تجربة الإمارات الناجحة

02:04 صباحا
قراءة 3 دقائق

قررت الحكومة في الإمارات العربية المتحدة عودة الدراسة إلى التعليم الحضوري، وقيل في منطوق القرار إن ذلك سيكون على مجموعتين أولاهما بدأت في 25 من الشهر الماضي (يناير).
وهذا القرار لا بد أن تحذي حذوه كل حكومة مترددة في المنطقة أمام متحورات فيروس كورنا، التي لا يكاد متحور منها يتوارى حتى نجد أنفسنا أمام متحور جديد يتخفى في ثياب مختلفة. 
وما أقصده بالحكومة المترددة، هو كل حكومة يمكن أن تخاف وتتراجع أمام متحورات كورونا، فتلجأ إلى التعليم عن بُعد، وتجعل من تعليمها أول قطاع يدفع الثمن.
وإذا راجعنا التقارير التي صدرت عن منظمة التربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)، فسنجد أنها لم يكن لها همّ طوال العامين الماضيين، سوى التنبيه إلى أن التعليم عن بعد ليس تعليماً ولن يكون، وأن التعليم الحقيقي هو التعليم الذي يذهب فيه الطالب إلى مدرسته، وبين زملائه، وأمام المدرس في قاعة الدرس. 
هذا هو التعليم الذي تراه «اليونيسكو» من مقرها في باريس باعتبارها المنظمة الدولية الأكبر، التي لا تهتم بشيء عالمياً، قدر اهتمامها بقضية التعليم في كل دولة. 
وخلال الفترة الأخيرة التي نشط فيها متحور «أوميكرون»، لم يكن شيء يروج وينتشر في منطقتنا، قدر ما كان يشيع من الكلام عما إذا كان لا بد من العودة إلى التعليم الإلكتروني، أم إن الحكومات لا بد أن تتماسك وتعمل على استمرار التعليم الحضوري.
وكانت إصابات هذا المتحور الجديد كلما زادت أو ارتفعت وتيرتها، كلما راح الناس على مواقع التواصل الاجتماعي يتنادون إلى وقف الدراسة في المدارس، والعودة بالتعليم إلى المربع الإلكتروني الذي مكث فيه فترة خلال الأيام الأولى من كورونا. 
وكان من حسن الحظ أن منظمة الصحة العالمية راحت من مقرها في جنيف تقرن بين حديثها عن ارتفاع الإصابات بأوميكرون، وعن أنه المتحور الأقل خطورة، والأقل حدة في أعراضه، إذا ما قيس بأي متحور آخر من متحورات الوباء، ومنها متحور «دلتا» على سبيل المثال.
وكان في حديث «اليونيسكو» و«الصحة العالمية» معاً ما يشير إلى أن البشر في العالم صاروا يمتلكون خبرة سنتين في كورونا، وأن هذه الخبرة تجعلهم الطرف الأقوى في كل مرة يكونون خلالها طرفاً في معركة مع متحور جديد، وأنه لا شيء مطلوب منهم إزاء متحور «أوميكرون» سوى التعايش معه بكل الوسائل الممكنة، سواء كانت هذه الوسائل هي التباعد الاجتماعي، أو هي التزام قناع الوجه في الأماكن المغلقة والمزدحمة، أو كانت هي الحرص في التعاملات اليومية المباشرة. 
ولا تزال تجربة بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني من بين أهم التجارب الناجحة عملياً في تطبيق فكرة التعايش. فعلى الرغم من أن أعداد المصابين عنده زادت على مئتي ألف يومياً في بعض أيام «أوميكرون»، فإن حكومته كانت أول حكومة تقريباً تسارع إلى إلغاء إجراء تحليل «بي سي آر» كشرط لدخول البلاد، وهي في طريقها هذا الأسبوع إلى التخفيف أكثر من قيود «كورونا». 
الحياه لا تتوقف ويجب ألا تتوقف عن مجراها الطبيعي أمام «أوميكرون» أو غيره، وهذا هو الدرس في كل تجارب التعايش سواء كانت في لندن بإلغاء تحليل «بي سي آر»، أو كانت في الإمارات بالعودة إلى التعليم الحضوري في الدراسة.
إن تجربة الإمارات الناجحة في التعامل مع «أوميكرون» تعتبر نموذجية، ويجب أن تحتذى إذا كان العالم يريد فعلاً التغلب على هذا الفيروس بكل متحوراته، وذلك يلزمه إرادة وقرار وحسن تدبير.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"