عادي
أتقدّم بالشكر إلى الشيخ محمد بن زايد وأحيي شيخ الأزهر

البابا فرنسيس: نحن أخوة ويتعيّن علينا العمل لتعزيز ثقافة السلام

12:31 مساء
قراءة 3 دقائق
البابا فرنسيس
  • الأخوة قيمة أساسية ينبغي استناد العلاقات بين الشعوب إليها
  • احترام ثقافاتنا وتلبية الدعوة لبناء رادع ضد الكراهية والعنف

قال قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، إن الأخوة تشكل إحدى القيم الأساسية والعالمية التي ينبغي أن تستند إليها العلاقات بين الشعوب، لئلا يشعر المحرومون أو أولئك الذين يعانون بأنهم مستبعدون ومنسيون، بل إنهم محتضنون ومدعومون كجزء من الأسرة البشرية الواحدة.
وأضاف ــ في كلمة له بمناسبة اليوم الدولي للأخوة الإنسانية ــ: «أحيي مع كامل التقدير والمحبة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف الذي وقّعت معه، منذ ثلاث سنوات بالضبط في أبوظبي، على وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك..ولقد سرنا معاً في السنوات الأخيرة كأخوين واعيين بأننا من خلال احترام ثقافاتنا وتقاليدنا المتبادلة نلبي الدعوة إلى بناء الأخوة كرادع ضد الكراهية والعنف والظلم».
وقال: «أتقدّم بالشكر إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على التزامه الدائم بالدفع في هذا الاتجاه، واللجنة العليا للأخوة الإنسانية على المبادرات المتنوّعة التي روّجت لها في مختلف أنحاء العالم، والجمعية العامة للأمم المتحدة لأنها خصصت اليوم، بموجب القرار الصادر في ديسمبر 2020، للاحتفال باليوم الدولي الثاني للأخوة الإنسانية..كما أشكر كافة المؤسسات المدنية والدينية التي تدعم هذه القضية النبيلة».
وذكر: «نحن أخوة..ويتعيّن علينا جميعاً، بفعل تشاطر مشاعر الأخوة المتبادلة بيننا، أن نعمل على تعزيز ثقافة السلام، التي تشجع بدورها التنمية المستدامة والتسامح والاندماج والتفاهم المتبادل والتضامن..ونعيش جميعاً تحت قبة السماء الواحدة، بغض النظر عن مكان إقامتنا وطريقة عيشنا، وبمعزل عن لون البشرة والدين والطبقة الاجتماعية والجنس والعمر والظروف الصحية والاقتصادية..جميعنا مختلفون ولكننا جميعاً متشابهون كما أثبته لنا زمن الجائحة هذا..وأؤكد لا نجاة لمن يعمل بمفرده..لا نجاة لمن يعمل بمفرده».
وقال قداسة البابا فرنسيس: «نعيش جميعاً تحت قبة السماء الواحدة، وينبغي علينا نحن، كمخلوقات الله وباسمه تعالى، أن نعترف بأننا أخوة وأخوات..ونحن نضطلع بدور كمؤمنين ينتمون إلى تقاليد دينية مختلفة، فما هو هذا الدور؟ يتمثّل هذا الدور في مساعدة إخواننا وأخواتنا على الارتقاء بنظرهم وصلواتهم إلى الرب..فلنرفع أعيننا إلى السماء، لأن من يعبد الله بقلب صادق يرنو بالمحبة إلى قريبه أيضاً..وتقودنا الأخوّة إلى الانفتاح على أب الجميع وأن نتبيّن في الآخر أخاً وأختاً، لنتشارك الحياة ونمد يد العون لبعضنا بعض، ولنحبّ الآخرين ونتعرّف إليهم».
وأضاف: «نعيش جميعاً تحت قبة السماء الواحدة..ولقد حان الوقت اليوم للسير سوياً، دون الإحالة إلى الغد أو إلى مستقبل قد لا يكون..اليوم، حان الوقت المناسب للسير على خطى واحدة..مؤمنون وأصحاب النوايا الحسنة كافة، معاً..إنه يوم ميمون لنمسك بيد الآخر، ونحتفل بوحدتنا في التنوّع - الوحدة غير التوحيد، الوحدة في التنوّع - لنقلْ للجماعات والمجتمعات التي نعيش فيها إن زمن الأخوة قد حلّ علينا..جميعُنا معاً، لأنه من الضروري أن نتضامن مع بعضنا..وأكرر اليوم، لهذا السبب، أنه ليس الوقت المناسب للشعور باللامبالاة، فإما نكون إخوةً أو ينهار كل ما من حولنا..وهذا ليس مجرد تعبير أدبي مأساوي بل هي الحقيقة، إما أن نكون إخوةً، وإما ينهار كل ما من حولنا».
وأوضح قداسة البابا فرنسيس: «يشكّل طريق الأخوة طريقاً طويلًا وصعباً، لكنه قارب النجاة للإنسانية جمعاء..فنحن نواجه صفّارات الإنذار العديدة والأوقات المظلمة ومنطق الصراع براية الأخوة التي تحتضن الآخر وتحترم هويته وتحثّه على درب مشترك..لسنا سيّان بل نحن أخوة، ولكل منّا شخصيته وفرديته..وأود أن أشكر جميع من يعمل بقناعة بأننا نستطيع أن نعيش في سلام ووئام، مدركًا ضرورة تشييد عالم تعمّه أخوة أكبر لأننا جميعاً، إخوة وأخوات، من مخلوقات الله تعالى».
واختتم كلمته بالقول: «أشكر من سينضم إلينا في مسار الأخوة..وأشجع الجميع على الالتزام بقضية السلام والاستجابة للمشاكل والاحتياجات الملموسة للمحرومين والفقراء والضعفاء..ويتمثّل الاقتراح في أن نسير جنباً إلى جنب، بصفتنا«كلنا أخوة»، لنصبح فعلًا من صنّاع السلام والعدالة، في سياق انسجام الاختلافات واحترام هوية كل واحد منّا..أيها الأخوات والإخوة، دعونا نسير معاً على درب الأخوة هذا». (وام)

 

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"