عادي

ثلاثة مصائر تنتظر البشرية

22:38 مساء
قراءة 3 دقائق

القاهرة: الخليج

من المؤكد أن البشرية سوف تواجه يوماً ما حدثاً من نوع ما، على مستوى الانقراض، لكن هل نحن – كما كان أسلافنا – ستكون لدينا العزيمة والإصرار لكي ننجو بل ونزدهر؟ هذا السؤال وغيره من أسئلة، يجيب عنها الفيزيائي الأمريكي من أصل ياباني ميتشيو كاكو في كتابه «مستقبل البشرية.. استصلاح المريخ والسفر بين النجوم والخلود.. مصيرنا خارج الأرض» والذي ترجمه حمدي أبو كيلة.

يرى الكتاب أننا لو تفحصنا كل أشكال الحياة التي وجدت على الأرض، من البكتيريا الميكروسكوبية إلى الغابات الضخمة، والديناصورات الثقيلة، والبشر المغامرين، سوف نجد أن أكثر من 99% منها أصبحت منقرضة في النهاية، وهذا يعني أن الانقراض هو القاعدة؛ حيث إن الصعاب مكدسة في مواجهتنا بشدة، عندما نحفر في الأرض تحت أقدامنا لكي نستكشف السجل الأحفوري، سوف نجد أدلة على الكثير من أشكال الحياة القديمة، حفنة صغيرة جداً منها، فقط لا تزال حية حتى اليوم، ملايين من الأنواع ظهرت قبلنا، عاشت حياتها تحت الشمس، ثم ذوت وماتت، تلك هي قصة الحياة.

بغض النظر عن مقدار ما قد نشهده من غروب الشمس الرومانسي الدراماتيكي، ورائحة نسائم البحر المنعشة، ودفء يوم صيفي، كل شيء سينتهي يوماً ما، وسوف يصبح الكوكب غير صالح لحياة الإنسان، سوف تنقلب الطبيعة علينا، كما انقلبت على كل أشكال الحياة التي انقرضت.

التاريخ الطويل للحياة على الأرض يبين أنه في مواجهة البيئة العدوانية، تواجه الكائنات حتماً واحداً من ثلاثة مصائر، فهي تستطيع أن تغادر تلك البيئة، أو تتكيف معها، وإلا سوف تموت، لكن إذا نظرنا إلى المستقبل البعيد سوف نواجه في النهاية كارثة كبيرة، لدرجة أن التكيف سوف يكون مستحيلاً عملياً، فإما أن نغادر الأرض، أو نفنى، لا يوجد طريق آخر.

هذه الكوارث حدثت مراراً وتكراراً في الماضي، وسوف تحدث حتماً في المستقبل، لقد شهدت الأرض بالفعل خمس دورات كبرى من الانقراض، تلاشى في كل منها ما يقرب من 90% من كل أشكال الحياة على الأرض، وكما يتحتم أن يعقب النهار الليل، سوف يأتي المزيد منها.

يوضح الكتاب أنه بمقياس عشرات السنين نحن نواجه تهديدات ليست طبيعية، لكنها من صنع أيدينا، إلى حد كبير، بسبب حماقتنا وقصر نظرنا، نحن نواجه خطر الاحترار، عندما ينقلب علينا الغلاف الجوي للأرض ذاتها، ونحن نواجه خطر الحرب الحديثة؛ حيث تنتشر الأسلحة النووية في بعض أكثر مناطق الأرض بعداً عن الاستقرار، نحن نواجه خطر الأسلحة الجرثومية أو المحمولة جواً، التي تستطيع أن تنتقل من خلال سعلة أو عطسة بسيطة، هذه تستطيع أن تمحو ما يصل إلى 98% من الجنس البشري، وفوق ذلك نحن نواجه تزايداً سكانياً يستهلك الموارد بمعدل جنوني.

إضافة إلى الكوارث التي نصنعها بأيدينا – كما يشير الكتاب – هناك أيضاً كوارث طبيعية لا نملك السيطرة عليها، بمقياس آلاف السنين، نحن نواجه بداية عصر جليدي جديد، فعلى مدى السنوات المئة ألف الماضية كان الكثير من سطح الأرض مغطى بما يصل إلى نصف ميل من الجليد الصلب، سطح الأرض المتجمد القاحل أدى بالكثير من الحيوانات إلى الانقراض، ثم من عشرة آلاف سنة كان هناك طقس أدى إلى ذوبان الجليد، هذه الفترة القصيرة من الدفء، نتج عنها الصعود المفاجئ في الحضارة الحديثة، واستغل البشر تلك الميزة لكي ينتشروا ويزدهروا، لكن هذا الازدهار حدث أثناء فترة تقع بين عصرين جليديين، ما يعني أنه من المتوقع أن نواجه عصراً جليدياً آخر في العشرة آلاف سنة القادمة، وعندما يحدث ذلك سوف تختفي مدننا تحت جبال الثلج.

يرى الكتاب أنه إذا كان هناك درس لنتعلمه من تاريخنا فهو أن البشرية عندما واجهت أزمات تهدد حياتها ارتفعت إلى مستوى التحدي، لكننا الآن ربما نواجه أكبر تحد على الإطلاق: أن نغادر حدود الأرض، ونحلق في الفضاء الخارجي، إن قوانين الفيزياء واضحة، وعاجلاً أو آجلاً سوف نواجه أزمة على مستوى الكوكب، تهدد وجودنا في الصميم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"