الإمارات بلد الأمن والأمان

00:59 صباحا
قراءة 3 دقائق

محمد خليفة

الأمن ضرورة من ضرورات الحياة، ولا يمكن الاستمتاع بأية ضرورة أو نعمة أخرى إلا في ظلال تلك النعمة الكبرى، لذا فهو غاية تسعى إليها جميع المجتمعات البشرية، الكبيرة منها والصغيرة، الغنية منها والفقيرة، مهما كانت درجة تحضرها أو بداوتها الكل يلهث خلف الآمن يستظل بظلاله، كي ينعم بثماره.

 وتعتبر دولة الإمارات شاهداً حاضراً على تطبيق استراتيجية الأمن، بمفهومه الشامل، على مستوى العالم أجمع، وذلك بفضل قيادتها الرشيدة التي قدمت، ولا تزال تقدم، الكثير لشعبها، وتعدّى ذلك العطاء ليشمل كافة المقيمين على أرض الإمارات.

وتختلف صور العطاء فمنها ما هو مادي ملموس، ومنها ما هو معنوي لكنه محسوس. حيث يتمثل العطاء المادي في التوزيع العادل للثروة على كافة المواطنين من خلال طرق وأساليب مختلفة يدركها كل أبناء الإمارات، وكذلك متابعة خطط التنمية الاقتصادية؛ بما جعل الإمارات أسرع الأسواق الناشئة نمواً عبر العالم، ما انعكس على شعب الإمارات والمقيمين على أرضها، في صور متنوعة منها: مشاريع صغيرة مربحة، توفر العديد من فرص العمل، تنوع البضائع، تعدد صور الاستثمار، وغيرها من المشاريع التي استوعبت الجميع من مواطنين ومقيمين. وهذا ما جعل الإمارات مقصداً ليس للباحثين عن فرص العمل من مختلف مناطق العالم فحسب؛ بل منارة لكبرى الشركات العالمية الكبرى، التي اتخذت من الإمارات ركيزة تنطلق منها إلى الأسواق العربية والأسيوية. وقد تتوج هذا باختيار دبي لتنظيم معرض إكسبو العالمي، حيث تتلاقى العقول المبدعة، تتحقق الفرص الواعدة، ويحظى المستثمرون بالفرص الجادة لتحقيق أحلامهم على أرض الأمارات.

 أما الشق الثاني من العطاء، وهو العطاء المعنوي، فيتمثل في سن القوانين والتشريعات التي تحفظ لأتباع مختلف الأعراق والأديان حرياتهم الدينية والدنيوية، حيث تم السماح لممثلي الديانات المختلفة بافتتاح الكنائس والكنس والمعابد على أرض الإمارات، كما تم سنّ قانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين، والذي يتضمن الزواج المدني الذي يوفر الأرضية المناسبة لتحقيق الطمأنينة الكاملة في المجتمع. وبسبب الرضا العام فقد بات الأمن هو القاعدة، فالكل يعرف واجبه والكل يحترم غيره، والكل يعيش وفق النمط الذي يناسبه. وفي تقرير لمؤسسة «جالوب» للأمن والنظام 2021 فقد حققت الإمارات المركز الأول على مستوى العالم، في تجوال السكان ليلاً بمفردهم.

 لا شك أن كل من عاش على أرض الإمارات، أو زارها ولو زيارة قصيرة يدرك أن الأمن والأمان حقيقة راسخة في دولة الإمارات، وتقرير «جالوب»، يكشف هذه الحقيقة فقط، ولكنه لا ينشئها. فهو يقدم صورة حقيقية عن طبيعة الحياة في دولة الإمارات لمن لم ير دولة الأمارات، أو يعش على أرضها، فطبيعة الحياة فيها قائمة على الحرية التي لا إكراه فيها من قبل أحد، سواء أكان فرداً عادياً أو موظفاً حكومياً، الكل سواء لهم نفس الحقوق، وعليهم نفس الواجبات.

 وتنبع مصداقية هذا التقرير من طبيعة الأسئلة التي يطرحها، حيث يطرح عدة أسئلة على عينة عشوائية من البشر، من مدينة أو منطقة في دولة معينة، لقياس مدى شعورهم بالأمن الشخصي وتجاربهم الشخصية مع الجريمة وإنفاذ القانون، في المدينة أو المنطقة التي يعيشون فيها، والأسئلة التي يتم طرحها هي: هل لديك ثقة في قوة الشرطة المحلية؟ هل تشعر بالأمان وأنت تمشي بمفردك ليلاً في المدينة أو المنطقة التي تعيش فيها؟ خلال الاثني عشر شهراً الماضية، هل تمت سرقة أموال أو ممتلكات منك أو من أحد أفراد أسرتك؟ خلال الاثني عشر شهراً الماضية، هل تعرضت للاعتداء أو السرقة؟.

 والواقع أن إجماع من تم أخذ رأيهم، من مواطنين أو مقيمين في دولة الإمارات، على حقيقة واحدة يدل بلا أدنى شك على أن الإمارات تمثل واحة العيش الكريم في المنطقة والعالم، وهي أمٌّ لجميع من يعيش فيها. وكما علق على هذا التقرير صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، قائلاً:«إذا تجولت المرأة في الإمارات بمفردها في أي ساعة من ليل أو نهار دون خوف، فاعلم أنها في الإمارات».

 إن من أبرز المكتسبات التي تحققت لنا في هذه البلاد هو نعمة الأمن؛ فالأمن الشامل أوجد الأساس الأول للاستقرار الذي قاد إلى تحقيق التنمية، وامتلاك متطلبات الحياة الكريمة والأمن. هذه النعمة، التي نستظل بظلالها الوارفة، والتي ترسخت لدينا من خلال تطوير دعائمه وبلورة مفاهيمه، هي رسالة الإمارات إلى العالم.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب إماراتي، يشغل منصب المستشار الإعلامي لنائب رئيس مجلس الوزراء في الإمارات. نشر عدداً من المؤلفات في القصة والرواية والتاريخ. وكان عضو اللجنة الدائمة للإعلام العربي في جامعة الدول العربية، وعضو المجموعة العربية والشرق أوسطية لعلوم الفضاء في الولايات المتحدة الأمريكية.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"