أبوظبي: عبد الرحمن سعيد:
تحت رعاية سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي.. شهد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، جانباً من فعاليات «منتدى القادة» الذي بدأ، أمس الأربعاء، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض ضمن أعمال «أسبوع التعليم التقني والابتكار 2022» الذي ينظمه مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني ويستمر، حتى اليوم الخميس.
حضر سمو الشيخ عبدالله بن زايد جانباً من جلسات شباب الإمارات الملهم التي أقيمت ضمن فعاليات المنتدى وقدم خلالها نخبة من شباب الوطن عرضاً لمسيرتهم التعليمية في مجال التكنولوجيا التطبيقية والخبرات والمهارات التي اكتسبوها وصولاً إلى بدء رحلتهم المهنية في مؤسسات الدولة المختلفة.
وأعرب سموه عن فخره بكوكبة شباب الوطن، مؤكداً أن رحلة إنجازات دولة الإمارات وريادتها في المجالات كافة ستتواصل في الخمسين عاماً المقبلة بطموح شبابها، وتطلعهم الدائم إلى التميز والتفرد، وحرصهم على التسلح بأرقى المهارات والمعارف الحديثة لأداء دور فاعل في مسيرة التنمية المستدامة للدولة.
وقام سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، بجولة في معرض المشروعات والصناعات المبتكرة المصاحب للمنتدى، ويتضمن مجموعة من المشروعات المبتكرة التي نفذها طلبة التكنولوجيا التطبيقية في عدد من المجالات ومنها الطيران، وتقنيات السيارات، وهندسة البناء والديكور.
وأشاد سموه بدأبهم وحرصهم على تبني مسار الإبداع والابتكار في مسيرتهم التعليمية والحرص على صقل مهاراتهم وتنمية قدراتهم بشكل دائم.
كما أشاد سموه بمنتدى القادة الذي ينظمه مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني، وما يتضمنه من مبادرات وبرامج مبتكرة تسهم في إعداد الأجيال القادمة وتأهيلها بالشكل الأمثل لوظائف المستقبل.
حضر منتدى القادة، عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد، والدكتور مغير خميس الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، وغنام بطي المزروعي أمين عام مجلس تنافسية الكوادر الإماراتية، وراشد عبدالكريم البلوشي وكيل دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، والمهندس حمد علي الظاهري وكيل دائرة تنمية المجتمع، واللواء ثاني بطي الشامسي مدير أكاديمية سيف بن زايد للعلوم الشرطية والأمنية، وعبدالله حميد العامري مدير عام هيئة أبوظبي للدعم الاجتماعي بالإنابة، والمهندس علي محمد المرزوقي رئيس مهارات الإمارات في مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني، ونخبة من كبار المسؤولين، الذين أشادوا بجهود أبوظبي التقني لتنظيم منتدى القادة وفق معايير دولية تساهم في صناعة الكفاءات الوطنية الرائدة في تخصصات حيوية وهامة.
وخلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى تحدث عبدالله بن طوق المري وزير الاقتصاد، عبر تقنيات الاتصال المرئي حول «الفرص الوظيفية الجديدة في اقتصاد المستقبل»، مؤكداً أن القيادة الرشيدة تولي اهتماماً كبيراً بالابتكار والعلوم والتقنيات باعتبارها محركاً لبناء الكوادر البشرية، الأمر الذي يضمن جدارة شباب الإمارات بوظائف المستقبل.
وأعرب الدكتور مبارك سعيد الشامسي مدير عام مركز أبوظبي للتعليم والتدريب التقني والمهني، عن تقديره الكامل لجهود القيادة الرشيدة ممثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، من أجل تمكين «أبوظبي التقني» من إحداث التطوير الدائم في استراتيجيته من أجل ضمان مواصلة تطوير منظومة التعليم المتخصص بالدولة، بما يمكّن المؤسسات الجامعية والثانوية والتعليمية والتدريبية التابعة للمركز من القيام بدورها على الوجه الأكمل.
