عادي
«أمازون» تستعيد اتزان السوق بعد هزة «ميتا»

«وول ستريت» تنجح في الخروج بمكاسب من أسبوع صاخب

12:50 مساء
قراءة 6 دقائق
وول ستريت

استعاد مؤشر ناسداك الرئيسي في بورصة وول ستريت الكثير مما خسره في الجلسة السابقة مع نهاية التعامل، الجمعة، بعد أن حققت شركة أمازون نتائج إيجابية في ختام أسبوع متقلب لشركات التكنولوجيا الكبيرة، ولكنه انتهى بمكاسب.
وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 1.5% خلال الأسبوع إلى 4499.81 نقطة، وارتفع مؤشر ناسداك بنسبة 2.4% عند 14095.37 نقطة. كما أنهى مؤشر داو جونز الأسبوع بارتفاع 1.1% إلى 35087.31 نقطة. 
تمثل هذه المكاسب ثاني ارتفاعات أسبوعية لعام 2022 للمتوسطات الرئيسية - التي تعرضت لضغوط الشهر الماضي، حيث أدت المخاوف من ارتفاع أسعار الفائدة إلى انخفاض أسماء التكنولوجيا. 
وجاءت قفزة أمازون، الجمعة، بعد الإعلان عن تحقيق أرباح قوية في ربع العام. وفرضت نتائج أسهم الشركات الضخمة من حيث رأس المال السوقي تحركات السوق هذا الأسبوع، مع بحث المستثمرين عن بيانات ملموسة لتدعم التقييمات المرتفعة.
وتعرضت شركة ميتا بلاتفورمز المالكة لشركة فيسبوك لتراجع تاريخي بعد نتائج مخيبة للآمال مما تسبب في هزة بالأسواق، الخميس، وأدى إلى انخفاض مؤشر ناسداك أربعة في المئة تقريباً.
وبعد خسائر الخميس، ارتفعت أسهم شركات وسائل التواصل الاجتماعي مثل سناب بعد تسجيل زيادة في المستخدمين وتوقعات مستقبلية أفضل من المتوقع في الربع الأخير من العام.
وارتفعت بنترست بعد أن فاقت إيراداتها الفصلية تقديراتها، في حين حققت تويتر مكاسب أيضاً. ومن المتوقع أن تعلن النتائج في 10 فبراير/ شباط.

«أمازون» تقود

وقادت أمازون مكاسب ستاندرد آند بورز وناسداك الجمعة، حيث قفزت بنسبة 13.5% بفضل الأرباح الفصلية القوية. كان صعود يوم الجمعة أيضاً أكبر مكاسب أمازون في يوم واحد منذ عام 2015. وشهد سهم «سناب» ارتفاعاً صاروخياً 58.8%، بعد الإعلان عن أول أرباح في تاريخ الشركة. وارتفع سهم موقع بينتريست بنسبة 11.2%.
وقال إدوارد مويا، كبير محللي السوق في Oanda: «نحن في فترة متقلبة ولكن تم اختيار التكنولوجيا لبعض الوقت، والآن، يقول الكثير من المتداولين إن هذا هو الوقت المناسب لتكون البناء، لا سيما في بعض هذه الشركات التي أثبتت أنها تمكنت من إدارة أنواع مختلفة من البيئات وتقدم توقعات متفائلة للمضي قدماً مثل أمازون وأبل وجوجل».

