عادي
التحكم في نوعية ووقت المواضيع المطروحة

بشار نجار: الإقبال يتزايد على «البودكاست» عربياً

00:29 صباحا
قراءة 3 دقائق
26

دبي: زكية كردي
«البودكاست» إحدى منصات الإعلام الجديد، والتي تعتبر النسخة الرقمية للراديو، وهو إحدى قنوات الإعلام التقليدي، كما يعرفه لنا بشار نجار، شريك مؤسس «رايزينج جيانتس نيتورك»، الذي يخبرنا عن ميزات هذه المنصة، وخصوصيتها في العالم العربي من خلال تجربته التي نضجت عبر سنوات من العمل على وضع أساسات في هذا القطاع الجديد، كما نقرأ في السطور التالية.

ميزة «البودكاست»وهو الأمر الموجود عموماً في كل منصات الإعلام الرقمي، وهو أن المتلقي هو من يختار ما يناسبه في الوقت الذي يناسبه، فخصوصية «البودكاست» في العالم العربي تتمثل في توفير مساحة كبيرة للمحتوى الإبداعي مفتوحة لكل من يرغب في المساهمة فيها وإثراء المحتوى الصوتي باللغة العربية، ويتزايد الاهتمام بها، كما يؤكد نجار، ويقول: البودكاست منصة سمعية، ولديها جمهورها الذي يرتبط بها في لحظات معينة من يومه أو حتى خلال روتين معين من يومه، حيث يصبح تركيزه منصباً على حاسة الاستماع فقط، وهذا كافٍ لبناء علاقة وطيدة بين المقدم والمستمع أقرب للصداقة لا يشاركهما فيها أحد طوال مدة الاستماع، وهذا ما يميز هذه التجربة الفريدة.

وتتعدد أهداف «البودكاست» كما يوضح نجار مفترضاً أن أبرزها أن يكون منصة للرفد المعلوماتي والمعرفي الذي يمكن الاستفادة من محتواه والتعلم منه في أي مكان أو زمان، خلال تنفيذ المهام المنزلية على سبيل المثال، أو عند ممارسة الرياضة أو القيادة وغيرها من النشاطات اليومية وهو ما لا توفره ميزة إمكانية قراءة الكتب أو التعلم.

أما حيال أبرز الفروقات الرئيسية بين «البودكاست» والإذاعة فيشير نجار إلى أن المدونات الصوتية لا تمتاز بمباشرة البث ما يتيح الفرصة لمنتجي المحتوى الصوتي لإنتاج مادة معلوماتية ثرية عبر إضافة مؤثرات صوتية ولقاءات تضفي ميزة الإبداع على المادة قبل أن تصل إلى المستمع، أما الفرق الثاني فيتمثل في كون برامج الإذاعات محدودة ومقيدة من حيث «الضيوف، الوقت، المضامين»، أما في «البودكاست» فبإمكان صانع المحتوى أن يتحكم في نوعية المواضيع المطروحة والوقت، فقد يتسع المجال لتمتد حلقة واحدة إلى 3 ساعات متواصلة حول أي موضوع مع أي ضيف ما يضفي ميزة التنوع والإبداع على المحتوى.

وعن المعايير التقنية لنجاح هذه الصناعة في العالم العربي، يوضح نجار: هذا الأمر مرتبط بدراسة كل سوق ومعرفة احتياجاته، والتعمق في فهم السوقين العربي والغربي على حد سواء لتقديم محتوى ثري للمستمع، لكن هناك بعض النصائح التي بإمكانها مساعدة صانع المحتوى العربي: بداية على صانع المحتوى أن يعرف أن البودكاست عبارة عن رحلة طويلة تتطلب الالتزام والاستدامة في نشر المواد للوصول لأكبر عدد من الجمهور، لذلك عليه ألا يحبط أو يشعر بالرغبة في التراجع إذا لم يجد التفاعل المتوقع، الأمر الآخر يتعلق بالوضوح في طرح المواضيع وتجنب تناول المضامين الغامضة بهدف جذب المهتمين، وأخيراً عليه الاهتمام بجودة المحتوى المقدم من حيث البحث والكتابة والصوت عالي الجودة.

الجانب التقني

يضيف نجار: «البودكاست» صناعة رغم حجم الاهتمام الحالي بها إلا أنها ستشهد اهتماماً أكبر في ظل اعتماد الأفراد على الجانب التقني في كامل لحظات حياتهم، لأنها تمنح الشباب العربي فرصة التعبير عن أنفسهم واستكشاف كوامن إبداعهم الخفية وتمنحهم الثقة بذواتهم، وكلما زادت التوعية بثقافة التدوين الصوتي ارتفع الإقبال عليه.

ويصف نجار تجربته في هذا المجال بأنها تجربة مثيرة للاهتمام بدون شك، ورحلة شيقة يخوضها لإنتاج كل حلقة من حلقات «البودكاست»، مؤكداً أن الأمر لا يعتمد بداية على العائد المادي، ويقول: يبدأ الأمر بصناعة اسم يثق به المتلقي وعمل مواد احترافية فريدة من نوعها، وبعد ذلك تكون أنت محط الأنظار، ولكن هناك أكثر من طريقة للحصول على عائد مادي أهمها الإعلانات والرعاية التي يعلن عنها مقدم المحتوى أو يتم بثها مسجلة خلال تقديم المحتوى، كما أن هناك أسلوباً رأينا أمثلة عديدة له في أمريكا عندما تم الاستحواذ على برنامج بود كاست كامل وهو «جو روجن اكسبيرنس» من قبل شركة «سبوتي فاي» بقيمة 190 مليون دولار سنة 2020 وشرائه وعرضه حصرياً على تطبيقهم.

عن تطلعاته للمستقبل في هذا التخصص، يرى أنه مستقبل مبهر بلا شك وسيشهد إقبالاً كبيراً من قبل الجمهور العربي من صناع المحتوى والمستمعين على حد سواء.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"