ليس مجرد «إخطار»

01:31 صباحا
قراءة دقيقتين

القيادة المدرسية.. بوصلة يتحرك عبرها أركان مؤسسات التعليم وكوادرها؛ فكلما كانت فاعلة ومؤهلة، وتبلغ النضج المعرفي، والخبرات المتراكمة، تمكننا من صناعة منتج تعليمي ذي قدرات، يواكب التطورات ويعي المتغيرات، تتوالى معه النجاحات والإنجازات، وتصبح الجودة عنواناً عريضاً لأداء الهيئات بأنواعها والمخرجات.
وهنا تبدو لنا أهمية دور إدارات المدارس في صناعة الأجيال، وجودة المنتج التعليمي، وتأهيل الكوادر وتمكينهم، فالأمر لا يقتصر على مجرد التوجيه، وإعطاء الأوامر والتعليمات، وتوزيع الأدوار والمهام بحسب الأهواء، ولكن مدير المدرسة وجد للتطوير المستدام الذي يخدم كل مرحلة، وفق متغيراتها ومستجداتها واحتياجاتها.
عجباً لبعض قيادات المدارس الخاصة التي لم تدرك بعد مفهوم الرقابة وأهمية دورها في ضبط إيقاع الجودة في العملية التعليمية، وعجباً لإدارات ترفض التقييم من الأساس، وكأنها مكتملة الأركان، ولا تحتاج إلى توصيات أو تحسين، وعجباً، كذلك، لإدارات خلطت الحابل بالنابل، إذ تهاوت قدرتها على التفرقة بين طبيعة عمل الرقابة وتقاريرها، وفرق الزيارات الدورية، واجتماعات فرق أخرى وجدت في الميدان، لمهام أكثر عمقاً ودقة وتطوراً.
تدعونا تلك الوقائع إلى القلق، وضرورة إعادة النظر في قيادات الصف الأول لبعض المدارس الخاصة، والاستعانة بدماء جديدة تؤمن بالتغيّر، وتدرك المهام والأدوار، وتتفهم أهمية التقييم ودوره في تحسين أداء المدارس، وانعكاساته الإيجابية على العملية التعليمية بمختلف عناصرها، لاسيما أن عمليات الرقابة التي نراها سنوياً تقدم معالجات وتوصيات ومقترحات مجانية للجميع، من أجل مخرجات متكاملة وغير منقوصة.
الرقابة في مفهومها أداة لتقييم الوضع الراهن، والوقوف على تحدياته الفعلية، والعمل على تذليلها وإيجاد فرص للتطوير، بما يتناسب وكل مرحلة، وهذه العملية لا تستهدف مدرسة أو مؤسسة تعليمية بعينها، لكنها طالت في مضمونها منظومة التعليم بكامل مكوناتها، فالجميع يخضعون للرقابة والجميع يُسألون عبر التقييم، بدءاً من أعلى قيادات الهرم التعليمي، مروراً بفئات الميدان، وصولاً إلى أصحاب الوظائف المساندة، وهنا لا مجال لمبدأ عدم قبول التقييم من بعض مدارسنا الخاصة، وعليها إعادة حساباتها من جديد.
مدير المدرسة ليس مجرد موظف، يُمكنه إخطار التعيين، ولكنه فكر متجدد وخبرات متراكمة وممارسات ومبادرات، وفهم متعمّق، وخطط تواكب المستجدات، شغلها الشاغل جودة المخرجات، وغير مطالب بمهارات ترتيب الأوراق والتحليل والمراوغة عند التقييم أو الزيارات.
نحتاج إلى دماء جديدة من قيادات الصف الأول في المدارس، تتسم بالمرونة والجدية والدافعية والشفافية والواقعية، والتفكير خارج الصندوق، قادرة على مواجهة تحديات الواقع، ولديها مهارات التجديد والإبداع، وتعي لغة الأدوار والمهام، وتدرك أهمية التقييم من أجل التطوير فالقيادة المدرسية أكثر من مجرد «إخطار».
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"