عادي

إبراهيم الكوني: الاغتراب غذاء الأدب

00:36 صباحا
قراءة دقيقتين
د. عمر عبد العزيز وإبراهيم الكوني

الشارقة: «الخليج»

استضاف النادي الثقافي العربي في الشارقة الكاتب إبراهيم الكوني في جلسة حول عوالمه الروائية، واستفاض الحوار إلى عدة جوانب من تجربته.

وفي تقديمه للضيف قال الدكتور عمر عبد العزيز:«إن إبراهيم الكوني يجمع في نصوصه بين الرؤية والرؤيا، حيث يقدم رؤية للواقع من خلال الوصف المشهدي التفصيلي الدقيق، ويقدم رؤيا من خلال الحلم والأسطورة التي تكتنف ذلك الواقع وتغلفه، وتعطيه بعده الماورائي»، وأضاف أن اللغة عند الكوني هي كائن حي يتبدل ويتحول متماهياً مع كل حالات السرد معبراً عنها بدقة وحصافة، فيما يمكن أن يسمى بالواقعية الأسطورية، وخلص د. عمر إلى أن تلك الإمكانيات الكتابية كانت وراء هذا الثراء الإبداعي الذي تحمله مؤلفات الكوني التي تعد بالعشرات، ابتداء من المقالات والقصص القصيرة الأولى والدراسات الأدبية وعلى الخصوص روايات: «التبر، نزيف الحجر، القفص، المجوس، السحرة».

استهل إبراهيم الكوني أجوبته على أسئلة الحضور بالحديث عن تجربته، فقال:«إن كل تجربة روائية تتألف من شقين، تجربة حياتية وتجربة وجدانية، وأن التجربة الوجدانية هي الأهم لأنها التي تغذي الرواية، وهي التي تخلقها في نفس الكاتب، حيث تخلق فيه الحاجة إلى السرد والتعبير عن وجدانه».

وتحدث الكوني عن الغربة قائلاً: «لعل الاغتراب بوصفه تجربة وجدانية هو أحد العناصر التي تلعب دور المغذي، للسرد، المغترب يعيش في الحلم وتشحذ الغربة فيه الخيال وتبث فيه روح الخلود، فهذا المهاجر يتكتم على أمر جلل على قضية، نبوءة، شهادة، ويبحث عن مكان يحقق فيه أحلامه، وقد لعب الاغتراب دوراً أساسياً في حياتي وتجربتي، فكل أهل الصحراء هم مغتربون، ومشدودون إلى هذا النعيم المسمى بالصحراء لأنه فردوس الحرية، وعندما يكون المرء سليل هذا الفردوس لا بد أن يجد ما يقوله، خيالاً أو نبوءة أو حلماً. لقد كان أول اغتراب في حياتي هو نزوحنا من الصحراء إلى الواحات تحت تأثير التسمم النووي الذي أحدثته التفجيرات النووية الفرنسية في الصحراء الكبرى، ما أجبرنا في مجتمع الطوارق على التوزع بين ليبيا والجزائر ومالي والنيجر، وتزداد التجربة عمقاً بالاغتراب اللغوي عندما بدأت الدراسة في المدرسة باللغة العربية، التي لم تكن لغتي الأم، لكنني تفوقت فيها وأحببتها، ثم حصل اغتراب آخر بسفري إلى روسيا، ثم إلى سويسرا واغتراب آخر ووجود جديد، ثم إسبانيا، هذه السلسلة لابد أن تجعل المبدع إنساناً آخر، إنساناً كوزموبوليتانيا، وتزيد من دوافعه للكتابة، وتزوده بعوالم جديدة وتضيف إلى تجربته الوجدانية والفنية الكثير».

وعن اللغة قال الكوني: «رغم كل الاغترابات، ورغم كل اللغات التي تعلمتها وتعمقت معرفتي بها، فقد بقيت وفياً للّغة المكتسبة الأولى، فقد وجدت في العربية روحاً هي في الواقع ترجمة للغتي الأم، لأنها لغة وجدانية روحية عميقة، وقد اكتشفت فيها كيف أكتب بتلك الوجدانية الروحانية العميقة، لغة الإنشاد، التي تتجاوز حدود الزمان والمكان لأي عمل».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"