عادي
اسأل الخليج

تعرف إلى تاريخ أغاني الأندية الأوروبية

09:58 صباحا
قراءة 6 دقائق
إعداد: معن خليل
مما لاشك فيه أن معظم متابعي كرة القدم حول العالم سمعوا عن أغنية ليفربول الخالدة «لن تسير لوحدك أبداً»، والتي أصبحت تتردد حتى من قبل غير المشجعين لفريق «الريدز» بالنظر إلى معاني كلماتها وكونها عدت جزءاً أساسياً من تاريخه التي ساهمت هي في صنعه، وهو الأمر نفسه الذي ينطبق على الكثير من الأندية التي تشتهر بأناشيدها الملهبة للحماس على غرار «هلا مدريد» الخاص بنادي ريال مدريد الإسباني، و«نحن شعب البلوغرانا» لندّه التقليدي برشلونة.
وكما كان الإنجليز أول من اخترع كل شيء يتعلق بكرة القدم، فإنهم كان لهم السبق أيضاً في إطلاق الأناشيد الخاصة بالأندية، ويعيد مؤرخون أن أول أغنية خاصة باللعبة ظهرت عام 1890 في مدينة نوريتش وتقول كلماتها «اركل، ارمِ راوغ، إما الفوز أو الموت»، ولقد أخذ أنصار فريق نوريتش سيتي الذي تأسس عام 1902 هذه الكلمات وأصبحت نشيداً لهم.
مثل الفقاعات
وفي عام 1920 اشتهرت أغنية «نحن نحلق إلى الأبد مثل الفقاعات» الخاصة بنادي وست هام اللندني والتي وضعها مديره تشارلي بينتر وغناها طفل كان معجباً كثيراً بنجم الفريق آنذاك بيلي بابلز.
ويمكن وضع الأغنية الشعبية «القمر الأزرق» التي كتبها ريتشارد رودجرز وورنز هارت في عام 1934 ضمن قائمة الأقدم بالنسبة للأندية بعدما أصبحت نشيداً لأنصار مانشستر سيتي الذي يرتدي اللون السماوي.
وعدت الأغنية شهيرة بعدما أداها الكثير من المطربين الكبار أمثال بيلي هوليداي ودين مارتن وميل تورم وإلفيس بريسلي وبوب ديلان، كما أنها أصبحت ضمن ألقاب مانشستر سيتي المعروفة.
كما أن نشيد ريال مدريد «هلا مدريد» والذي يعني «هيا مدريد» قديم جداً أيضاً وهو ظهر عام 1952 وقصة تأليفه غريبة وبدأت خلال عودة الفريق بالقطار بعد إحدى المباريات حيث غنى الموسيقي المعروف خوسيه دي أغيلار الكلمات التي كتبها لويس سيسنيروس غاليني والتي أصبحت فيما بعد أنشودة الانتصارات الكبرى للنادي الملكي، كما هي الحال بعد الفوز في 2014 بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة العاشرة حيث غنى لاعبو الفريق ومدربهم الإيطالي كارلو أنشيلوتي «هلا مدريد»، وسجلوها بأصواتهم في استوديو خاص.
وتقول كلمات الأغنية «أمجاد الرياضة التي صنعها بطل إسبانيا، هو وحده ريال مدريد الغني عن التعريف ببياضه الذي لا تشوبه شائبة، النادي الشجاع السخي، الذي تتفاعل معه القلوب والأعصاب، الفارس والمحارب النبيل نظل أوفياء له إلى الأبد، هلا مدريد هلا مدريد».
شعب البلوغرانا
أما برشلونة القطب الآخر لكرة القدم الإسبانية فله أغنية شهيرة يرددها الجمهور مع اللاعبين بعد انتهاء كل مباراة بالفوز في ملعب «كامب نو»، وهي بعنوان «نحن شعب البلوغرانا»، في إشارة إلى لوني الفريق الكتالوني الأزرق والأحمر.
عرفت الأغنية للمرة الأولى عام 1974 بمناسبة الذكرى 75 لتأسيس النادي وقد أنشدها وقتها 3600 شخص وكتبها جوزيب ماريا اسبانيس والبيكا جاومي ولحنها الموسيقي المعروف مانويل فالس.
