عادي
وجه الشكر إلى محمد بن زايد وشيخ الأزهر و قداسة البابا فرانسيس

نهيان بن مبارك: إكسبو دبي في حقيقته تجسيد حي لقيم ومبادئ الأخوة الإنسانية

20:33 مساء
قراءة 7 دقائق
3
3
3

قال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش إن تنظيم مهرجان الأخوة الإنسانية و الطاولة المستديرة حول الأخوة الإنسانية والتحالف العالمي من أجل التسامح في إكسبو 2020 دبي يبعث برسالة مهمة للعالم أجمع نعلن من خلالها أن إكسبو في حقيقته هو تجسيد حي لقيم ومبادئ الأخوة الإنسانية حيث تنبعث روح التسامح والقيم الإنسانية المثمرة من كافة أنشطته، إضافة إلى أن جميع الأنشطة تستهدف التغلب على أي خلافات من أي نوع تعزو إلى الفصل بين الثقافات والأديان والجنسيات.

جاء ذلك خلال كلمة توجه بها إلى القامات الدولية والشخصيات العالمية المشاركة في الجلسة الرئيسية وجلسة المائدة المستديرة لمهرجان الأخوة الإنسانية، الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، وحضور فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف والكاردينال ميجيل أيوسو جيكسو رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان عضو اللجنة العليا، و جميلة بنت سالم مصبح المهيري وزيرة دولة لشؤون التعليم العام و حصة بنت عيسى بو حميد وزيرة تنمية المجتمع والمستشار محمد عبد السلام أمين عام اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، و عفراء الصابري المدير العام بوزارة التسامح والتعايش.

وأكد أن جميع الأنشطة في هذا المكان موجهة نحو الحوار والاحترام والتعاطف والتحضر والتعددية، وجميعها تبرز أهمية عمل جميع الشعوب حول العالم جنباً إلى جنب لصالح البشرية جمعاء.

وأضاف أن تنظيم هذا المهرجان والطاولة المستديرة هنا في إكسبو يؤكد بوضوح أن فهمنا للقيم الأساسية التي تتضمنها الأخوة الإنسانية من تسامح وتعاون وتعايش يحتم علينا جميعاً الالتزام بالعمل المشترك وبالتعاون مع شركائنا المحليين والدوليين لتطوير سبل تعزيز إدراكنا لهذه القيم ونقصد بذلك ترجمة الأخوة الإنسانية إلى أفعال لأننا ندرك أن من أهم متطلبات الأخوة الإنسانية فهم وإدراك الإنسانية المشتركة للشعوب حول العالم.

وقال إن اليوم العالمي للأخوة الإنسانية في الإمارات العربية المتحدة يذكرنا بالإعلان التاريخي عن وثيقة الأخوة الإنسانية في أبوظبي عام 2019، حيث قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بدور مؤثر في دفع الأمم المتحدة لإعلان الرابع من فبراير يوماً عالمياً للأخوة الإنسانية وهو تاريخ إعلان وثيقة الأخوة الإنسانية ونحن في الإمارات نلتزم بنشر التسامح والسلام والتعايش والأخوة الإنسانية وجعلها عناصر راسخة في مجتمعنا ومشاركتها مع العالم أجمع، ونفخر اليوم بانضمام قادة الأخوة الإنسانية والتعايش السلمي حول العالم إلينا للاحتفال باليوم العالمي للأخوة الإنسانية ويشرفنا حضور نماذج بارزة للأخوة الإنسانية على الصعيد العالمي والمشاركين المتميزين في الطاولة المستديرة ونرحب بهم جميعاً.

ووجهه الشيخ نهيان باسم الجميع الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وفضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية

لما بذلوا ولا يزالون من جهود مخلصة لإطلاق «إعلان أبوظبي التاريخي للأخوة الإنسانية» إلى العالم ومنحنا فرصة هذا اللقاء اليوم.

وأعرب الشيخ نهيان بن مبارك عن سعادته بحضور توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة التسامح والتعايش واللجنة العليا للأخوة الإنسانية والتي من شأنها المساهمة في تعزيز التعاون المحلي والدولي في مجال التعليم والبحوث وبرامج رفع الوعي والفعاليات والأنشطة حول الأخوة الإنسانية.

و أشاد بالتعاون الدولي لتعزيز مكانة التحالف العالمي للتسامح الذي تم إطلاقه منذ بضعة أشهر من الإمارات خلال الاحتفالات باليوم العالمي للتسامح في نوفمبر الماضي، مؤكداً أن المناقشة التفصيلية لهذا التحالف من خلال الطاولة المستديرة التي يشارك فيها الجميع عقب هذه الجلسة تطلب عملاً دؤوباً من كافة الشركاء لتفعيل دور التحالف على أرض الواقع.

