الوثيقة الملهمة

00:32 صباحا
قراءة دقيقتين

غداً هو الرابع من فبراير.. تاريخ كان عادياً قبل أن تولد الوثيقة التاريخية في أبوظبي، والتي أرست قواعد جديدة وثوابت مهمة لو التزمت بها جميع الدول لنعم أهل الأرض جميعاً بالسلام، الوثيقة جعلت الرابع من فبراير مناسبة للاحتفال بـ«اليوم الدولي للأخوة الإنسانية»، والذي يتزامن مع مهرجان الأخوّة الإنسانية الذي انطلق في نسخته الثانية في معرض إكسبو 2020 دبي.
التسامح والتعايش والتعاون والتفاهم، والحوار ونبذ العنف والانفتاح والقيم، والأخلاق واحترام الرأي والمعتقدات والديانات والاختلاف برقيّ لخلق فرص أكبر للتفاهم والتكامل.. كثيرة النقاط التي أضاءت عليها وثيقة الأخوة الإنسانية عند ولادتها، وكبيرة الأحلام التي بنيناها على شواطئها؛ لأننا نتوق إلى عالم أفضل نعيش فيه ويعيش أبناء المستقبل بكرامة بلا نزاعات ولا حروب ولا إرهاب ولا عنصرية ولا تمييز ولا قهر.
الأحلام تصبح حقائق حين تجد من يلتقطها ويصنع منها واقعاً جميلاً ملموساً قابلاً للنقاش والتطور والتحقيق بشكل فعلي. والمبادرة التي كانت حلماً صارت وثيقة من بنود تلمع ذهباً، لكن حلمنا لم يتوقف، لأن ولادة الوثيقة في أبوظبي كانت مجرد بداية وليست نهاية، ولابد من خطوات عملية كثيرة ومساع جدية من مختلف الأطراف والدول والمؤسسات للسهر على تطبيق كل النقاط، حتى نتمكن جميعاً من التخلص من أكبر وأخطر أوبئة تهدد العالم، وهي الإرهاب والعنصرية والصراعات القبلية والطائفية وازدراء الأديان.
ما زلنا في البداية، ومازال العالم يسعى إلى التطبيق الحقيقي لمعنى التسامح ولتجسيد الأخوّة بين مختلف الشعوب والأعراق، لكن كم دولة تسعى حقيقة من أجل هذا الهدف النبيل؟ كم دولة تنحّي الخلافات جانباً لتضع الإنسان على رأس قائمة أولوياتها واهتماماتها قبل مصالحها السياسية ومطامعها؟
وثيقة الأخوة الإنسانية هي مصدر إلهام لو أراد الجميع الالتزام بها لنجح العالم في الوصول إلى نقطة التقاء واحدة، من أجل سلام الإنسانية وسعادتها، ومن أجل حماية أبناء الغد من كل التشوهات التي أصبنا بها عالم الأمس واليوم.
يكفي أن ينبذ الجميع الإرهاب البغيض الذي يهدد كل الشعوب بلا استثناء، سواء في الشرق أو الغرب، حتى نكون قد اجتزنا مرحلة صعبة وخطرة وفتحنا أمام أنفسنا أبواب الحوار العاقل والمتزن والتفاهم حول كل ما يتعلق بالحياة بسلام على هذه الأرض. لا دين للإرهاب، وكل إرهابي يمتطي صهوة العنصرية والتمييز كي يفرق بين الشعوب وأهل البلد الواحد، والمجتمع الواحد، فيسود فكره المريض وينشر الذعر في النفوس.
لكل منا حقوق وعلينا واجبات، لو حفظناها جيداً والتزمنا بها وعرفنا كيف نتقبل الآخر كما هو، لوصلنا إلى عالم أفضل لا مكان فيه إلا للأخوة والإنسانية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"