عادي
مات بعد 5 أيام من سقوطه في بئر بعمق 32 متراً

ريَّان «الملاك الصغير» يطير إلى السماء

01:46 صباحا
قراءة 5 دقائق

أسدل العالم الستار، أمس، على قصة سقوط «الملاك الصغير» الطفل المغربي ريان (خمس سنوات)، بخروجه من بئر عميقة سقط فيها بمنطقة قريبة من مدينة شفشاون، شمال المغرب، يوم الثلاثاء الماضي، ميتاً، وفق بيان رسمي.

وخيمت حالة من الحزن الشديد على جموع البشر في مختلف أرجاء الأرض حزناً على الملاك الصغير الذي طارت روحه إلى بارئها وسط ألسن لهجت بالدعاء له بالنجاة وعودته إلى أهله سالماً.

ولهجت الألسن والقلوب بالدعاء إلى الله، وتمنى الجميع نجاته، حتى أصبحت شاشات قنوات التلفزة المغربية قبلة القلوب للمتابعة اللحظية لحالة الطفل؛ بل وجنبت المشاهد الدرامية لسقوطه الخلافات بين الناس في مشهد إنساني نادراً ما يتكرر.

وشهد موقع الحفر لإنقاذ الطفل المغربي ريان، الذي سقط في بئر عمقها 32 متراً، خلال أيام الحفر لمحاولة إنقاذه حالة من التوتر والحماس، فيما يحبس العالم أنفاسه، مع وصول عملية الإنقاذ لمرحلتها الأخيرة.وحاول متطوعون من أبناء القرية وفرق الإنقاذ في البداية النزول إلى البئر، لانتشال الطفل، لكن قطره الضيق «الذي لا يتجاوز 45 سنتمتراً» حال دون ذلك، على ما أوضح المسؤول عن العملية عبد الهادي تمراني.وطوقت قوات الأمن المغربية مدخل مكان الحفر، تحسباً للحظة انتشاله، مع وجود سيارات إسعاف وطائرة مروحية جاهزة لنقله، حال إخراجه.

1

قلوب الملايين حول العالم علقت مع ريان في البئر التي سقط فيها عرضاً، واحتبست أنفاس الملايين خلال السباق مع الزمن لإنقاذه، العالق في قعر بئر سحيقة منذ خمسة أيام، يحارب الموت والوحشة والبرد، خاصة بعدما تواترت الأنباء مراراً عن وجود «متر أخير» يمنع الصبي من الخروج للنور، لكن نبأ وفاته أثار حزن الجموع التي كانت تنتظر بالقرب من البئر.

وبمجرد وقوع الحادثة، تفاعل مغردون من كافة الدول العربية، مطالبين بتسليط الضوء على قضية الطفل، وتوجيه استغاثة لإنقاذه من الموت قبل فوات الأوان، وهو ما تجلى في وسوم «#أنقذوا_ريان» و«#كلنا_مع_ريان» كانت لها الصدارة في المغرب والدول العربية.

ولم يتوقف سيل التفاعل من العالم العربي مع الحادثة التي خطفت الأنظار؛ إذ غردت «بعثة دول الإمارات في المغرب على حسابها في «تويتر» تحت وسم «#أنقذوا_ريان»: «قلوبنا معك يا ريان».

1

وروى والد الطفل، لحظة سقوط ريان قائلاً: «في غفلة مني سقط الصغير في البئر التي كنت بصدد حفرها، لم أستطع النوم ليلتها».

وقالت والدته: «صدمت منذ أخبروني أنه سقط في البئر، لا أزال مصدومة، لكنني أرجو من الله أن يخرجوه حياً، لم أفقد الأمل».

وترقب الملايين بشغف عمل الجرافات في إزالة أطنان من الرمال في محاولة للاقتراب من مكان سقوط الطفل، واستخراجه، لكن انهيارات خطرة أجلت أعمال الحفر مرات عدة، وهددت عمال الإنقاذ الذين عملوا ليل نهار، فيما ارتفعت ألسنة مئات من المغاربة ممن قدموا من أنحاء المغرب لموقع السقوط بالدعاء ل«الملاك الصغير».

1

ولم يتوقع المتابعون للحدث أنهم سيعلقون مع الطفل في جحيم الانتظار، خصوصاً وأن الحديث عن الساعة الأخيرة تكرر مراراً طوال ساعات طويلة حرمت الملايين من النوم، بعدما طغت الحادثة على أي حدث آخر، فوحدت قلوب العرب الذي تباروا في الدعاء للطفل المسكين للعودة سالماً إلى أبويه. وقالت مغردة: «أعصابُنا تلفت من حرِّ لهفتنا يا خالق الكون نجِ الطفل ريان».

وكان رئيس فريق الإنقاذ المغربي، الذي عمل على إنقاذ الطفل ريان صرّح قائلاً: «إن الأمل كبير في خروج الطفل حياً».

