عادي
بوتين: الروابط بين البلدين اكتسبت طابعاً غير مسبوق

روسيا والصين تطلقان عهداً جديداً للعلاقات الدولية

01:36 صباحا
قراءة 4 دقائق
المباحثات الروسية الصينية برئاسة بوتين وشي(أ.ب)
الرئيس الصيني يستقبل نظيره الروسي في بكين (أ.ف.ب)
الرئيس الصيني يستقبل نظيره الروسي في بكين (أ.ف.ب)

وقع الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين ومضيفه الصيني شي جين بينج، أمس الجمعة، وثيقة مشتركة بين دولتيهما تحمل اسم «الإعلان المشترك بخصوص دخول العلاقات الدولية عهداً جديداً والتنمية المستدامة».

وشددت روسيا والصين في الوثيقة المشتركة التي تم إبرامها خلال اجتماع القمة المنعقد بين بوتين وشي في بكين، أمس الجمعة، على أن العالم يمر الآن بتغيرات واسعة النطاق،بما يشمل عمليات وظواهر مثل تعددية الأقطاب والعولمة الاقتصادية وبناء المجتمع المعلوماتي والتنوع الثقافي وتغير منظومة الحوكمة العالمية والنظام العالمي.

ولفتت الوثيقة إلى زيادة مدى ترابط دول العالم ببعضها البعض وتبلور نزعة جديدة تقضي بإعادة توزيع توازن القوى في العالم، مع زيادة الطلب بأن يتولى المجتمع الدولي الزعامة بما يخدم مصلحة التنمية السلمية والتدريجية.

الوضع الأمني

ذكرت الوثيقة أن بعض القوى التي تشكل أقلية على الصعيد الدولي تواصل الدفاع عن اتباع مناهج أحادية الجانب وتلجأ إلى سياسة القوة وتتدخل في شؤون دول أخرى، بما يضر بحقوقها ومصالحها المشروعة.

دعوة إلى تعزيز الحوار

ووجهت روسيا والصين نداء إلى كافة الدول لتعزيز الحوار والثقة المتبادلة وتعزيز التفاهم والدفاع عن القيم الإنسانية العامة، مثل السلام والتنمية والمساواة والعدالة والديمقراطية والحرية، واحترام حق الشعوب في تقرير سبل تطوير دولها، واحترام سيادة ومصالح الدول في مجال الأمن والتنمية، والدفاع عن المنظومة العالمية المبنية على دور الأمم المتحدة المركزي والنظام العالمي المبني على القانون الدولي، والعمل من أجل تحقق تعددية الأطراف الحقيقية، مع أداء الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي التابع لها دوراً مركزياً ومنسقاً في هذا الشأن، والإسهام في إحلال الديمقراطية في العلاقات الدولية وضمان إحلال السلام والاستقرار والتنمية المستدامة على الأرض.

ديمقراطيات

وأكد البلدان أن لدى كل شعب الحق في اختيار سبل إحلال الديمقراطية بناء على ميزات دولته وليس من حق أحد سوى هذا الشعب تقييم مدى ديمقراطية دولته.

واعتبرا أن محاولات بعض الدول فرض معايير ديمقراطية خاصة بها على بلدان أخرى تمثل إساءة للديمقراطية وتقوض النظام العالمي.

كما دعا البلدان المجتمع الدولي إلى ضمان توفير الشروط المتكافئة والعادلة والبعيدة عن أي تمييز للتنمية العلمية والتكنولوجية لكافة الدول.

الأمن وحدة متكاملة

وقال الزعيمان في الوثيقة إن الشعوب مرتبطة ببعضها البعض ولا يجوز لأي دولة ضمان أمنها على حساب أمن دول أخرى. وشددا على المجتمع الدولي أن يشارك بشكل ناشط في الحوكمة العالمية بغية ضمان الأمن العام المتكامل المستدام وغير القابل للتجزئة.

