الاستياء مثل السم

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

جاء في ورقة بحثية نشرت في جامعة كاليفورنيا في سان دييجو لبروفيسور علم النفس كريستين هاريس وطالب الدراسات العليا نيكول هينجر «أن أكثر من ثلاثة أرباع الناس يشعرون بالغيرة، وبالنسبة للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً فإن هذا الرقم يبلغ حوالي 80%». هذه الدراسة ليست بعيدة جداً عن واقع النفس البشرية، وهي تقدم صورة البعض قد يرى أنها غير صحيحة.
وبغض النظر عن تلك الدراسة وما تضمنته من أرقام، فإن الكثير من المشاكل الحياتية التي تواجهنا هي نتاج للغيرة والحسد، وأيضاً للكراهية. دون شك أن البعض يعتقد أن نجاح الآخر يعني خسارتهم فرصهم، وهذا النوع من التفكير يزيد من احتمالية الشعور بالاستياء والمرارة.
ما يهمنا هنا هو أن نسأل أنفسنا: هل نحن من هذه الفئة التي تشعر بالحزن والألم، عندما ترى أن أحدهم أفضل مكانة سواء من الناحية الوظيفية أو المالية أو نحوها؟ نعم، يوجد حزن عندما نخفق في الحصول على المركز الأول في مسابقة ما، أو عندما نتعثر دراسياً ولا نحقق ترتيباً متقدماً من العشرة الأوائل، أو عندما نقدم مشروعاً ما ولا يجد القبول، بينما طرف آخر تميز وكان مشروعه أفضل. هذا واقع، وهو حزن إيجابي ومفيد، لأنه يدفع بك نحو النجاح والتقدم ونحو التميز وبذل المزيد من الجهد والتعب. أما الحسد والبغض، وكراهية تفوق وفوز الآخرين، فتعتبر مشاعر مدمرة، لأنها مشاعر تستنزف الطاقة وتعطي صورة خاطئة عن التنافس الإيجابي، بل من يحسد ويكره بسبب ما يحصل عليه الآخرون من تفوق وتميز، يبدأ في العادة بوضع المبررات ويسوق أسباب عدم تمكنه من العمل وبذل الجهد مثل أولئك الذين تفوقوا وفازوا، ثم ينتقل إلى مرحلة إلقاء التهم غير الصحيحة، كحصول الناجح على البعض من المميزات والتسهيلات. 
والمشكلة التي تحدث هنا أن مشاعر الاستياء من نجاح وتفوق الآخرين تنعكس سلباً، وتؤثر على صاحب هذه المشاعر، وكما قال السياسي الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا: «الاستياء مثل شرب السم ثم الأمل في أن يقتل أعداءك».
 احتضن استحقاقاتك، واعمل على تحقيق النجاح من أجل الفرح والرضا الشخصي، وليس بسبب ما تريد أن يعتقده الناس.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"