عادي
منظومة سياسات متكاملة لرعاية الجيل الجديد

المستقبل يهيمن على جلسات «طيران الإمارات للآداب»

23:37 مساء
قراءة 5 دقائق

مهرجان طيران الإمارات
تصوير يوسف الامير
YSY16998

دبي: علاء الدين محمود
سيطرت النقاشات حول المستقبل على فعاليات الدورة ال«14» لمهرجان طيران الإمارات للآداب التي انطلقت أمس في فندق هيلتون الحبتور سيتي في دبي وسط حضور كبير، وشهد اليوم الأول للمهرجان جلسة عقدت، حملت عنوان «وظائف المستقبل»، تحدث فيها الكاتب د. عبد الله الشيخ، وإيزابيل أبو الهول المديرة التنفيذية وعضو مجلس الأمناء في مؤسسة الإمارات للآداب، وسعيد النظري المدير العام للمؤسسة الاتحادية للشباب، والمدير التنفيذي لمكتب الشباب في مكتب رئيس الوزراء، ود. تيفاني ديلبورت الرئيسة التنفيذية المشاركة للعمليات البيئية والشراكات التعليمية - الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والمؤسسة المشاركة لمشروع «احتمالات»،.

وأشار المتحدثون إلى التوسع الذي تشهده الدولة في سوق العمل خاصة مع التقدم التكنولوجي الكبير، وشددوا على أن الإمارات تتميز بموقع الريادة واستشراف المستقبل في كافة المجالات، وأن الدولة تحرص على تنمية المهارات البشرية من خلال سياسات متكاملة ومبادرات نوعية تعمل على تطوير القدرات والإمكانات لدى الجيل الجديد وتزويدهم بالوسائل والأدوات المناسبة لدخول سوق العمل المستقبلي، وناقشوا أهمية بناء المهارات، مقابل التركيز على الدرجات العلمية، وأهمية العلوم والتكنولوجيا، والهندسة، والرياضيات، وتمكين الجيل القادم من القادة من تشكيل مستقبلهم.

أوضحت إيزابيل أبو الهول، أن من حق الشباب اختيار المهنة التي تتماشى مع رغباتهم وطموحاتهم، ولكن من المهم رفع المستوى بصورة مستمرة وعدم الاكتفاء بما تعلمه الطالب في الجامعات والمعاهد العليا، مبينة أن عملية الرغبة مسألة في غاية الأهمية، ومن الضروري أن يعمل الشباب على الدوام على رفع قدراتهم ومساعدة ذواتهم وخوض التحديات والصعاب.

فيما أكد د. عبد الله الشيخ، ضرورة أن يتحلى الشباب بالمسؤولية الكاملة في مجال العمل ويبذلوا قصارى جهودهم لتطوير أنفسهم، مشيراً إلى أن سوق العمل في الإمارات في تطور كبير، حيث صارت هناك وظائف كثيرة تعتمد بصورة كبيرة على التكنولوجيا، لافتاً إلى ضرورة أن يتوسع التعليم في مثل تلك المجالات، حتى تتعدد الخيارات أمام الطلاب للتخصص في المجال المعين الذي يتناسب مع سوق العمل، لافتاً إلى أن الشركات في الدولة تركز على توظيف الكفاءات والاحتفاظ بها خاصة في مجالات الكمبيوتر والتفكير الإبداعي، والتواصل والذكاء الاصطناعي.

من جانبه لفت سعيد النظري إلى أن الشباب هم الأقدر على بناء المستقبل، مشيراً إلى الرعاية والعناية الكبيرة التي توليها الدولة لقطاع الشباب في مجالات التعليم والتدريب والمساعدة في تطوير الذات، وأوضح أن سوق العمل في الإمارات يتطور بصورة مستمرة ويوظف التكنولوجيا الحديثة، مشيراً إلى أن الشباب الإماراتي مسلح بالمعارف والتدريب في كل تلك المجالات الحديثة، وأن أمامهم دوراً ريادياً كبيراً. بينما استعرضت تيفاني ديلبورت العديد من الوظائف الحديثة التي بإمكان الشباب الإقبال عليها، ولفتت إلى أنها تعمل ضمن منظومة تهتم بالتواصل مع أفراد المجتمع وتعزيز وعيهم البيئي، وبالتالي إلهام الأجيال القادمة لتأسيس مستقبل مستدام.تحدي إكسبو

الجلسة الثانية حملت عنوان «إكسبو وحكومة المستقبل.. تجربة إقامة دبي» تحدث فيها الفريق محمد أحمد المري، مدير عام الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي، وأدارتها الكاتبة صالحة عبيد.