وتجسد الأغنية شعار برشلونة «أكثر من مجرد ناد»، كونه يروج للقضية الكتالونية المطالبة بالانفصال عن إسبانيا، وتقول كلمات الأغنية «كل الملعب يهتف بصوت واحد نحن شعب البلوغرانا، لايهم من أين أتينا، من الشمال أو من الجنوب نحن الآن متفقون نعم متفقون، راية واحدة تجمعنا، صرخة البلوغرانا طيري إلى السماء، صرخة قوية، نحن الآن لدينا اسم يعرفه كل العالم، بارسا بارسا بارسا».
كما اشتهر إشبيلية الإسباني بنشيد «إشبيليون حتى الممات»، وهو ظهر لأول مرة عام 1983 من تأليف مانويل اسكويغيليا، وفي عام 2006 وبمناسبة مرور 100 عام على تأسيس النادي الأندلسي قام خافيير لاباندون بتأليف نشيد جديد للنادي يقوم على نفس الفكرة، وقد نال شهرة كبيرة وأصبح أكثر نشيد يباع في تاريخ كرة القدم الإسبانية والخامس على المستوى العالمي.
وتقول كلمات النشيد «كان يحكى في إحدى اللغات القديمة أنه يوم 14 أكتوبر ولدت أسطورة، أمها كانت إشبيلية وأعطتها اسمها، من الدفاع عن اسمها كانت مهمتها، قلبي يخفق بحب إشبيلية وهو متمني الفوز الدائم، ومن أجل ذلك اليوم نحن إشبيليون حتى الممات».
لن تسير وحدك
لكن لا يمكن الحديث عن أناشيد الأندية دون وضع أغنية جمهور ليفربول الإنجليزي المفضلة «لن تسير لوحدك أبداً» في المقدمة والأكثر شعبية في العالم، علماً أن الأغنية لم تؤلف من أجل فريق «الريدز» بل كانت ضمن مسرحية كتبها رودجرز وهامرشتاين عام 1945.
ووجدت الأغنية التي أصبحت نشيداً لليفربول بعدما أدتها الفرقة الموسيقية المحلية «جيري اند ذي بايسميكرز» عام 1963 مع الجماهير نجاحاً منقطع النظير، لاسيما عندما بدأ «الريدز» يسيطر على كرة القدم في إنجلترا وأوروبا خلال السبعينات، وبالنظر إلى الحماس الكبير للأغنية فقد قامت إدارة النادي بنحتها على الجزء العلوي من بوابة شانكلي في سور ملعب الأنفيلد.
ومن المفارقات أن الأغنية تصدرت عام 2012 الأغاني أكثر مبيعاً في بريطانيا خلال الأسبوع الذي نشر فيه تقرير الشرطة عن مأساة «هالزبرو» التي حدثت عام 1989 والتي تمت تبرئة جماهير ليفربول من التسبب في وقوعها.
وتقول كلمات الأغنية «عندما تسير عبر العاصفة أبق رأسك مرفوعاً ولا تخشَ الظلام، عند نهاية العاصفة توجد سماء ذهبية وغناء اللارك الفضي الحلو، سر عبر الرياح، سر عبر المطر، حتى ولو قذفت أحلامك وطارت سر، سر والأمل في قلبك ولن تسير لوحدك أبداً، لن تسير لوحدك أبداً».
وغنى الأغنية أشهر المطربين العالميين ومنهم الأمريكي من أصول إيطالية فرانك سيناترا الذي كان يعد أبرز مطربي القرن العشرين.
ويحظى ليفربول بأغنية ثانية شهيرة هي «ذا أنفيلد راب»، في إشارة إلى ملعب النادي أنيفلد رود وموسيقى الراب المعروفة، وقد ظهرت هذه الأغنية بمناسبة تأهل «الريدز» إلى المباراة النهائية لكأس الاتحاد الإنجليزي عام 1988، وهي من تأليف لاعب وسط الفريق كريغ جونستون وعازف «الهيب هوب» ديري كبي وماري بيكر وقد غناها في الاستوديو عدد من لاعبي ليفربول السابقين من بينهم حارس المرمى بروس غروبيلار وستيف نيكول وروني ويلان وألان هانسن وراي هوجتون وجان مولبي وجون بارنز.
وحظيت الأغنية بانتشار واسع واحتلت المركز الثالث في قائمة أفضل الأغاني الفردية في بريطانيا خلال ذلك الوقت، علماً أن ليفربول عاد وخسر اللقاء النهائي أمام ويمبلدون في أكبر مفاجأة في تاريخ كأس الاتحاد.
