د. عبد العظيم محمود حنفي*
في 30 يناير 2014 رحل عن عالمنا فارس الكلمة ورائد الصحافة الدكتور عبد الله عمران وهو من الرواد المؤسسيين لدولة الإمارات العربية المتحدة. وقد حصل على الدكتوراه في التاريخ الحديث من جامعة إكستر بالمملكة المتحدة وهو ملمح مهم من مسيرة الدكتور عبد الله عمران حيث تبين بجلاء أهمية العلم بالنسبة لمسيرته وتمجيد الدولة الوليدة للعلم وأهله فجمع بين جلال رسالة العلم وجلال العلماء.
كان للراحل الكبير إيمان لا يتزعزع في أن العلم على اختلاف نواحيه هو الوسيلة الحقيقية لتطوير المجتمع وأنه بدون العلم تصبح كل الأحلام التي تجيش في صدور أبناء الإمارات المخلصين كسراب الصحراء وهماً لا وجود له، وأن يد العلم وحدها هي القادرة على أن تحول أحلام الشعب الإماراتي إلى واقع حي وأن تترجم آماله إلى خطط واضحة النهج. وهو ما قامت به دولة الإمارات وأصبحت نموذجاً للرقي والتقدم في العالم ولذا لم يكن غريباً أن يكلفه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بتأسيس جامعة الإمارات، وكان أول رئيس أعلى للجامعة فعمل على وضع العديد من المناهج وطرق التعليم والدراسة، خلال شغله عدة مناصب وزارية مفصلية في الدولة.
وكانت للدكتور عبد الله عمران تريم مؤلفات حول قيام دولة الإمارات، والتعليم والتنمية والكثير من المقالات الفكرية والسياسية، كما شارك في الكثير من الندوات والمؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية في مراكز الأبحاث المتنوعة، وكان عضواً فاعلاً في الكثير من مراكز الأبحاث، والدراسات، والمنتديات الفكرية والاقتصادية والسياسية العربية والمحلية.
رحم الله فقيدنا الراحل الرائد والمؤسس الذي ساهم تحت القيادة التاريخية للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه وقيادة الإمارات من بعده في إيقاد الجذوة المقدسة التي تتقد في قلوب الإماراتيين والتي يستمد حرارتها من العلم للتحول إلى طاقة خلاقة بناءة لا تخمد بل تزداد جذوتها قوة وتحكماً وتقدماً في كافة المجالات. وأصبحت الإمارات بفضل الرواد المؤسسين تحقق الغايات المحددة التي تتطور كل يوم بل كل ساعة.
ستظل مسيرة الدكتور عبد الله عمران منارة ونبراساً وتعبيراً عن جيل المؤسسين الذين شاركوا في إقامة الاتحاد الإماراتي الصلب المتين وواكبوا مسيرته بعطاء غير محدود وأسهموا في توطيد أركانه وإعلاء بنيانه.
* كاتب وأكاديمي مصري
