عادي

هل يمنح مقتل زعيم «داعش» نصراً خارجياً لبايدن؟

20:03 مساء
قراءة 3 دقائق

واشنطن - (رويترز)

قال محللون: إن العملية التي نفذتها القوات الخاصة الأمريكية في سوريا، وأدت إلى مقتل زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي، تمنح الرئيس جو بايدن مكسباً على صعيد الأمن القومي هو في أمسّ الحاجة إليه، خاصة بعد الانسحاب الفوضوي من أفغانستان، وفي وقت يحاول فيه إظهار صورة الرجل القوي وسط مواجهة مع روسيا؛ بسبب أوكرانيا.

وفجر زعيم التنظيم الإرهابي (أبو إبراهيم الهاشمي القرشي) نفسه مع اقتراب القوات الأمريكية من المكان الذي كان يقيم به. وجاءت المداهمة التي استهدفته بعد شهور من التخطيط، وأقرها بايدن في وقت سابق من الأسبوع الماضي. وإضافة إلى أن المداهمة وجهت ضربة إلى التنظيم، فإنها جاءت في وقت مناسب لبايدن الذي يخوض حالياً عملية «استعراض عضلات» استراتيجية مع روسيا، بسبب أوكرانيا.

وقال جون بولتون، مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب: إن العملية الناجحة قد تكون وسيلة لإظهار القوة أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأقر بولتون، الذي كان سفيراً للولايات المتحدة في الأمم المتحدة في عهد الرئيس جورج دبليو بوش، بأن العملية «لن تخلف ضرراً باعتبار أنها مكسب واضح... الكثير من الناس لابد أن يدركوا ذلك».

وتضررت صورة الرئيس الأمريكي بشدة من الانسحاب الفوضوي من أفغانستان في أغسطس/ آب الماضي بعد 20 عاماً من الحرب. وعلى الرغم من أن سلفه ترامب أيد أيضاً الانسحاب وأبرم اتفاقاً بشأنه مع طالبان، فقد هوت شعبية بايدن في استطلاعات الرأي بعد الانسحاب المضطرب.

وقال ديفيد جيرجن، وهو مساعد سابق لرؤساء ديمقراطيين وجمهوريين: إن فوضى الانسحاب من أفغانستان ما زالت تلقي بظلالها على السياسة الخارجية لبايدن على الرغم من النجاح ضد «داعش» الإرهابي. وأضاف جيرجن: «أعتقد أن المشكلة التي يواجهها بايدن على الساحة الدولية أكثر تعقيداً مما يبدو».

وقال بولتون، وهو أحد الصقور الرئيسيين في السياسة الخارجية لإدارة الرئيس السابق بوش: إن تعقب القرشي في شمال غرب سوريا كان «الشيء الصائب الذي تم عمله» لكن الإرث الذي خلفته أفغانستان ما زال يمثل عبئاً كبيراً على كاهل بايدن على الرغم من المداهمة.

وأضاف: «لا أعتقد أنها من الممكن أن تصلح الضرر الذي حدث لمصداقيته ومصداقية أمريكا بسبب الانسحاب من أفغانستان». كما أن المواجهة مع روسيا بسبب أوكرانيا اختبار صعب آخر لبايدن. وتقول الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى: إن قيام روسيا بحشد نحو مئة ألف جندي بالقرب من حدود أوكرانيا يمكن أن يكون تمهيداً لغزو.

وقال جيرجن: أعتقد أن المسألة الأشمل ستكون كيف يمكن حل ذلك مع الروس.. سيتعرض بايدن لاختبار مدى قدرته على الحسم، بقدر ما سيتعرض لاختبار بشأن الكفاءة». وتابع: الرئيس الديمقراطي يبذل فيما يبدو جهداً لإظهار صورة الزعيم القوي.. أعتقد أن بايدن يحاول أن يبدو صارماً في أعين الشعب الأمريكي.

مكاسب سياسية

في الداخل، ما زال بايدن يعاني تراجعاً مستمراً منذ شهور في استطلاعات الرأي وهو ما يشير إلى إحباط الأمريكيين بسبب جائحة كوفيد-19 والاقتصاد المثقل بالتضخم. وهذا يقلق الديمقراطيين قبل انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر/ تشرين الثاني.

وقال ديفيد أكسيلرود، وهو مستشار سابق للرئيس باراك أوباما: إنه على الرغم من بقاء شهور على انتخابات التجديد النصفي وأن السياسة الخارجية ليست أولوية رئيسية للناخبين، فإن إظهار القدرة على القيادة في مداهمة مكان القرشي والتصدي لبوتين يمكن أن يساعدا في نظرة الناخبين الإيجابية لبايدن.

وأضاف أكسيلرود: إحدى مشاكله في الوقت الراهن أن العالم يبدو خارج السيطرة فيما يتعلق بأحداث كل يوم في حياة الناس. إنهم يتوقون إلى بايدن لإظهار سمات القيادة، وبالتالي فإن أي فرصة لفعل ذلك لها قيمتها. وتابع: هذه الأشياء قيّمة من وجهة نظر سياسية. إظهار القوة مرة بعد أخرى له قيمته.

كان بايدن قد فاز على ترامب في انتخابات 2020 قائلاً: إنه سيعيد الكفاءة إلى المنصب، واقتربت شعبيته من 60 في المئة خلال الشهور الأولى له في المنصب. وانخفضت شعبيته إلى أدنى مستوياتها في الأسبوع الماضي طبقاً لاستطلاع رويترز/إبسوس للرأي الذي أثبت أن 41 في المئة من الأمريكيين البالغين يؤيدون أداءه لمهامه مقابل 56 في المئة لا يؤيدونه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"