عادي
رصدت منجزات التعلّم في الإمارات خلال الجائحة

عائشة المهيري: «كورونا» أزاح الستار عن عصر جديد للتعليم

23:14 مساء
قراءة 4 دقائق

دبي: محمد إبراهيم

أكدت عائشة المهيري، خبيرة المناهج في وزارة التربية والتعليم، أن جائحة «كورونا» أزاحت الستار عن عصر جديد للتعليم في الإمارات ومختلف دول العالم، موضحة أن الممكنات الذكية جعلت العالم فصلاً دراسياً متعدد الأنماط التعليمية.

وقالت خلال مشاركتها في جلسة عصف ذهني، ضمن فعاليات «الأخوة الإنسانية» في «إكسبو 2020 دبي» وتحدث فيها

د.ندى حسن المرزوقي - وزارة الصحة ووقاية المجتمع، وراشد النعيمي - وزارة التسامح والتعايش، والمستشار ناصر الزعابي - وزارة تنمية المجتمع، ود. طاهر العامري - الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، وأكرم ذيب - وزارة التسامح والتعايش: إن الأخوة الإنسانية مظلة عالمية تجمعنا على المحبة والتعايش والتجدد والمعاصرة والعمل من أجل الإنسانية جمعاء. موضحة أن «إكسبو 2020 دبي»، بوابة العالم نحو المعرفة والعلم وريادة المستقبل واستدامة الحياة.

1
عائشة المهيري

حاجة مُلحّة

وأضافت مع الواقع الصحي الجديد، برزت حاجة مُلحّة إلى تعزيز التعاون الدولي، والعمل على مواجهة التحديات التي أفرزتها الجائحة، فأصبح لزاماً علينا تعزيز فرص تطور التعليم، لضمان وصوله إلى جميع الطلبة في العالم.

وأكدت أن منصة «مدرسة» الإلكترونية قدمت محتوى تعليمياً متميزاً باللغة العربية في كل مواد العلوم والرياضيات، وأوصلت التعليم مجاناً لأكثر من 50 مليون طالب عربي.

وارتكزت الجلسة على ثلاثة محاور تضم فيروس «كورونا».. البدايات والتضحيات والأمل». التعايش مع «كورونا». والتوعية والتعليم والعمل الجماعي». الإمارات تعد نموذجاً لتجسيد الأخوة الإنسانية في التعامل مع الجائحة.

منجزات تعليم

وفي وقفتها مع «الخليج» عن أبرز منجزات تعليم الإمارات في ظل جائحة «كورونا»، أكدت المهيري، أن تمكين أكثر من 1.2 مليون طالب وطالبة في مختلف المراحل من مواصلة تعليمهم من دون توقف بنسبة 100%، يعد أهم منجزات تلك المرحلة التي عانتها معظم النظم التعليمية في مختلف دول العالم، لاسيما أن منظومة التعليم في الإمارات اتّسمت بالتكاملية والسرعة والشمولية والمرونة، وتعددت فيها مصادر التعلم، وتوظيف التقنيات المتقدمة، لتسهيل تعلم الطلبة، وبجودة المحتوى التعليمي وبآليات فاعلة للمراقبة والتقييم والرصد.

وكشفت عمّّاهية المرحلة الانتقالية نحو التعلم الذكي مع بداية الجائحة؛ إذ وفّرت آليات وبرامج لدعم الطلبة نفسياً واجتماعياً، وبرامج عززت أدوار المعلمين الجديدة وتوظيفهم لاستراتيجيات تدريس فاعلة، وبرامج لمعالجة الفاقد التعليمي. مشيرة إلى أن منظومة التعلم الذكي أدت دوراً بارزاً في حماية منابر العلم والارتقاء بها.

التعلم الذكي

وأفادت بأن مشروع الشيخ محمد بن راشد للتعلم الذكي، انطلق عام 2012 في 50 مدرسة للصف السابع فقط، وامتد عام 2013 ليشمل 100 مدرسة، وأصبح البرنامج متاحاً للجميع من رياض الأطفال حتى الصف الثاني عشر في عام 2017. وتوسعت المنظومة لتشمل طلبة الدراسة المنزلية، في نظام تعليم متكامل عام 2018، وانطلاق برنامج «تمكين» عام 2019، فضلاً عن المدرسة الرقمية للطلبة الذين لا يمكنهم الحضور إلى المدرسة بشروط محددة، لتنطلق بيئة التعلم الذكي لجميع مسارات المدرسة الإماراتية عام 2020 مع بداية الجائحة.