تقرير الوظائف 

وكان تقرير الوظائف الأقوى من المتوقع وتأثيره المحتمل في السياسة النقدية الأمريكية في المستقبل، لاعباً رئيسياً في تداولات يوم الجمعة، حيث قفز عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات فوق 1.9%، مسجلاً أعلى مستوى له منذ ديسمبر 2019، بعد أن أظهر تقرير الوظائف لشهر يناير زيادة 467 ألف وظيفة في جداول الرواتب. وكانت التوقعات عند 150 ألفاً فقط، وتوقع بعض الاقتصاديين انخفاضاً كبيراً. كان الاقتصاديون قد حذروا قبل التقرير من أنه قد يكون صاخباً بسبب موجة أوميكرون التي تضرب أثناء إجراء المسح.
وقفز العائد القياسي من 1.51% في نهاية عام 2021، حيث تمحور بنك الاحتياطي الفيدرالي لمكافحة التضخم بقوة أكبر، مما يشير إلى أنه سيبطئ شراء السندات ويرفع أسعار الفائدة عدة مرات هذا العام. أثرت المعدلات المرتفعة في الأسهم، وخاصة أسهم التكنولوجيا ذات التقييمات المرتفعة. ومؤشر ستاندرد آند بورز منخفض بأكثر من 5% منذ بداية العام.
وكانت وول ستريت يوم الجمعة تخرج من جلسة الخميس المروعة أدى فيها انخفاض أسهم ميتا إلى انخفاض أسهم شركات التكنولوجيا العملاقة. وعانت أسهم ميتا (فيسبوك) أسوأ يوم لها على الإطلاق يوم الخميس، حيث انخفضت بنسبة 26.4% على خلفية الأرباح الفصلية المخيبة للآمال. 
يشير الانخفاض الحاد في ميتا، وكذلك انخفاض نتفليكس بعد أرباحها الشهر الماضي، إلى ضعف تحت السطح وله آثار هبوطية في السوق، وفقاً لآدم سرحان، الرئيس التنفيذي لشركة بارك 50 إنفستمنتس.
وأضاف: «يتم تداول بعض أسهم شركات التكنولوجيا العملاقة وكأنها أسهم صغيرة. هذا تحول كبير تحت السطح من سوق صاعد بشكل علني، إلى سوق يمكن أن يتصدر أو بداية مرحلة هبوطية في وول ستريت».

الأسواق الأوروبية 

أغلقت الأسواق الأوروبية في المنطقة السلبية، الجمعة حيث استوعب المستثمرون التحديثات الرئيسية من كل من بنك إنجلترا والبنك المركزي الأوروبي في اليوم السابق.
وأغلق مؤشر ستوكس 600 لعموم أوروبا بانخفاض 1.42% للجلسة وتراجع 0.7% للأسبوع، مع وجود قطاع النفط والغاز فقط في المنطقة الإيجابية.
وقادت أسهم السيارات الخسائر، متراجعة بنسبة 3.34%. كشفت بيانات جديدة الجمعة أن مبيعات السيارات الجديدة في المملكة المتحدة الشهر الماضي كانت أقل بنسبة 23% من مستويات ما قبل الوباء.
وشهد يوم الخميس البنك المركزي الأوروبي إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير على الرغم من مستويات التضخم القياسية في جميع أنحاء منطقة اليورو. مع ذلك، قام بنك إنجلترا برفع أسعار الفائدة في أول ارتفاع متتالي لأسعار الفائدة منذ عام 2004. وانخفضت البورصات الأوروبية الرئيسية، بما في ذلك مؤشر كاك الفرنسي وداكس الألماني، إلى المنطقة السلبية، الجمعة، حيث انخفض المؤشر الألماني بنسبة 1.8%.
قاوم البنك المركزي الأوروبي الضغط لرفع أسعار الفائدة في وقت شهد تضخماً غير مسبوق، حيث سجلت القراءة الأخيرة مستوى قياسياً بلغ 5.1% الشهر الماضي. قالت كريستين لاجارد، رئيسة البنك المركزي، يوم الخميس إنه على الرغم من أن التضخم من المرجح أن يظل مرتفعاً لفترة أطول مما كان يعتقد سابقاً، إلا أن البنك المركزي الأوروبي يتوقع أن يتراجع طوال عام 2022.
في غضون ذلك، قال محافظ بنك إنجلترا أندرو بيلي يوم الخميس: إنه من المحتمل أن يحتاج بنك إنجلترا إلى رفع أسعار الفائدة مرة أخرى، بعد رفع سعر الفائدة الرئيسي إلى 0.5% في محاولة لاحتواء التضخم المتصاعد، الذي وصل إلى أعلى مستوى في 30 عاماً في المملكة المتحدة، في يناير.
يقيّم المستثمرون أيضاً البيانات الاقتصادية الجديدة من القارة. شهدت مبيعات التجزئة في منطقة اليورو انخفاضاً شهرياً بنسبة 3% في ديسمبر، لكنها ارتفعت بنسبة 2% عن العام السابق.
أظهرت بيانات، الجمعة أن الطلبيات الصناعية الألمانية نمت بنسبة 2.8% في ديسمبر مقارنة بالشهر السابق، بينما شهدت فرنسا انكماشاً في الإنتاج الصناعي بنسبة 0.2% بين نوفمبر وديسمبر.
وارتفعت أسهم شركتي النفط العملاقتين «بي بي» و«شل» على حد سواء بأكثر من 3%.
في الطرف الآخر تراجعت شركة ميدتك أدلايف السويدية بنسبة 26.3%، على الرغم من أنها سجلت نمواً بنسبة 59% في أرباحها لعام 2021. وأعلنت الشركة الخميس أن رئيسها التنفيذي سيتنحى هذا العام.