اللون الأزرق
وهناك أغنية ظهرت بمناسبة تأهل تشيلسي إلى نهائي كأس الاتحاد عام 1970 تحت عنوان «الأزرق هو لوني» وما زالت تحظى بالشعبية الأولى في مدرجات جمهور «البلوز» رغم وجود أغان أخرى لهم مثل «تشيلسي نحن نحبك»، و«تشيلسي لا يستطيع أحد إيقافك».
أما مانشستر يونايتد فله نشيد يردده أنصاره تحت عنوان «المجد..المجد للمان يونايتد»، وهو يشيد بالفريق وبالسير مات بازبي صانع مجد النادي القديم، كما أن هناك أغنية كثيراً ما تردد أيضاً وتقول كلماتها «خذني إلى البيت، طريق يونايتد، إلى المكان الذي أعود إليه، إلى أولد ترافورد لكي أرى يونايتد».
وبالنسبة لجمهور أرسنال فإنه يفتخر بفريق «المدفعجية عبر أغنية تقول كلماتها «أرسنال، نحن فخورون لقول ذلك الاسم، وبينما نغني هذه الأغنية، نحن سنربح اللعبة، كلنا نعشق الأولاد في اللونين الأحمر والأبيض».
ويشتهر الإنجليز في أغنيتهم بمدرجات الملاعب بتعصب كبير لفريق مدينتهم، كما هي حال بوسكر مشجع نيوكاسل يونايتد الذي رحل للعيش في لندن ولكن حنينه بقي لمدينته نيوكاسل وفريقها فغنى «عود إلى بيتك..نيوكاسل»، والتي كان كتبها جوردي روني لامبرت.
وأصبحت الأغنية الأكثر تردداً بالنسبة لأنصار فريق نيوكاسل الذي ينتمي إلى مدينة المال في شمال بريطانيا.
وحملت بعض الأغاني مفارقات، كما هي الحال مع جمهور ستوك سيتي الذي تخلى عن أغنيته الشهيرة «سوف نكون معكم»، والتي وضعت بعد الفوز بلقب الكأس عام 1972، لصالح أغنية «لماذا، لماذا دليلة» التي هي في الأصل ليس لها علاقة بكرة القدم وغناها توم جونز.
وبالنسبة للأندية الإيطالية فإن من أشهر الأغاني تلك المتعلقة بقطبي مدينة ميلان الإنتر والأسي، وتتوجه أغنية الإنتر إلى منافسيهم في المدينة وتقول كلماتها «هناك فقط الإنتر».
وفي عام 2002 ظهرت أغنية «مجنون الإنتر» والتي أصبحت النشيد الرسمي منذ ذلك الوقت وغناها المطرب الإيطالي غراتزيانو روماني، وهي مهداة إلى جوزيبي بريسكو نائب الرئيس السابق للنادي.
وأتى عنوان الأغنية كوْن جوزيبي بريسكو نفسه كان أصدر في عام 1993 كتابه «مجنون بالإنتر» روى فيها سيرته الذاتية وفيها كثير من المحطات التاريخية منذ أن كان مشجعاً حتى عام 1950 عندما استلم مناصب إدارية فيه كأحد المحامين بالنادي ثم مسؤولاً عن الشؤون القانونية ومديراً رياضياً ونائباً للرئيس من عام 1963 حتى 1999.
وأعيد إحياء الأغنية عام 2010 بعد الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا بالفوز في المباراة النهائية على بايرن ميونيخ الألماني وغناها اللاعبون أنفسهم.
وبالنسبة لأغنية أسي ميلان فهي تحت عنوان «معك وحدك يا ميلان» ويدور موضوعها حول الإخلاص اللامشروط للفريق في السراء والضراء.
وتقول كلمات الأغنية «ميلان فقط معك، ميلان دائماً لك، نمشي بجانب أبطالنا فوق ملعب أخضر تحت سماء زرقاء، اربحوا أنتم نجمة أخرى لتبرق لنا ومعاً نغني ميلان فقط معك ميلان دائماً لك، مع الميلان في القلب في أعماق الروح صديقاً حقيقياً تكون، ومعاً نغني ميلان فقط معك ميلان دائماً لك، ميلان قبل كل شيء فريق كبير».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"