القطاع الخاص بنظرة مختلفة

01:29 صباحا
قراءة دقيقتين

ما رأيك في مزيج اقتصادي، تنموي، علميّ، تكنولوجيّ، فكريّ، سياسي، مستقبليّ، فلسفي؟ كل هذا سنعصره في كوب العمود. أمس، كان السؤال: إلى أين مستقبل الذكاء الاصطناعي؟ اليوم: إلى أين مطامح القطاع الخاص مستقبلاً؟ المبحث أبعد بكثير من حصره في الاقتصاد. الاقتصاد لم يعد محدوداً بحدود الاقتصاد.
الأرجح أن العالم سيشهد قبل نهاية القرن، شركات عملاقة تتجاوز بمراحل جوجل، آبل، فيسبوك، آمازون ومايكروسوفت. وعسى أن تكون من بينها قمم عربية. لكن المهم ليس العائدات وحدها، فالأرقام لا تستطيع أن تشكل منظومة السؤال الأول. لقد أضحى القطاع الخاص أكبر من أن يكون خاصاً. هذا هو ما يجب أن يجعل مطامح كل قطاع خاص عربي، يعمل بالدفع الرباعي، وأن يعيد النظر في نظرته إلى مقبل العقود؟
بعيداً من التنظير الاقتصادي، الذي له أدمغته، لا مجال للشك في أن العالم أمام تعدد التخصصات والمشارب في الاقتصاد. أمثلة نموذجية: هل جوجل مجرد قطاع خاص؟ محرك البحث هذا لا تستغني عنه المليارات من البشر. يحصي أنفاس الناس وخطواتهم ونبض قلوبهم. يعمل على إطالة متوسط العمر حوالي سنة 2045. لديه بحوث ودراسات واختبارات في العلوم العصبية، البيولوجيا، المعلوماتية، البيئة، الفضاء وغيرها. ما يعني أن المجالات تتجاوز بأبعاد وآماد النطاق، ولو كان عالمياً متعدد الجنسيات، الذي تعمل فيه شركات الوجبات السريعة والملابس والمركبات والوسائط السمعية البصرية.
من المستبعد أن يستسهل عاقل تلخيص شركة مثل «ميتا» في أنها قطاع خاص، بذريعة أنها ليست قطاعاً حكومياً عاماً. الولايات المتحدة بكل هيمنتها العالمية، لا تملك القيادة الفعلية المباشرة لتلك الشركات (جافام)، إلاّ من وراء الستار، ربما. الاحتمال المعقول: تلك الشركات العملاقة تستطيع نقل أعمالها إلى خارج الولايات المتحدة، إذا زوحمت. تلك الشركات توجد لخوادمها نُسخ في شمال الكرة الأرضية والشرق الأقصى. «ميتا» بالذات أبعادها الاقتصادية هيّنة قياساً على أبعادها وآثارها وانعكاساتها الأخرى. الواقع المعزز يعني سلوكيات جديدة. دعك من التكنولوجيا. المحور الجوهري: نموذج فكري جديد (باراديم)، رؤية مختلفة للعالم والشخصية وطريقة التفكير والسلوكيات سيصنعها الاصطناعي. إطار فكري مغاير سيوجد ذهنية لا سابقة لها في التنشئة المتوارثة. خذ هذا على صعيد العالم، فهل هذا كله يُحسب على أنه شغل قطاع خاص؟
لزوم ما يلزم: النتيجة الفيمابعدية: الوقت مبكر لإطلاق الخيال، تخيل شركة قطاع خاص تمتلك خمسين تريليون دولار، ألا يمسي سكان العالم شعباً خاصاً.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"