنطقة بأكملها، مع تسجيل فوضى في النقل، وانقطاع التيار الكهربائي ودرجات حرارة قطبية.
القنبلة الإعصار
وأشارت خدمة الأرصاد الجوية إلى أن هذه العاصفة الثلجية تُسمى «القنبلة الإعصار»؛ وهي ظاهرة تتميز بالقوة المتفجرة للانخفاض السريع في الضغط الجوي.
وسجلت رياح راوحت سرعتها من 80 إلى 120 كم/ ساعة، وانقطع التيار الكهربائي عن أكثر من 95 ألف منزل، مساء السبت، مع استمرار انهمار الثلج. وسجلت عدة مدن في المنطقة أرقاماً قياسية؛ حيث تراكم أكثر من 70 سم من الثلوج.
ودعت السلطات السكان إلى البقاء في منازلهم، وتجنب التنقلات غير الضرورية حتى الأحد.
وفي نيويورك، تسير كاسحات الجليد وآلات رش الملح ببطء شديد، لفتح الطرقات تدريجياً، بينما بلغت سماكة الثلج في سنترال بارك 20 سم، وأُغلقت خطوط السكك الحديدية. وفي ساحة تايمز سكوير، شكلت لوحات النيون الشهيرة هالات متوهجة في الهواء الثلجي.
يوم ثلجي
وفي حي «كوبل هيل» الراقي في بروكلين، غطت الأرصفة شبه المهجورة طبقة من الثلج بسماكة 30 سم، وأغلقت المتاجر أبوابها. لكن قلائل تحدوا الطقس تمنى كل واحد منهم للآخر «يوماً ثلجياً سعيداً».
وفي شمال المدينة، في لونج آيلاند، تراكمت 60 سم من الثلج مساء السبت، بحسب حاكمة نيويورك كاثي هوشول.
وحذرت من عاصفة «بغاية الخطورة» و«قد تكون فتاكة»، وعثر على امرأة ميتة في سيارتها، يعتقد أنه بسبب شدة البرد.
وقالت حاكمة نيويورك: «المرحلة الأخطر من العاصفة هي الآن؛ لذا أرجوكم تجنبوا أي تنقل غير ضروري فيما تقوم فرقنا بفتح الطرقات».
وفي مقاطعة ويستشستر المجاورة، عمدت كاسحات الجليد إلى فتح الطرقات والممرات. وتوقفت القطارات التي تخدم الضواحي الشمالية لنيويورك السبت. وفي بوسطن، تتحرك ببطء 900 كاسحة جليد في الشوارع. وألغيت أكثر من 3500 رحلة طيران السبت داخل الولايات المتحدة أو منها وإليها، وفقاً لموقع «فلايت-أوير» كما أُعلن عن إلغاء أكثر من 1200 رحلة الأحد.
تحذيرات بعدم السفر
وفي الدنمارك، قضى شخص على الأقل، وغمرت المياه الشوارع، وانقطع التيار الكهربائي عن آلاف المنازل، عندما ضربت العاصفة «مالك» السويد والدنمارك نهاية الأسبوع، وفق ما ذكرت السلطات الأحد.
وقالت الشرطة: إن سبعينية، لقيت حتفها في وسط البلاد بسبب شدة الرياح. وأوضحت أن «الرياح قذفت المرأة خارج منزلها ثم سقطت، وأصيبت بجروح أدت إلى وفاتها». وحذرت خدمة الأرصاد الجوية في كل من السويد والدنمارك من ارتفاع منسوب المياه، وحذرت من هبوب رياح بقوة الإعصار خلال الليل. وأغلق جسر أوريسند البالغ طوله 7.8 كلم ويربط بين الدنمارك والسويد، أمام حركة المرور. ونصحت إدارة النقل في السويد بعدم السفر غير الضروري خلال نهاية الأسبوع.
اضطرابات النقل
وفي مالمو، جنوب السويد، تضررت إحدى ناطحات السحاب، وأظهر مقطع فيديو أشجاراً مقتلعة وأكواخاً مدمرة. وفي جنوب ووسط السويد، انقطع التيار الكهربائي عن عشرات آلاف السكان.
وفي ألمانيا، ضربت عاصفة ليل السبت/ الأحد شمال وشرق ألمانيا؛ حيث هبّت رياح عاتية أدت إلى وفاة شخص وجرح شخصين آخرين. وتسببت العاصفة في اضطرابات في النقل، وتوقفت القطارات لمسافات الطويلة جزئياً ليل السبت بين هامبورج وبرلين وبريمن. وبقيت الحركة غير منتظمة الأحد، بسبب سقوط أشجار على سكك الحديد.
وحذرت الأرصاد الجوية، من رياح قوية لا زالت منتظرة في هذه المناطق. وقتل رجل يبلغ 58 عاماً السبت، مساء كان يتنزه مع رفيقته في بيليتس قرب برلين، بعدما أدت الرياح إلى سقوط لوحة إعلانات انتخابية.
إلى ذلك، وقعت شجرة على أحد المارة في بريمن أدت إلى إصابته بجروح بليغة، بحسب عناصر الإطفاء.
وأصيب سائق دراجة نارية بجروح خطرة، عندما اصطدم بشجرة وقعت على الطريق، في منطقة ميكليمبورغ بوميرانيا.
واصطدمت عشر مركبات بأشجار أو أغصان وقعت في منطقة نويبرادنبورغ شرق، بحسب ما أفادت الشرطة. وطلب عناصر الإطفاء من السكان في برلين البقاء في الداخل، بينما عصفت رياح قوية منذ السبت.
وتعرضت هامبورج لأحوال جوية قاسية، وغمرت المياه مناطق فيها. ولم يسر أي قطار الأحد بين هامبورج ومنتجع بينز على ساحل بحر البلطيق، وبين برلين وبينز بحسب شركة السكك الحديدية الألمانية العامة.
