قرر مجلس النواب الليبي، أمس الثلاثاء، تشكيل لجنة بالتشاور مع ما يسمى ب«المجلس الأعلى للدولة» لتقديم مقترح بتعديل الإعلان الدستوري، وعرضه على البرلمان للتصويت، وفق ما ذكر المتحدث باسم البرلمان، عبد الله بليحق، فيما أصدر مجلس الأمن الدولي، أمس الأول الاثنين، قراراً مدّد بموجبه لثلاثة أشهر فقط تفويض بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، بينما دعت فرنسا إلى تعيين مبعوث أممي خاص جديد «دون تأخير»، في حين وصلت مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة ستيفاني وليامز، أمس، إلى بنغازيلبحث التطورات السياسية.
وقال بليحق، في بيان نشره البرلمان على صفحته على «فيسبوك»، إنه «تم الاتفاق في الجلسة على تشكيل لجنة يعهد إليها تقديم مقترح لتعديل الإعلان الدستوري، على أن يكون معظم أعضائها من الخبراء وبشروط محددة».
وأضاف أن «مهمة اللجنة ستكون تقديم مقترح التعديل وإحالته إلى مجلس النواب للتصويت عليه واعتماده باعتباره مشروعاً للدستور، وإحالته بعد ذلك إلى المفوضية الوطنية العُليا للانتخابات للاستفتاء عليه».
وقد استأنف البرلمان الليبي جلسته الرسمية، أمس، برئاسة عقيلة صالح، واستكمل المجلس النقاش حول ما توصلت إليه لجنة خارطة الطريق.
وتابع بليحق أنه «تم الاتفاق خلال الجلسة أيضاً على العمل على إعادة النظر في رؤساء الأجهزة الرقابية ووكلائهم، ومطالبة لجنة المالية في المجلس بضرورة إحالة قانون المحافظ الاستثمارية بأسرع وقت ممكن، والتأكيد على إبلاغ الأمين العام للأمم المتحدة بوقف التدخل الأجنبي في الشأن الليبي».
وأكد البرلمان أنه على وزارة الخارجية اتخاذ ما يلزم لاحترام سفراء الدول الأجنبية للقانون الليبي والأعراف الدبلوماسية.
حل وسط
وكان مجلس الأمن الدولي أصدر أمس الأول الاثنين، قراراً مدّد بموجبه لثلاثة أشهر فقط تفويض بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في حلّ وسط تقدّمت به بريطانيا لوضع حدّ لنزاع أمريكي روسي حول هذه المسألة استمرّ أياماً عدّة.
وبإجماع أعضائه الخمسة عشر اعتمد مجلس الأمن هذا النصّ المقتضب جدّاً، والذي يلحظ مواصلة بعثة الأمم المتّحدة للدعم في ليبيا عملها حتى 30 أبريل.
وبعد التصويت، قالت آنا افستيغنييفا نائبة ممثل روسيا لدى الأمم المتحدة إنها تأمل بأن يجعل تعيين مبعوث جديد لرئاسة بعثة الأمم المتحدة في ليبيا «بالإمكان إعادة إطلاق» لمشروع القرار الروسي بالكامل.
دعم جهود وليامز
وعلى عكس ذلك، قال نظيرها الأمريكي جيفري ديلورينتيس إن الولايات المتحدة دعت جميع أعضاء المجلس والليبيين أنفسهم لدعم جهود وليامز والتعاون معها «بشكل بناء».
وأسفت نائبة السفير الفرنسي ناتالي برودهيرست لانعدام الوحدة داخل المجلس، لكنها قالت إن ذلك «ينبغي أن يشجع الليبيين على حل خلافاتهم من أجل إتاحة تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية في أسرع وقت ممكن».
ودعت إلى تعيين مبعوث أممي خاص جديد في ليبيا «دون تأخير»، مشيرة إلى مرور ليبيا ب«مرحلة حرجة في انتقالها السياسي».
أسف نرويجي
يأتي ذلك فيما أعربت بعثة النرويج في مجلس الأمن عن أسفها من عدم التوصل لاتفاق دولي على تحديث جوهري في تشكيل البعثة الأممية إلى ليبيا وتعيين مبعوث جديد.
في الأثناء، وصلت مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة ستيفاني وليامز، أمس، إلى بنغازي، للقاء الأطراف السياسية ورؤساء الأحزاب والمكوّنات الاجتماعية بالشرق الليبي، في محاولة منها للحفاظ على الزخم الانتخابي، بعدما توقفت جميع الاستعدادات للعملية الانتخابية منذ ديسمبر الماضي.(وكالات)