و قال إنه من خلال عملنا معاً على تحقيق هذه الأهداف نتطلع إلى الحصول على النتيجة النهائية ممثلة في تعزيز احترام الأديان والثقافة والتنوع العرقي ومحاربة التطرف والعنصرية وكراهية الأجانب.. كما يتطلب مستقبل العالم بذل أقصى ما لدينا من جهد لمحاربة أيديولوجيا التطرف ومنع الوقوع تحت تأثير التطرف العنيف ورفض التطرف لاسيما تمكين الشباب من التعامل مع الأفكار العنيفة والسلوك المعادي المجتمعي.

و أعلن أن العالم بحاجة إلى ثلاثة مكونات أساسية على الأقل للنجاح في هذ المطلب العالمي، تتمثل أولاً في وجود قيادة تحظى بقدر كبير من الأهمية مع توفير هذه النوعية من القادة على جميع المستويات محلياً وعالمياً ممن يؤمنون بقوة بأهمية الأخوة الإنسانية وتعزيزها فعلياً، وثانياً: تضمين الأفعال الداعمة للأخوة الإنسانية في الحياة اليومية لمجتمعاتنا لأن المجتمعات الناجحة هي التي تمكن أفرادها من الاحتفاء بتنوعها علناً وبثقة وأمان، تماماً كما نفعل اليوم، وثالثاً: سن القوانين واللوائح التي تحظر نشر عدم التسامح والتعصب الأعمى والتطرف والتي تعمل سريعاً على التخفيف من حدتها وتجنبها حال ظهورها، وقال: «علينا العمل جنباً إلى جنب عالى إرساء هذه الخصائص في جميع دول العالم».

و عبر عن أمله في أن تحقق نقاشات الطاولة المستديرة أهدافها وقال: يجب أن يؤمن الجميع بأنه بما أننا نفهم ونحترم ونقدر بعضنا بعضاً فنحن نحيا معاً في سلام، ونستمع للآخر و نتبادل الحوار، وفي ضوء اهتمامنا الفعلي بمصلحة الجنس البشري ورفاهيته، وبهذا المنطق فإننا سنستمر في الاحتفال باليوم العالمي للأخوة الإنسانية في كل يوم من أيام السنة، متمنياً للجميع الاستمتاع بالمهرجان الوطني للأخوة الإنسانية في الإمارات العربية المتحدة الذي يحتفي بالتزامنا بالسلام والوئام والازدهار حول العالم.

و رحب بجميع الشخصيات المشاركة في مهرجان الإمارات للأخوة الإنسانية والطاولة المستديرة والذي أصبح تقليداً سنوياً لوزارة التسامح والتعايش احتفاء باليوم العالمي للأخوة الإنسانية.

من جانبه أكد الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف في كلمته، أن توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية على أرض الإمارات أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنها بلد التسامح والأخوة الإنسانية، موضحاً أن انتشار لجان تعرف ب«لجان التسامح» في جميع مؤسساتها يدل على أن التسامح والقيم في هذا البلد أصبحت واقعاً يلمسه الجميع بمختلف توجهاتهم وأديانهم وانتماءاتهم.

و أوضح الضويني أن وثيقة الأخوة الإنسانية تضمنت قيماً نبيلة نصت عليها الشرائع السماوية كافة حيث دعت إلى إعلاء قيم التعارف والعيش المشترك وأكدت حق الإنسان في الحرية المسؤولة سواء في العقيدة أو الفكر أو التعبير أو الممارسة وأرست آداب التعامل في ظل التعددية والاختلاف في الدين واللون والجنس والعرق واللغة، موضحاً أن هذه الوثيقة نادت بإقامة العدل المبني على الرحمة بالحوار والتفاهم، ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر، وهي جميعاً مبادئ توفر للبشر كل مقومات الحياة الكريمة وتصل الإنسانية بهذه القيم النبيلة إلى كل خير، مثمناً دور هذا المهرجان في تعزيز هذه القيم.

وبين الضويني أن توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية فتح الأبواب لإعادة النظر في القواعد التي تنظم العلاقات بين أتباع الأديان والعقائد بما يضمن الكرامة الإنسانية ولا يقضي على الهويات، وأضاف: وإذ نحتفل اليوم باليوم العالمي للأخوة الإنسانية الذي يخلد ذكرى توقيع هذه الوثيقة فإننا نؤكد أن العالم الآن في حاجة إلى جهد صادق وفاعل من أجل الإنسانية في كل مكان،مشيداً بالجهود التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا الصدد.

وثمن الجهود المخلصة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد في دعم وتعزيز قيم الأخوة الإنسانية محلياً وإقليمياً وعربياً ولعل توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية كان أحد ثمار هذه الجهود.

