عادي

تحركات أوروبية لاحتواء التصعيد في الأزمة الأوكرانية..وجونسون وبوتين يتفقان على الحلّ السلمي

01:40 صباحا
قراءة 3 دقائق

لندن، برلين، باريس - (أ ف ب)

توافق رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعا،ء على ضرورة إيجاد «حلّ سلمي» للأزمة الأوكرانية، فيما أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس مساء الأربعاء أنّه سيزور موسكو قريباً لبحث القضية التي يعتزم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التشاوري مع نظيره الأمريكي جو بايدن بشأنها خلال ساعات لاحتواء التصعيد، في وقت ندد الكرملين بقرار واشنطن "المدمّر" نشر قوات في أوروبا الشرقية.

موسكو, 2-2-2022 (أ ف ب) - ندّدت روسيا الأربعاء بقرار الولايات المتحدة إرسال ثلاثة آلاف جندي إضافي الى أوروبا الشرقية واصفة إياه بأنّه "مدمّر"، وذلك على خلفية تصاعد التوتر بين موسكو والدول الغربية في شأن اوكرانيا.

واعتبر نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر غروشكو كما نقلت عنه وكالة انترفاكس أنّ القرار الأميركي "غير مبرّر ومدمّر ويزيد من التوترات العسكرية ويقلّص المجال أمام القرارات السياسية".

وقال متحدّث باسم رئاسة الوزراء البريطانية في بيان إنّ جونسون وبوتين اتفقا خلال اتصال هاتفي على التزام «روح من الحوار» في ظلّ التوتّرات الراهنة بهدف «ايجاد حل سلمي».وأضاف أنّ الزعيمين «اتّفقا على أنّه ليس من مصلحة أحد حصول تصعيد»، مشيراً إلى أنّ جونسون حذّر بوتين من أنّ «أيّ توغّل روسي آخر في أوكرانيا سيشكّل خطأ مأسوياً في التقدير».

روح الحوار

ولفت البيان إلى أنّ جونسون وبوتين شدّدا خلال محادثتهما على أهمية الحوار بين بلديهما حول موضوعات مثل التغيّر المناخي وأفغانستان. وأضاف أنّهما «اتفقا على تطبيق روح الحوار هذه في مواجهة التوتّرات الحالية لإيجاد حلّ سلمي».

من جهتها، قالت موسكو، إن بوتين ندّد في محادثته مع جونسون برفض حلف شمال الأطلسي تبديد المخاوف الأمنية الروسية.

وقال الكرملين في بيان، إنّ بوتين تحدّث عن «عدم رغبة حلف شمال الأطلسي بالتعاطي في شكل ملائم مع المخاوف المشروعة لروسيا» في ما يتّصل بأمنها.

وتأتي المحادثات، بعدما حشدت روسيا منذ نهاية 2021 قوات عسكرية يصل عديدها إلى مئة ألف جندي عند حدودها مع أوكرانيا، في وقت تنفي موسكو أي نية لغزور اوكرانيا، مطالبة في الوقت نفسه بضمانات أمنية خطية من بينها عدم ضم كييف إلى حلف شمال الأطلسي، ووقف توسّع الحلف شرقاً.

مباحثات ألمانية

من جهته، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس، الأربعاء أنّه سيزور موسكو قريباً لبحث الأزمة الأوكرانية مع الرئيس الروسي.وقال شولتس لشبكة «زد دي إف» التلفزيونية:«في الوقت الراهن سأذهب إلى الولايات المتّحدة» في السابع من الجاري «وقريباً سأذهب أيضاً إلى موسكو لإجراء مباحثات» تتعلّق بالأزمة الأوكرانية.وقال المستشار الألماني إنّ موعد الزيارة «تمّ تحديده وستحصل قريباً».

من جهته، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء أنّه سيتشاور «في الساعات المقبلة» مع نظيره الأمريكي جو بايدن في الأزمة الأوكرانية، لافتاً إلى أنّه لا يستبعد التوجّه إلى موسكو في محاولة لإيجاد حلّ دبلوماسي.

احتواء التصعيد

وقال ماكرون من توركوان بشمال فرنسا: «أنا قلق بشدّة بإزاء الوضع على الأرض».وأضاف للصحافيين: «الأولوية بالنسبة إليّ في شأن القضية الأوكرانية، والحوار مع روسيا تكمن في احتواء التصعيد، وإيجاد السبل السياسية للخروج من الازمة، وهذا يستدعي القدرة على المضيّ قدماً على أساس اتفاقات مينسك».واوضح أنّ إمكان زيارته لروسيا وربما لكييف يبقى رهناً بتقدّم المحادثات في الساعات المقبلة.

وتابع:«لا استبعد شيئا لأنني اعتقد أن دور فرنسا، وخاصة مع رئاسة (مجلس الاتحاد الاوروبي)، يقضي بمحاولة بناء هذا الحلّ المشترك»، علماً أنّه تشاور مرارا في الايام الاخيرة مع الرئيسين الروسي والأوكراني.

وكرر أنه «لن يكون هناك نظام أمن واستقرار بالنسبة الى أوروبا، إذا لم يكن الاوروبيون قادرين على الدفاع عن أنفسهم» و«بناء حلّ مشترك مع جميع جيرانهم وبينهم الروس».

حوار مباشر

وبحسب الرئاسة الفرنسية، فإنّ ماكرون «مقتنع» ب«الحاجة إلى حوار مباشر» مع نظيره الروسي لأنّ حواراً كهذا «يتيح إحراز تقدّم».واعتبرت باريس أنّ زيارة ماكرون إلى موسكو، إن حصلت، ترمي إلى «تقييم التهديد واستطلاع الوضع كي لا نصل إلى حيث لا نريد الوصول».

بدوره، لفت مصدر في الرئاسة الفرنسية إلى إمكان حصول محادثة هاتفية بين قادة كل من فرنسا وألمانيا وبولندا، مشيراً إلى أنّ ماكرون قد يزور برلين بحلول نهاية الأسبوع.

ويحتمل عقد اجتماع رباعي على مستوى المستشارين الدبلوماسيين ل«صيغة النورماندي» التي تجمع روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا، وذلك بعد اجتماع مماثل استضافته باريس الأسبوع الماضي.

قرار مدمر

من جهة أخرى، ندّدت روسيا بقرار واشنطن إرسال ثلاثة آلاف جندي إضافي الى أوروبا الشرقية واصفة إياه بأنّه "مدمّر"، وذلك على خلفية تصاعد التوتر بين موسكو والدول الغربية في شأن اوكرانيا.

واعتبر نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر جروشكو، أنّ القرار الأميركي "غير مبرّر ومدمّر ويزيد من التوترات العسكرية، ويقلّص المجال أمام القرارات السياسية".

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"