مهرجان طيران الإمارات للآداب

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

انطلق مهرجان طيران الإمارات للآداب في عام 2009، وشهدت دبي، حيث يقام المهرجان دائماً، قبل يومين دورته الرابعة عشرة، ومن باب معاينة تطوّر المهرجان من حيث المشاركات يمكن الإشارة إلى أن دورة عام 2020 حضرها 205 من كتّاب وفناني ومبدعي العالم، في حين شارك في الدورة الأولى في عام 2009، 65 كاتباً من العالم. 
هذه الدورة ال 14 لم أتمكّن من وضع يدي على رقم محدّد بالضبط لحجم المشاركات من كتّاب وغيرهم من مبدعين وفنّانين، ولكن مؤشرات المهرجان تقول إن باقة كبيرة من الروائيين والفنانين والإعلاميين، ونشطاء الثقافة والفنون تحيي فعاليات المهرجان حتى الثالث عشر من فبراير الجاري لتعكس هذه المشاركات عملياً وعلى الأرض، التقاء حضارات وثقافات العالم على قاسم مشترك واحد هو الفن. والفن مظلّة كبرى كما نعرف جميعاً، فهو شعر، وهو رواية، وهو موسيقى، وهو مسرح، وغناء، وهي معاً مشتركات عالمية إنسانية تتكامل وتتصادق هنا في دبي، وتؤكد عالمية دولة الإمارات وقيمة التعايش الثقافي والجمالي والاجتماعي في بلد يرفع دائماً من شأن ثقافة الحياة، والمحبة والتسامح. 
قبل الإشارة إلى الظواهر الثقافية والحضارية التي كرّسها المهرجان عبر أربعة عشرة دورة له منذ 2009، من المهم المقاربة بين روح هذا المهرجان الإماراتية العالمية، وبين روح إكسبو دبي 2022 العالمية الإنسانية أيضاً، فإكسبو حدث ثقافي فني جمالي في إطار أوسع هو الإطار الاقتصادي العالمي. 
وفي الوقت نفسه يأتي مهرجان طيران الإمارات للآداب إطاراً ثقافياً إماراتياً عربياً عالمياً في دولة التسامح والتعايش اللذين لا يقومان على الفكر فقط؛ بل هما قيمتان إنسانيتان تقومان على واقع أكثر من مئتي جنسية من العالم تعيش وتعمل وتنعم بالأمن والصحة والقانون في الإمارات.
عمّق المهرجان فكرة التنوّع الثقافي في الإمارات، وأوجد توازناً عملياً بين المثقف الغربي أو الأوروبي أو من أي قارة وثقافة في العالم، وبين المثقف العربي، من دون حساسية المراكز والهوامش التي طغت على الثقافات وحتى على الشعوب في فترة من الفترات التي كانت تشهد ما يسمى صراع أو تصادم الحضارات.
المهرجان عالمي إنساني في الدرجة الأولى. لا صراع ولا تصادم ولا تنافس سلبياً حين تلتقي الثقافات والفنون في بيئة تعايشية تكاملية، هي في الواقع صورة مرئية في طبيعة المهرجان والمشاركين فيه، ورواده الكثر من أكثر من مئتي جنسية من جهات العالم.
المهرجان تنوعي بالدرجة الأولى، فإلى جانب الآداب تصطف الفنون، وإلى جانب الكفاءات الثقافية والإبداعية تصطف الخبرات، وبخاصة في الصناعات ذات الصلة بالثقافة والفنون. وبكلمة ثانية نستطيع معاينة طيف اقتصادي بين هذه الأطياف الثقافية الفنية في مهرجان للآداب. 
المهرجان أيضاً، فضاء مفتوح لتبادل الآراء والأفكار والاقتراحات بين عشرات؛ بل ربما المئات من المشاركين فيه أو مرتاديه، أو متابعيه في الواقع، أو في المنصات الإلكترونية.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"