عادي
اسأل الخليج

بطلة شكسبير تتحول إلى لوحة شهيرة

14:37 مساء
قراءة دقيقتين
الشارقة: الخليج
هناك أعمال أدبية وفنية كثيرة كانت شديدة الإلهام؛ حيث تم استيحاء تلك الإبداعات مرات ومرات في مجالات مختلفة، فبعض الأفلام العالمية هي في الأصل روايات، وكذلك نجد أن بعض اللوحات مستوحاة من قصائد شعرية وهكذا، وبالطبع فإن جودة العمل المعين وقوة تأثيره هي التي تغري باستلهامه؛ بل نجد أن بعض الفنانين أو الأدباء قد استوحوا عملهم من مشهد صغير في فيلم أو رواية على سبيل المثال، ليتم توظيفه في قصيدة أو لوحة أو عرض مسرحي.
مسرحية «هاملت» لوليم شكسبير هي واحدة من أقوى العروض على مر التاريخ، كتبها عام 1599، وقد جرى توظيف الكثير من مقولاتها وجملها في أعمال إبداعية؛ بل تحولت المسرحية نفسها إلى أعمال سينمائية؛ وذلك لأن العرض نفسه من الأعمال الغنية والمؤثرة ويحفل بالعديد من الأفكار والرؤى الجمالية.
الرسام الإنجليزي جون ايفرت ميليه «1829 – 1896»، توقف كثيراً عند دور «أوفيليا»، وهي بطلة مسرحية هاملت، إلى جانب شخصياتها الرئيسية ومن ضمنها الأمير هاملت نفسه، وقد شده تحديداً مشهد انتحارها، فقام برسم لوحة تجسد لحظة الانتحار تلك؛ حيث نفذ ذلك العمل في الفترة ما بين عامي 1851 و1852، وتعد اللوحة من أشهر الأعمال الفنية، بسبب دقة مُحاكاتها لتفاصيل الانتحار كما جاءت في المسرحية وتصور اللوحة تفاصيل الطبيعة من خلال دقة زهور البنفسج والأعشاب والمياه، وقام ميليه بتصوير تفاصيل وجه أوليفيا بطريقة متسقة تماماً مع السرد في المسرحية؛ حيث إنها كانت تُغني أثناء إغراق نفسها في الجدول بعد مقتل أبيها على يدِ حبيبها «هاملت»، وبالتالي تظهر العينان مفتوحتين والفم أيضاً.
وفي مشهد استلقاء أوفيليا على صفحة الماء إحساس بالاستسلام لا تُخطئه العين، لا شيء منها يسير ضد التيار أو يقاوم الموت، كما لو كانت غير مدركة للخطر الذي يحدق حولها؛ بل كانت عبارة عن حورية جميلة نامت باستسلام على صفحة الماء للأبد تغشاها السكينة ويُخضّبها الموت.
اللوحة نالت إعجاب النقاد ومحبي الفن، واشتهرت على نطاق واسع، واعتبرت أفضل اللوحات التي جسدت قصة اوفيليا التراجيدية على الإطلاق، وقد واجه العمل ردود فعل متباينة عند عرضه لأول مرة في الأكاديمية الملكية البريطانية، ولكن منذ ذلك الحين أصبح يحظى بالإعجاب باعتباره أحد أهم الأعمال في منتصف القرن التاسع عشر؛ وذلك لتصويره الدقيق للمناظر الطبيعية، وتأثيره على فنانين كبار فيما بعد.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"