وفي المستهل تحدث المري عن إكسبو دبي 2020، كحدث استثنائي، مشيراً إلى الجهود الكبيرة التي بذلت من أجل إنجاح المعرض العالمي، وأكد أن الإمارات هي دولة التحديات الكبيرة والأمن والاستقرار، وهي لا تتطلع إلى المستقبل بل تعيشه واقعاً متحققاً، موضحاً أنهم في الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب قد وجدوا دعماً كبيراً حتى يكونوا على المستوى دائماً، حيث إن مهرجان إكسبو هو من أكبر الفعاليات التي شاركوا في تنظيمها، وأن فرق العمل استطاعت أن تكون على قدر المسؤولية التي أوكلت إليها.

وذكر المري أنهم ومنذ 2013 كان يترقبون باهتمام شديد الإعلان عن المدينة المنظمة لإكسبو 2020، وعندما أعلن عن دبي استبشر الجميع خيراً، وبدأت الاجتماعات لاستقبال المناسبة العالمية، خاصة أنها تتضمن أكثر من 195 دولة، فتم تشكيل الفرق وتكوين لجنة عليا وأخرى تنفيذية، ومع اقتراب الموعد المنتظر حلت جائحة كورونا في كل أنحاء العالم.

وأوضح المري أن كورونا قد ألقت بثقلها؛ مما شكل لديهم تحدياً كبيراً استطاعوا أن يجتازوه بعزم وإصرار على ضرورة أن لا تتوقف الحياة في الإمارات، ولفت إلى أن الجائحة كانت بالنسبة إليهم عدواً خفياً، وكانت هناك جهات عديدة تعمل ليلاً ونهاراً، الأمر الذي ساعد كثيراً في التعامل بصورة احترافية مع الجائحة وهو أمر تفوقت فيه الإمارات على كثير من بلدان العالم.

أسئلة

جلسة «النقد الأدبي»، التي عقدت بقاعة «كارنيشن»، كانت هي الأخرى من الفعاليات المهمة والمنتظرة في جدول برامج المهرجان، وتحدث فيها كل من الكاتبة عائشة سلطان والناقدة د. مريم الهاشمي، وأدارها الفنان التشكيلي علي العبدان. وتبارت كل عائشة سلطان ومريم الهاشمي في الإجابة عن أسئلة: هل أصبح النقد ذاتياً، يعتمد على تقييمات الكتب والحسابات الشغوفة بالقراءة والكتب على السوشيال ميديا؟ ماذا عن حساسية الكاتب؟، ما هو دور الناقد مع التغييرات التي طالت المشهد الأدبي؟

وفي البداية تحدثت عائشة سلطان مشيرة إلى أن انعقاد مثل هذه الجلسة في حد ذاته دليل على أهمية الدور الكبير الذي يقوم به النقد، مؤكدة ضرورة أن يكون الناقد متمكناً ومسلحاً بالمعارف. وذكرت أنه ليس مطلوباً من الناقد أن يكتب رواية أو أي صنف إبداعي آخر، فهناك شروط خاصة بالكتابة ومنها الموهبة، لكن الناقد يعمل على التحليل والتفكيك، فهو يرى في العمل الأدبي ما لا يراه المؤلف نفسه، وبالتالي فهو صاحب دور مهم.

وشددت سلطان على أن دور الناقد هو أن يتناول إيجابيات العمل وسلبياته، لا أن يكون انتقائياً يركز على السلبيات فقط، مشيرة إلى أن التركيز على الأخطاء، يصنع حاجزاً كبيراً بين الكتاب والنقاد، حيث صارت، بالفعل، هنالك علاقة متوترة بين الفريقين. وأوضحت أن المجاملة موجودة في النقد، ومن الضروري أن يكون هناك ناقد حقيقي يعمل بعيداً عن حسابات الكره والحب.

مفهوم ضبابي

أكدت الدكتورة مريم الهاشمي أن النقد لا يزال مفهوماً ضبابياً في المجتمعات الثقافية العربية، ولا يمكن أن يتم طرح أي عملية نقد على الساحة من غير تنظير، فهو أساس العملية النقدية، ثم يأتي التطبيق والممارسة، التي يجب أن تكون ممارسة منتجة غير مكررة.

وشددت مريم على أن النقد في الأساس هو فرع من فروع الفلسفة، وأن أحد أهم مبادئ الفلسفة هو الشك، وأن التعاطي مع الأدب هو جزء بسيط من النقد.

وأكدت ضرورة أن يمتلك الناقد أدوات تمكنه من قراءة وتفسير النصوص، ولابد أن يكون أكاديمياً بالدرجة الأولى، وعندما يقوم بالحكم على عمل فلابد أن يوضح ما هي الأسباب التي قادته إلى ذلك الحكم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"