من جانبه عبر الكاردينال ميجيل أيوسو جيكسو عن عميق شكره و تقديره لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد و شيخ الأزهر والبابا فرانسيس لجهودهم المقدرة من أجل أن تخرج وثيقة الأخوة الإنسانية كحدث تاريخي إلى النور ومن أجل أن نحتفل ويحتفل العالم معنا باليوم العالمي للأخوة الإنسانية الذي يؤكد قيمة الوثيقة وأهميتها من أجل تعزيز الحقوق الإنسانية وصناعة المستقبل.

و ذكر الكاردينال أن وثيقة الاخوة الإنسانية هي التزام يومي ودائم بأن نعمل من أجل خير الإنسانية والسلام وإصلاح عالمنا الذي يواجه تحديات ضخمة تؤثر فينا جميعاً، كما تمنحنا الوثيقة فرصة لبناء الثقة وتشييد جسور التعاون والتعارف والتواصل بين الجميع على اختلاف توجهاتهم وشرائعهم وجنسياتهم، كما أن الوثيقة تمكننا من مواجهة التعصب والكراهية والعنف حول العالم، ولعل جائحة كورونا وسعي العالم لكي تعمل دوله وشعوبه معاً لمواجهة الجائحة يؤكد لنا أن الحوار والعمل المشترك هو السبيل الوحيد للنجاة والأمن والسلام العالمي.

من ناحيته قال المستشار محمد عبدالسلام إن كل مرة يجتمع فيها قادة الأديان من ممثلى كل المعتقدات والمناطق تزداد القناعة بوجود مساحة كبرى جداً من المشتركات الإنسانية بين هذه الأديان، ما يمثل مصدر قوة كبرى يمكن البناء عليها لمواجهة التطرف وخطابات الكراهية والتمييز والعنصرية والتصدى للنزاعات الدولية لتحقيق السلام والتعايش فى المجتمعات وبين الأمم.

من جهة أخرى حفلت جلسة الطاولة المستديرة بنقاشات ورؤى مثمرة تتعلق بتفعيل دور التحالف العالمي للتسامح وتعزيز القيم التي يقوم عليها بين أمم وشعوب العالم.

تحدث في هذه الجلسة شخصيات عالمية بارزة وفاعلة ومؤثرة من مختلف قارات العالم منهم جاستن ماكجوان المفوض العام لأستراليا إكسبو 2020 دبي، وأولي جوهان ساندفاير المفوض العام للنرويج، وباولو جليسنتي المفوض العام لإيطاليا، وسيفيري كينالا المفوض العام لفنلندا ثم الدكتورة دينا عساف منسق الأمم المتحدة المقيم لدولة الإمارات العربية، والقس الدكتور إيوان سوكا الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي عضو اللجنة العليا للأخوة الإنسانية والحاخام ديفيد شلومو روزين المدير الدولي للشؤون الدينية باللجنة اليهودية الأمريكية، وإيرينا بوكوفا المدير العام السابق لليونيسكو- عضو اللجنة العليا للأخوة الإنسانية.

تناولت الجلسة التفاعلية بين كافة المشاركين والحضور الذين تابعوا الحوارات.. ثلاثة موضوعات رئيسية، كان أولها التسامح كتعريف وقيمة وأهمية وهو الجزء الذي ركز على دور الإمارات ووزارة التسامح في إعلاء قيم التسامح وتعريفه والوصول به إلى كافة فئات المجتمع، أما الجزء الثاني فانتقل إلى دور التسامح وأهميته على المستوى العالمي بين مختلف الشعوب والأديان والأجناس وقدرته على تعزيز الأمن والاستقرار والسلام العالمي ومواجهة كافة الأفكار القائمة على التعصب والتطرف والعنف والكراهية، أما المحور الثالث فركز على استشراف رؤية كافة المشاركين حول آليات العمل في المستقبل وخلال عام 2022 على وجه الخصوص فيما يتعلق بدور التحالف العالمي للتسامح.

وضمت أنشطة المهرجان أيضاً حفلاً شهد توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة التسامح والتعايش واللجنة العليا للأخوة الإنسانية وقعتها عفراء الصابري المدير العام بوزارة التسامح والتعايش عن الوزارة والمستشار محمد عبد السلام الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية عن اللجنة من أجل التعاون بينهما، وشهد التوقيع الشيخ نهيان بن مبارك و الدكتور محمد الضويني والكاردينال ميجيل أيوسو جيكسو وأعضاء اللجنة العليا للأخوة الإنسانية.

و تركز المذكرة على تفعيل التعاون المشترك بين الجانبين في مجالات التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية سواء على الصعيد المحلي أو العالمي والتعاون في تنظيم المبادرات والفعاليات والبرامج التي تخدم تلك الأهداف على مدار العام.

من جهة أخرى وجه كل من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وقداسة البابا فرانسيس كلمة متلفزة إلى مهرجان الأخوة الإنسانية وجلسة الأخوة الإنسانية والتحالف العالمي للتسامح.

(وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"