وأكد مصدر مغربي أن ريان حالياً مستلق على الجانب الآخر من الكاميرا التي تصور وضعه داخل البئر، ما يصعّب مهمة معرفة ما إذا كان يتنفس بالفعل أم لا، إلا أنه أعرب عن أمله في بقائه على قيد الحياة.

كان تباين هذه التصريحات يوجع القلوب على «الملاك الصغير» الذي خرج من وحشة البئر السحيقة، ميتاً، حيث عملية إنقاذه كانت شديدة التعقيد، بسبب طبيعة التربة الموجودة فيها البئر، لمخاوف من انهيار أرضي، ما يمثل خطراً كبيراً على الطفل ريان و11 من أفراد فريق الإنقاذ.وأمدت فرق الإغاثة من دون توقف، الطفل بأنابيب الأوكسجين، لكنه لم يتمكن من الأكل أو الشرب، بحسب ما أكده رئيس عملية الإنقاذ لوسائل إعلام بعين المكان.

وأكدت الدكتورة أمينة أومليل، أخصائية طب الأطفال، أن حصول ريان على الأوكسجين مكنه من البقاء على قيد الحياة، وجنبه الدخول في غيبوبة قد تفضي إلى موته، مشيرة، بحسب «سكاي نيوز» إلى أن الحصول على الأوكسجين أهم من الماء والطعام، في مرحلة أولى، لكن ذلك «لا يعني أنه لن يواجه مشاكل على مستوى وظائف الجسم».

وأوضحت أن ريان في حالة جفاف ونقص شديد في نسبة السكر في الدم، وترجح أن يكون قد بدأ، بالفعل، في الإغماء.

ولولا أن العناية الإلهية أنقذت «الملاك الصغير» لربما تعرض لصدمة قلبية، ينتج عنها توقف القلب، بحسب أومليل، التي أكدت أن عدداً من وظائف الجسم ستكون الآن قد تأثرت، بينها الكلى، وبالتالي سيحتاج إلى دخول قسم العناية المركزة، لمساعدة الأعضاء على استعادة نشاطها الطبيعي.

وتواجدت الأطقم الطبية والتمريضية على أهبة الاستعداد لنقل الطفل عبر طائرة مروحية مجهزة فور إخراجه من قعر البئر إلى المستشفى، لكنه في الأخير، مات، مخلفاً وراءه فجيعة كبرى للإنسانية، بعد أن تعلقت الآمال في نجاته، وتوحدت جماهير الأرض على أمل عودة الملاك الصغير إلى أهله، لكن روحه طارت إلى خالقها.

ردود أفعال

تباينت ردود الأفعال بحسب مرجعيات المتابعين، فمنهم من استلهم قصة أنبياء الله (موسى ويوسف ويونس) عليهم السلام، بالدعاء إلى الله؛ لإنقاذ ريان وأن يرده الله إلى أمه مثلما رد موسى إلى أمه، أو إنقاذه من غيابة الجب مثلما نجّى يوسف، أو يخرجه من ظلمات البئر كما أخرج يونس عليه السلام من بطن الحوت، والبعض استلهم هذه القصص، فخرجت رسوم تصور هذه الحالات.

وفي الأخير، اتشحت مواقع التواصل الاجتماعي بالسواد فور إعلان نبأ وفاة ريان.

«عمي علي الصحراوي»

1

من كواليس عمليات الحفر، من أطلقت عليه وسائل إعلام بأنه «بطل الأمتار الأخيرة»، الحفار «عمي علي» الذي حظي باهتمام وثناء واسعين، خلال اليومين الأخيرين، نظراً لحرصه على المساهمة بخبرته الطويلة في مجال الحفر، كما أنه لم يكترث بالمخاطر المحدقة، وهو في عقده السادس، بحسب «سكاي نيوز».

وذكرت تقارير صحفية في المغرب، أن الرجل يعرف ب«عمي علي الصحراوي»، وهو ينحدر من منطقة الجنوب الشرقي للمملكة.

واستطاع «عمي علي» أن يراكم تجربة عقود طويلة في حفر الآبار، فأصبح من أمهر الأشخاص في التعامل مع التربة واستخراجها وإنجاز المهام المطلوبة بأمان في مثل هذه الحالات.

وقال معلقون: إن «عمي علي» لم يتخرج في جامعات ومعاهد كبرى، لكنه يتمتع بصيت كبير في تقنيات الحفر، وهذا الأمر شجع على الاستعانة به، من أجل إخراج ريان سالماً.

عمرة بنية خروج ريان

1

القاهرة: «الخليج»

أدى مواطن مصري يقيم في المملكة العربية السعودية، شعيرة العمرة بنية خروج ريان سالماً، بعد قضاء أيام فى قاع بئر عميقة.ونشر المصري حسن ناصر، صورة على هاتفه النقال، للطفل ريان، من أمام الكعبة المشرفة، مشيراً إلى أنه أدى العمرة للطفل ريان، بنية خروجه سالماً من البئر، وكتب حسن عبر صفحته على «فيسبوك»: «عملت عمرة للطفل ريان ودعيتله من أمام الكعبة».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"