ومع استمرار الجائحة، فعّلت نحو 20 منصة للتعلم الذكي في المدرسة الإماراتية، تخدم كل المواد الدراسية، ومدعومة ببرامج محاكاة تقنية متطورة، لضمان إنجاز المهام الدراسية بكفاءة عالية ومنها، «مايكروسوفت تيمز وبوابة التعلم الذكي (LMS): التي تساعد على إنشاء صفوف دراسية تفاعلية عبر شبكة المعلومات؛ حيث تمكن الطلبة من التعاون والتواصل مع المعلمين ومشاركة الملفات والواجبات والدرجات.

وكذلك منصة «نهلة وناهل»، و«الديوان» و«ألف وأليكس»، مكنت الطلبة من الوصول الموجه، بحسب المرحلة الدراسية إلى المحتوى التعليمي في أي وقت. متضمنة الكتب المدرسية والمصادر التعليمية والنشاطات الهادفة، و«سويفت أسيس» الذي يعدّ منصة شاملة للاختبارات الإلكترونية تسهل إجراء امتحانات عن بُعد، وتمكن المعلمين من متابعة تقييم درجات الطلبة، فضلاً عن ميزة إنشاء بنوك أسئلة تفاعلية وقواعد البيانات المرتبطة بنواتج التعلم لمختلف المواد الدراسية.

تأهيل المعلمين

وعن تأهيل المعلمين وفق مستجدات «كورونا»، أفادت بأن منصة منحنى التعليم (Learning Curve )، أداة للتنمية المهنية لجميع المعلمين بتلقي دوراتهم التدريبية، ومكتبة المحتوى الإلكتروني تتضمن مكتبة المحتوى الإلكتروني جميع مواد التعليم والتعلم التي يحتاج إليها المعلمون والطلبة، فضلاً عن تنفيذ حقائب تدريبية تخصصية عن بُعد لقرابة 35 ألفاً من الكادر التعليمي في المدارس الحكومية والخاصة، والاستمرار في التدريب المستمر عن بُعد، عبر ورش متنوعة؛ حيث بلغ عدد الحاضرين للتدريب على المنصات الذكية، على سبيل المثال، 50639 متدرباً.

وفعّلت منظومة الرعاية والأنشطة الطلابية عن بُعد، بتقديم دورات رقمية في الذكاء الاصطناعي والروبوت والعلوم، والفنون والثقافة والقراءة، والرياضة والصحة، والتطوع التخصصي، والتصميم والهندسة والمهن الحرفية، فضلاً عن إطلاق دورات تدريبية رياضية عن بُعد في الرياضات الفردية والجماعية ككرة القدم وكرة اليد، ومسابقات رياضية وصحية، وحملات تثقيفية صحية لتنشيط الطلبة أثناء التعلم عن بُعد (شارك 42 ألفاً في فعاليات اليوم الرياضي عن بُعد).

مواءمة المناهج

وعن المستجدات التي شهدتها المناهج في ظل الجائحة، قالت: تواءمت للتوافق مع سير عملية التعلم عن بُعد، بتطوير المناهج ونواتج التعلم لتتلاءم تماماً مع التعلم الذكي، وتوفير المصادر الإلكترونية التكاملية، وتوفير بيئة تعليمية للطلبة تمكنهم من الوصول إلى المقررات المختلفة من دون قيود الوقت والموقع، فضلاً عن برامج المحاكاة التقنية بديلاً للطلبة لإنجاز المشاريع العلمية، وأدوات التواصل والتعاون والمشاركة والحوار للكادر الإداري والتعليمي والطلبة، لإجراء النقاشات التفاعلية وتبادل الأفكار والمقترحات.

وأكدت أن التعليم حق مكفول للجميع، ويعدّ هدفاً عالمياً لا يتحقق إلا بالاستدامة، موضحة أن الامارات عازمة على الاستفادة من الفرص التي أتاحتها جائحة «كورونا» في التعليم، بتسريع وتيرة التحول الرقمي وإعادة النظر في ماهية التعلم، بالتركيز على التعلم الذاتي، والمهارات المتقدمة، وتوسيع نطاق التعلم، وآفاقه والتحول الجاد في أدوار مجتمع التعلم والتعليم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"