ودانت روسيا والصين الإرهاب بكافة أشكاله، وقدمتا فكرة تشكيل جبهة عالمية موحدة ضده مع أداء الأمم المتحدة دوراً رئيسياً فيها. وعارضتا استمرار تمدد حلف الناتو وتحثانه على التخلي عن المناهج الأيديولوجية التي تعود إلى حقبة الحرب الباردة، واحترام سيادة وأمن ومصالح الدول الأخرى. كما تعارضان تشكيل تحالفات مغلقة ومعسكرات متنافسة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وحث البلدان القوى النووية على تقليص الاعتماد على ترساناتها النووية في سياساتها الأمنية وسحب كافة أسلحتها النووية المنتشرة خارج حدودها.

ودعت موسكو وبكين الولايات المتحدة إلى التجاوب إيجاباً مع مبادرة الضمانات الأمنية الروسية والتخلي عن خططها لنشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وأوروبا. وأعرب البلدان عن قلقهما إزاء تطبيق الولايات المتحدة خططها لإنشاء منظومة الدفاع الجوي العالمية ونشر مكوناتها في مختلف مناطق العالم بالتزامن مع زيادة قدرات الأسلحة غير النووية عالية الدقة.

وشددا على ضرورة إطلاق التفاوض في أسرع وقت ممكن على توقيع اتفاقية متعددة الأطراف ملزمة قانونيا لمنع سبق تسلح في الفضاء.

واعتبرا الأنشطة البيولوجية العسكرية التي تمارسها الولايات المتحدة وحلفاؤها تشكل خطراً على أمنهما القومي. وطالبا الولايات المتحدة بالإسراع في تدمير ترسانتها الكيميائية.

وأعربت روسيا والصين، عن استعدادهما لتعميق التعاون في مجال الأمن المعلوماتي الدولي والإسهام في بناء فضاء آمن ومنفتح ومستدام لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

النظام العالمي

أكدت روسيا والصين التزامهما بالمبادئ الأخلاقية والمسؤوليات والدفاع بحزم عن النظام العالمي الذي تؤدي الأمم المتحدة دوراً مركزياً فيه.

وأعربتا عن تصميمهما على التصدي لمحاولات مراجعة نتائج الحرب العالمية الثانية وتقويض النظام العالمي الذي تم تشكيله بعدها وحماية سمعة الأمم المتحدة ومبدأ العدالة في العلاقات الدولية.

ودعتا إلى إنشاء علاقات دولية من نوع جديد مبنية على الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون متبادل المنفعة.

طابع غير مسبوق

وكان بوتين قد قال خلال لقاءه الرئيس الصيني في بكين إن العلاقات بين روسيا والصين اكتسبت طابعاً غير مسبوق، يدعم كل منهما تنمية وتطور الآخر.

وأضاف بوتين خلال اجتماعه مع شي جين بينج: «إن العلاقات بين روسيا والصين هي مثال جيد لبناء علاقات ثنائية جديرة بالاهتمام، فهي تساعد البلدين على التطور». وتابع: «بالنسبة لعلاقاتنا الثنائية، فهي تتطور بشكل تدريجي حقاً، بروح الصداقة والشراكة الاستراتيجية، وقد اكتسبت طابعاً غير مسبوق حقاً. وهي مثال على العلاقات الجديرة التي تساعد بعضها البعض على التطور، وفي نفس الوقت تدعم كل منهما».

من جهته قال الرئيس الصيني، إن الصين وروسيا تدعمان بقوة الجهود المبذولة لحماية مصالحهما الرئيسية في العالم.

وأضاف شي جين بينج أن الثقة المتبادلة السياسية والاستراتيجية بين بكين وموسكو مستمرة في النمو، منوهاً بأن الصين وروسيا، على الرغم من الجائحة، لا تزالان ملتزمتين بالتنمية المستدامة للعلاقات الثنائية. وأضاف: «الطرفان يدعمان بقوة الجهود المبذولة لحماية مصالحهما الأساسية. فالثقة السياسية والاستراتيجية المتبادلة آخذة في النمو. ولا يزال الطرفان ملتزمين بالأهداف الأساسية، ويبذلان جهوداً دؤوبة من أجل التنمية المستدامة للعلاقات الثنائية».

وأوضح الرئيس الصيني شي جين بينج، أن الصين وروسيا تعملان معاً لتطبيق تعددية حقيقية وتكون بمثابة دعامة لتوحيد العالم في التغلب على الأزمات.(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"