عادي
يتوزع على فترات تاريخية مؤثرة

الأدب الصيني المعاصر.. وجبة ثقافية دسمة

00:12 صباحا
قراءة دقيقتين
2501

يقسم كتاب «تاريخ الأدب الصيني المعاصر» تحرير البروفيسور هونج تشي تشينج الذي ترجمه إلى العربية د. رشا كمال ود. أحمد السعيد، الأدب الصيني في القرن العشرين إلى «أدب حديث» و«أدب معاصر». ووفقاً لهذا التقسيم، يشير الأدب الصيني الحديث إلى الأدب حتى نهاية الأربعينات من القرن الماضي، أما «الأدب المعاصر» فيشير إلى الأدب الصيني بعد فترة الخمسينات أو بعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية.

وقد ظهر مصطلح «الأدب المعاصر» في الصين لأول مرة في أواخر الخمسينات من القرن الماضي، وعلى الرغم من ذلك لم يستخدم من الدوائر الأدبية، وانقسم النقاد ومؤرخو الأدب منذ الثمانينات في استخدام المفهوم، وشكك بعض الباحثين في «الطابع الأكاديمي» لهذا المفهوم وتساءلوا عن الانفصال بين «الأدب الحديث» و«الأدب المعاصر» وأكدوا ضرورة البحث عن مفاهيم أخرى، وطرق تقسيم أخرى بناء على الفهم العام للأدب الصيني في القرن العشرين.

ينظر بعض الباحثين إلى الأدب الصيني المعاصر بصفته الأدب الصيني الذي يحدث في سياق المجتمع الاشتراكي، ويتجنب هذا النوع من الفهم المعنى الأصلي لمفهوم الطبيعة الأدبية، ويستبدل الجودة الداخلية للأدب بالبيئة الاجتماعية والتاريخية التي يولد فيها الأدب.

يستمر هذا الكتاب في تبني مفهوم «الأدب المعاصر» مع الاهتمام بالوضع الفعلي لأبحاث في تاريخ الأدب، وعلى الرغم من أنه يمكن كذلك تغيير طريقة التقسيم الأدبي، فإنه يمكن اعتماد مفاهيم جديدة للفترات، ومنها مثلاً «الأدب الصيني في القرن العشرين» وهو المفهوم الذي استخدم على نطاق واسع، ومع ذلك فإن هذا ليس بديلاً بسيطاً للاسم والمرحلة.

يوضح الكتاب أن موضوع النقد يتمثل في أهم الحركات والظواهر الأدبية، وأن الإشكالية الأولى التي يمكن مواجهتها في هذا الموضوع، تتمثل في تحديد الظواهر واختيار أعمال الكتاب كموضوع للنقد، والدخول منها إلى «تاريخ الأدب» وعلى الرغم من أن الصفة الأدبية أو الجمالية، هي في النهاية تصنيف تاريخي فإنه من الصعب تحديد معناها بشكل أساسي، حيث أن «المقياس الجمالي» أي قياس «التجربة الفريدة» للعمل وبراعة التعبير، مازال يوضع في المقام الأول.

لكن هذا الكتاب لا يلتزم بهذا المعيار بشكل ثابت ومطلق، كما أن بعض الظواهر الأدبية المهمة، المتولدة من أشكال الفن المعاصر والنماذج النظرية، تحظى أيضاً باهتمام مماثل، نظراً لتأثيراتها الواسعة أو آثارها المهمة المتبقية في تطور الأدب، لذلك يتناول الكتاب ظواهر أدبية مهمة مثل «أدب السبعة عشر عاماً» و«أدب الثورة الثقافية» ويطرح بعض الملاحظات الجديدة حولها.

بالنسبة للإبداع الأدبي يأخذ هذا الكتاب القصائد والروايات والمسرحيات والنثر التقليدي كموضوعات رئيسية، ولأسباب مختلفة لا يركز على الأدب الوثائقي وأدب السيرة الذاتية وأدب الأطفال وأدب السيناريو، وأدب الخيال العلمي، وغيرها من الأنماط، لكن هذا لم يمنع تضمين هذه الأنماط داخل الكتاب عند مناقشة قضايا مثل التغيرات في خصائص الأنماط في سياقات تاريخية مختلفة، وكذلك التغيرات في حدود تلك الأنماط، والاختراقات التي تحدث فيها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"