الأسهم الآسيوية

ارتفعت الأسهم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ يوم الجمعة حيث تجاهل المستثمرون في المنطقة خسائرهم الفادحة خلال الليل في وول ستريت التي شهدت هبوط مؤشر ناسداك بنسبة 4% تقريبا. وقاد مؤشر هانج سينج في هونج كونج المكاسب بين الأسواق الرئيسية في المنطقة، حيث ارتفع بنسبة 3.24% ليغلق عند 24573.29 نقطة، مع ارتفاع أسهم HSBC بنسبة 4.99% بينما قفز ستاندرد تشارترد بنسبة 4.83% بعد أن أعلن بنك إنجلترا يوم الخميس عن رفع سعر الفائدة للمرة الثانية على التوالي.
وعادت الأسواق في هونج كونج للتداول يوم الجمعة بعد أن أغلقت معظم هذا الأسبوع بسبب عطلة رأس السنة القمرية الجديدة. في البر الرئيسي للصين، بقيت الأسواق مغلقة يوم الجمعة بسبب العطلات. وفي في كوريا الجنوبية، قفز مؤشر كوسبي بنسبة 1.57% ليغلق عند 2750.26 نقطة. 

الأسهم اليابانية

ارتفع مؤشر الأسهم اليابانية بعد استراحة منتصف تعاملات اليوم الجمعة، عاكسا اتجاهه بعد جلسة صباحية فاترة، لينهي اليوم بمكاسب قوية أوقفت تراجعا على مدى أربعة أسابيع متتالية.
وأغلق المؤشر نيكاي التعاملات على ارتفاع 0.73 في المئة مسجلا 27439.99 نقطة. وعلى مدى الأسبوع، سجل زيادة نسبتها 2.71 في المئة، وهو أفضل أداء منذ منتصف أكتوبر تشرين الأول وذلك بعدما اقتفى أثر تحركات الأسهم في الأسواق العالمية التي علت بعد إعلان الشركات عن مكاسب جيدة بشكل عام وفي مقدمتها الشركات الأمريكية.
وتأثر المتعاملون إيجابا بانتعاشة في التعاملات الآجلة في وول ستريت بدعم مكاسب قوية حققتها شركة أمازون، وهو ما طغى على المخاوف من علو التضخم وتشديد سياسات البنوك المركزية حول العالم.
وظل القطاع المالي الأفضل أداء على المؤشر نيكاي وقفزت أسهم شركاته 0.90 في المئة بعد توقعات بزيادات أكبر في أسعار الفائدة مما رفع عائد السندات وعزز آفاق التوقعات المتعلقة بالعائدات.
وكانت شركات التكنولوجيا ثاني أفضل القطاعات أداء إذ تقدمت بنسبة 0.76 في المئة. وزاد سهم كونامي القابضة للألعاب الإلكترونية 11.71 في المئة بعد تقرير مشجع عن الأرباح، وهو ما جعلها الأفضل أداء من حيث زيادة النسبة المئوية على مؤشر نيكاي. وزاد سهم نينتندو 3.62 في المئة وعملاق الرقائق طوكيو إلكترون 1.52 في المئة.
وكانت شركة فاست ريتيلينج المشغلة لمتاجر يونيكلو أكبر رابح على المؤشر من حيث النقاط وسجلت ارتفاعا بنسبة 3.56 في المئة.
وزاد المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.55 في المئة وأغلق على 1930.56 نقطة، لتبلغ نسبة مكاسبه خلال الأسبوع 2.86 في المئة. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"