كما أعرب الدكتور مبارك الشامسي عن شكره لسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، على رعايته الكريمة للمنتدى وأسبوع التعليم التقني والابتكار، وثمّن حضور سمو الشيخ عبدالله بن زايد، للفعاليات، ولقائه مع أبناء الدولة.
وقال غنام بطي المزروعي الأمين العام لمجلس تنافسية الكوادر الإماراتية: «انسجاماً مع أهداف مركز أبوظبي التقني في رفع كفاءة وتنافسية الكوادر المواطنة، يبرز برنامج «نافس» كشريك مهم وفاعل في تعزيز مساهمة الشباب الإماراتيين في القوى الوطنية العاملة في القطاعات المهنية المختلفة».
وأكد أهمية التعاون بين «نافس» ومركز أبوظبي التقني، في تكريس منظومة تدريب وتأهيل عالمية المستوى، تتيح للشباب الإماراتيين رفع كفاءتهم وتعزيز إمكاناتهم ومهاراتهم المهنية.
وقال: «لطالما حظي قطاع التعليم المهني والتقني بدعم قيادتنا الرشيدة من خلال إطلاق المبادرات وتنظيم العديد من الفعاليات التي تصبّ في إطار تطوير التعليم التقني، ومنها «أسبوع التعليم التقني والابتكار ومنتدى القادة»، الذي يتيح الفرصة للاطلاع على التجارب العالمية الرائدة في تطوير وظائف المستقبل، وتمكين وتأهيل الكوادر لشغل هذه الوظائف بأعلى درجات الكفاءة».
وأشاد المزروعي بجهود «أبوظبي التقني» في توفير بيئة أكاديمية وتطبيقية رائدة، وفق أحدث المعايير العالمية، تسهم بشكل فاعل في تطوير مهارات الطلبة، وتعزيز قدراتهم التنافسية، مؤكداً أن أهداف المركز تتلاقى مع أهداف برنامج «نافس» في رفع تنافسية الكوادر الوطنية.
وأضاف المزروعي: «إننا نسير باتجاه مستقبل قوامه الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي، لذلك فكلما زاد إلمام الموظف بالمهارات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، ازدادت فرصه في تحقيق النجاح المهني، وأصبح جديراً بأفضل الوظائف، كما أن برامج التدريب المهني باتت أكثر تطوّراً وتقدّماً، وتنمية مهارات المستقبل هي جزء من منظومتنا الوطنية في تطوير الأعمال، لذلك فإنّ برامج «نافس» التدريبية وهي (برنامج كفاءات)، و(برنامج تطوير كوادر قطاع التمريض)، و(برنامج خبرة)، إضافة إلى (برنامج الإرشاد المهني)، تركّز على رفع الكفاءة وتنمية المهارات في مختلف المجالات، لدعم الكوادر الوطنية وتأهيلها لتكون جديرة بشغل وظائف المستقبل، وقادرة على تبوّؤ مواقع الصدارة في مختلف مراكزها المهنية».
وأضاف: هناك 140 شركة ومؤسسة تجاوبت مع البرنامج الحكومي لدعم القطاع الخاص «نافس»، وتم توظيف أكثر من 3103 مواطنين في القطاع الخاص خلال 4 أشهر.
وأوضح أنه تم تسجيل أكثر من 16 ألف مواطن في المنصة للانتفاع بمزايا البرنامج، وبلغ حالياً إجمالي عدد المواطنين المستفيدين من برامج الدعم التابعة للمنصة 1750 مواطناً، استوفوا شروط الأهلية.
وقال: بالتحدث عن القطاع الخاص وبالتحديد حسب إحصاءات وزارة الموارد البشرية والتوطين تم توفير وظائف ل 29 ألفاً و800 مواطن في القطاع الخاص حتى نهاية العام الماضي 2021، أي بزيادة قدرها 10% عن عام 2020، وهنا يأتي دور برنامج «نافس» في المساهمة في دعم زيادة نسبة التوطين في القطاع الخاص.
