هناك فرصة

01:05 صباحا
قراءة دقيقتين
كلمة الخليج

لم تغلق أبواب الدبلوماسية بعد بين روسيا والولايات المتحدة ودول حلف الأطلسي. الجهود متواصلة للتخفيف من حدة الأزمة الملتهبة بين الجانبين بشأن الأزمة الأوكرانية، وعدم تحوّلها إلى كرة نار ستحرق الجميع إذا خرجت عن إطار التهديدات والمناورات والحشود العسكرية المتبادلة.
يدرك الجميع أن لعبة «حافة الهاوية» تدخل ضمن الصراع على النظام الدولي، ولكنها قد تنزلق في لحظة ما، عن قصد أو من دون قصد، وتتحول إلى كارثة، وهذا ما يتم العمل على تجنبه؛ لأن «ساعة يوم القيامة» باتت على بعد 100 ثانية قبل منتصف الليل؛ أي أنها تقترب لأول مرة منذ عام 1947 من ذلك اليوم الذي يعني نهاية العالم، إذا ما تم استخدام الأسلحة النووية.
في 21 من يناير/ كانون الثاني الجاري أعلن مجلس إدارة مجلة علماء الذرة أننا «عالقون في لحظة لا تجلب الأمان والاستقرار». وقالت راشيل برنسون رئيسة العلماء: «تستمر ساعة يوم القيامة في التحليق بشكل خطر.. ويجب أن نستمر في دفع عقارب الساعة إلى الوراء».
أنشئت «ساعة يوم القيامة» من قبل علماء أمريكيين عام 1947 شاركوا في مشروع منهاتن الذي أدى إلى صنع أول قنبلة أمريكية ألقيت على هيروشيما، وهي عبارة عن عد تنازلي رمزي لتمثيل مدى قرب البشرية من كارثة عالمية.
من المؤكد أن قادة الدول النووية المنخرطين في هذا الصراع لا يحبذون تحول الأزمة الأوكرانية إلى نزاع مسلح، باستثناء بعض السياسيين المجانين الذين يحرضون على المواجهة.
صحيح أن التوصل إلى حلول وسط ليس سهلاً، طالما أن مسألة حسم النظام الدولي لم تصل إلى نهايتها، ولم يتم التوصل إلى وضع بدائل لهذا النظام. وصحيح أن هناك طموحات مشروعة لروسيا والصين أن تكونا شريكين في هذا النظام، لكن الصحيح أيضاً أن المضي قدماً في هذا الصراع إلى ما لا نهاية، سيفضي إلى الكارثة، وستدق ساعة «يوم القيامة» معلنة أن عقاربها وصلت إلى منتصف الليل.
المهم أن التواصل بين روسيا والدول الغربية لم ينقطع، وهناك جهود تبذل للتوصل إلى صيغة تقبل بها الأطراف، وكان الاتصال الهاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة الماضي في هذا الإطار، حيث تم الاتفاق بين الرئيسين على ضرورة نزع فتيل التصعيد في الأزمة الأوكرانية. وأشار الكرملين إلى أن بوتين ركّز على مسألة منح روسيا ضمانات أمنية طويلة الأمد، وأشار إلى أن موسكو ستدرس رد واشنطن على مقترحاتها وتحدد خطواتها لاحقاً، في حين أن ماكرون أبلغ بوتين بموقف باريس في إطار موقف أوروبي موحد «يشمل الحوار بشأن الأمن الأوروبي».
وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أكد من جهته «أن الحرب لن تشتعل إذا توقف الأمر على روسيا، لكننا لن نسمح لأحد بالاعتداء علينا».
الأبواب إذاً ما زالت مفتوحة، وهناك فرصة للإنقاذ.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كلمة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"