عادي

شولتس يزور واشنطن لتأكيد الدعم الألماني في أزمة أوكرانيا

18:56 مساء
قراءة 3 دقائق

برلين - (أ ف ب)

يقوم المستشار الألماني أولاف شولتس الذي يشتبه في أنه يجامل إلى حد ما روسيا، بزيارة الاثنين إلى واشنطن ستكون الأولى له منذ توليه منصبه وتشكل فرصة لإزالة الغموض حول دعم الحليف الألماني في الأزمة الأوكرانية.

وسيبحث الاشتركي الديمقراطي البالغ من العمر 63 عاماً وأصبح مستشاراً خلفاً لأنجيلا ميركل قبل شهرين، مع الرئيس جو بايدن عدداً من القضايا وخصوصاً الوضع المتوتر في أوكرانيا. ورأت مجلة دير شبيغل الألمانية الأسبوعية أنه على رئيس السلطة التنفيذية في ألمانيا أن يتوقع تأنيباً. وكتبت: «يمكننا أن نتوقع بالتأكيد أن يحث جو بايدن المستشار الألماني على أن يكون أكثر حزماً مع موسكو».

وأضافت أن بايدن «سيفهمه مرة أخرى أن خط أنابيب الغاز (نوردستريم2) سيموت إذا هاجم بوتين أوكرانيا».

وتحشد موسكو عشرات الآلاف من الجنود منذ أشهر عند حدود هذا البلد، وهذا ما رأى فيه الغربيون إشارة إلى عملية عسكرية كبيرة مقبلة. لكن روسيا تنفي ذلك.

«الألمان فقدوا عقلهم»

أثار أولاف شولتس جدلاً في الأسابيع الأخيرة بعدما أعلن رفضه تسليم أسلحة إلى أوكرانيا وامتنع عن توضيح موقفه بشأن مصير خط أنابيب الغاز المثير للجدل، قبل أن يوافق على إدراجه على لائحة أهداف الإجراءات الانتقامية في حال وقوع هجوم روسي. وألمانيا هي منذ فترة طويلة المروج الرئيسي لخط الأنابيب هذا الذي يزيد من القدرة على استيراد الغاز الروسي ويعتبر حيوياً لإمداد أكبر اقتصاد في أوروبا بالطاقة.

ويلقى هذا المشروع الذي أنجز لكن لم يتم تشغيله بعد، تأييداً داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي وفي المعارضة الألمانية أيضاً. ولم ينظر الحليف الأمريكي بارتياح إلى تصريحات متناقضة بشأن روسيا صدرت عن برلين. وقالت كونستانس شتلسنمولر من معهد بروكينغز للأبحاث لفرانس برس: إن هذه التصريحات سببت «خيبة أمل وانتقادات لاذعة في واشنطن».

وأضافت رئيسة مجموعة الدفاع البرلمانية، الليبرالية ماري أغنيس شتراك تسيمرمان: «في الولايات المتحدة الانطباع الذي نتج جزئياً عن ذلك هو أن الألمان فقدوا عقلهم». وتابعت أنه على أولاف شولتس «إصلاح الوضع والقول إن ألمانيا هي بالتأكيد شريك جدير بالثقة».

وضع حساس

وحاول المستشار الاشتراكي الديمقراطي الذي يقود ائتلافاً معقداً مع حزب الخضر والليبراليين، تصحيح الوضع في الفترة الأخيرة. وكرر عبر القناة التلفزيونية العامة أن روسيا ستدفع «ثمناً باهظاً جداً» في حال هاجمت أوكرانيا. وأعلن عن مشاركة أكبر في الجهود الدبلوماسية لتجنب الأسوأ في أوكرانيا، التي يهيمن عليها حتى الآن الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي.

وبعد الرئيس الفرنسي، سيزور شولتس بدوره كييف وموسكو في منتصف فبراير/ شباط. وضعت الأزمة الأوكرانية ألمانيا في موقف حرج؛ إذ إنها تعتمد كلياً على الولايات المتحدة في الحماية العسكرية. ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ظلت العلاقات عبر الأطلسي حجر الزاوية في سياستها الخارجية.

وقال يوهان فاديفول الخبير في القضايا الدولية في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ، لفرانس برس: إنه تلقى رسائل إلكترونية من واشنطن تؤكد فيها أنها «قلقة جداً بشأن السياسة الخارجية الألمانية».

إلى جانب اعتمادها على الغاز، تحافظ ألمانيا أيضاً على علاقات اقتصادية وثيقة مع روسيا، مما يدفعها إلى أن تكون أكثر حذراً بشأن العقوبات المحتملة ضد روسيا. وقالت ستيلتسنمولر: «إنه أمر مشروع لأن الاقتصاد الألماني سيدفع الثمن».

وخلال فترة حكمها التي دامت 16 عاماً عملت ميركل التي وُصفت ذات مرة بأنها «زعيمة العالم الحر» خلال ولاية دونالد ترامب المضطربة، على الحفاظ على علاقات جيدة مع الولايات المتحدة، لكنها لم تتردد في الدفاع بقوة عن مشروع «نوردستريم 2» والحوار مع فلاديمير بوتين.

وعندما استقبل المستشارة في آخر زيارة لها إلى البيت الأبيض في يوليو/تموز الماضي، قال بايدن: «يمكن أن تحصل خلافات بين الأصدقاء الكبار».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"