وأوضح أن خطة نافس تقوم على استيعاب 75 ألف مواطن في مؤسسات القطاع الخاص خلال السنوات الخمس المقبلة بمعدل 15 ألف وظيفة سنوية، ومن المتوقع رفع نسبة التوطين في القطاع الخاص لتصل 10% بنهاية السنوات الخمس، حيث يتبنى البرنامج نهجاً شاملاً لتسهيل آلية التحاق المواطنين الباحثين عن عمل بوظائف القطاع الخاص.
وخلال جلسة «اقتصاد المستقبل وتحقيق النمو المستدام» تحدث ديفيد هوى الرئيس التنفيذي لمنظمة مهارات آسيا العالمية، والدكتور عمر حتاملة من وكالة ناسا للفضاء المدير التنفيذي لبرنامج دراسات الفضاء في جامعة الفضاء الدولية، ومارسيل فان دي كريك مدير العمليات في البواردي دامن، وأيال سوميش مدير مكتب الابتكار التطبيقي في شركة بوينج للطيران، والدكتور أمري جايك مدير أبحاث تخزين الطاقة في وزارة الطاقة الأمريكية، الذين استعرضوا أحدث المستجدات في عالم الفضاء والطيران والطاقة والوظائف المستقبلية فيها.
وشارك في جلسة الشباب الإماراتي الملهم نخبة من خريجي ثانويات التكنولوجيا التطبيقية، وهم: الدكتورة مريم عبيد إبراهيم رئيسة أطباء الامتياز في مدينة الشيخ شخبوط الطبية، وسعيد أحمد الجابري المحلل المالي في جهاز أبوظبي للاستثمار، والمهندسة فرحة البريكي مهندسة المشاريع في شركة ترانسكو، وأحمد الزرعوني مساعد معلم وفني مختبر في ثانوية التكنولوجيا التطبيقية، والمهندسة ميثاء العفيفي المهندسة في شركة بروج، والذين أجمعوا على أن الالتحاق بالتعليم التقني والمهني هو الطريق نحو مستقبل اقتصادي ناجح لكل أبناء المجتمع، ونحو تحقيق متطلبات التقدم الصناعي والاقتصادي في دول العالم المتقدم.
ابتكارات الطالبات
وعلى هامش فعاليات منتدى القادة في أبوظبي التقت «الخليج» طلبة ثانويات التكنولوجيا التطبيقية المشاركين بابتكاراتهم، حيث ابتكرت اليازية إسماعيل الحوسني طالبة إماراتية في ثانوية التكنولوجيا التطبيقية بفرع بني ياس في أبوظبي طائرة من دون طيار مخصصة للتعامل مع الحوادث العاجلة مثل الحرائق وغيرها، تسير بسرعة 100 كم/س.
وابتكر فريق عمل يضم 3 طالبات، هن: ريم المزروعي، ولطيفة محمد، وريم مصبح، مشروع «نظام توليد ومراقبة الطاقة الشمسية عن بعد»، الذي يعد نظاماً ذكياً لتوليد الطاقة الشمسية بكفاءة وفعالية أكبر وكلفة أقل وسهولة في التنفيذ، حيث يتم من خلال هذا النظام ربط مستشعرات الجهد، والتيار، والضوء معاً للحصول على القراءات الكهربائية الدقيقة لها من ثم اكتشاف الأعطال ومراقبتها عن بعد باستخدام تقنيات جديدة.
كما ابتكرت الطالبة الإماراتية عائشة أحمد الدرمكي من ثانوية التكنولوجيا التطبيقية بفرع بني ياس في أبوظبي، آلة لصياغة الذهب وغيره من المعادن الثمينة وترصيعها بالأحجار الكريمة من خلال إتقان مجموعة من تقنيات الصياغة التي يتطلبها مجال ابتكار الأكسسوارات.
