عادي
كييف تحث مواطنيها على تجاهل التوقعات المفزعة

الاستخبارات الأمريكية تثير ذعر أوكرانيا

19:54 مساء
قراءة 6 دقائق
7
3
3

تظاهر آلاف الأوكرانيون في خاركيف، على مبعدة 40 كم من الحدود مع روسيا، وأعربوا عن استعدادهم للدفاع عن بلادهم، فيما قال مسؤول أممي روسي إن تصريحات الغرب حول غزو روسيا لكييف جنون وذعر، لكن الاستخبارات الأمريكية خلصت إلى اعتقاد بأن روسيا تعد لغزو واسع لأوكرانيا، وفيما قالت ألمانيا إنها سترسل قوات إلى لتوانيا في إطار الحشد الغربي في شرقي أوروبا، أعلنت بريطانيا إرسال مزيد من القوات، لكن رئيس التشيك أعرب عن اعتقاده بأن إرسال جنود حلف شمال الأطلسي، (الناتو)، إلى أوكرانيا غير مجد، في وقت تتواصل الجهود الدبلوماسية لتفكيك الأزمة على الحدود الروسية الأوكرانية.

مسيرة الوحدة

وتجمع آلاف الأشخاص في خاركيف على الحدود الأوكرانية الروسية، في«مسيرة الوحدة»، بدعوة من منظمات قومية خصوصاً. وحمل المتظاهرون العلم الأوكراني بلونيه الأزرق والأصفر، معلنين أن نزولهم إلى شوارع ثاني اكبر المدن الأوكرانية يحمل رسالة بسيطة تتمثل في «رفض روسيا»، مردّدين شعارات وطنية والنشيد الوطني، ورافعين لافتات يشكرون من خلالها البريطانيين والأمريكيين الذين يزودون أوكرانيا بالأسلحة. وحذّر متظاهر من أنه في حال حصول تدخّل روسي فإن ذلك «لن يكون نزهة» للجيش الروسي. وقال مشيراً إلى المتظاهرين المحتشدين «في عام 2014 كنا خائفين من رفع العلم الأزرق والأصفر هنا. انظروا الآن».

وخاركيف مركز صناعي وجامعي يقطنه مليون ونصف مليون نسمة، كثير منهم يتحدّثون الروسيّة. وتقع هذه المدينة على بعد أكثر من 400 كيلومتر شرق العاصمة كييف، وفي المنطقة المجاورة مباشرة للحدود الروسيّة، وبالتالي تجد نفسها معنيّة بالأزمة بشكل مباشر.

وتطرّق الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بشكل صريح في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست»، إلى احتمال «احتلال» خاركيف في حال تواصل «التصعيد» من جانب الروس. وقال «سيفعلون ذلك في أراض يقطنها تاريخياً أناس لديهم روابط أسريّة مع روسيا».

جنون وذعر

أعلن دميتري بوليانسكي، النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، أن تفكير الدول الغربية حول عدد الأيام التي يمكن أن تُهزم فيها كييف هو الجنون والذعر. وفي تعليقه على المقالات بهذا الخصوص والتي نشرتها وسائل الإعلام الغربية، كتب بوليانسكي في صفحته على «تويتر»: «الجنون والذعر لا يزالان مستمرين... ماذا سيحدث إذا قلنا إن الولايات المتحدة يمكن أن تهزم لندن خلال أسبوع واحد وسيؤدي ذلك إلى مقتل 300 ألف شخص؟ وذلك اعتماداً على المعلومات الاستخباراتية التي لا نكشفها؟ هل يعتبر ذلك أمراً صحيحاً بالنسبة إلى الأمريكيين والبريطانيين؟ لا. ولا يعتبر ذلك صحيحاً بالنسبة للروس والأوكرانيين أيضا».

ونقلت وكالتا «رويترز» و«فرانس برس» سابقاً عن تصريحات لمسؤولين أمريكيين مجهولين قولهم إن القوات الروسية قد تهزم كييف «في غضون يومين» في حال هجوم روسيا على أوكرانيا. وأكدوا أيضاً أن حصيلة الضحايا الإجمالية نتيجة النزاع المحتمل بين روسيا وأوكرانيا قد تبلغ نحو 85 ألف شخص.

الاستخبارات الأمريكية 

أعلن مسؤولون أن الاستخبارات الأمريكية تعتقد أن روسيا تكثف استعداداتها لغزو واسع النطاق لأوكرانيا، وأنه بات لديها فعلياً 70 في المئة من القوة اللازمة لتنفيذ عملية كهذه.

وحشدت موسكو 110 آلاف جندي على حدود أوكرانيا، ويمكن أن تمتلك القدرة الكافية لشن هجوم في غضون أسبوعين، وفقاً لهؤلاء المسؤولين الذين أبلغوا بذلك الأعضاء المنتخبين في الكونجرس الأمريكي، والشركاء الأوروبيين للولايات المتحدة خلال الأيام الأخيرة.

وأشاروا إلى أن الاستخبارات الأمريكية لم تحدد ما إذا كان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اتخذ قرار الانتقال إلى الهجوم أم لا، وأنه يريد أن تكون كل الخيارات الممكنة موجودة أمامه، من الغزو الجزئي لجيب دونباس الانفصالي، إلى الغزو الكامل. وحذر المسؤولون أعضاء الكونجرس والحلفاء الأوروبيين من أنه بالمعدل الذي يواصل فيه الجيش الروسي تعزيزاته حول أوكرانيا، ستكون لدى بوتين قوات كافية (150 ألف جندي في منتصف فبراير/ شباط) لتنفيذ غزو واسع. وأوضحوا أن بوتين يريد أن تكون لديه كل الخيارات الممكنة، من حملة محدودة في منطقة دونباس الموالية لأوكرانيا، إلى غزو واسع لهذا البلد.

وإذا اختارت موسكو اللجوء إلى غزو واسع، فيمكن لقواتها تطويق العاصمة الأوكرانية كييف وإطاحة الرئيس زيلينسكي في غضون 48 ساعة، وفقاً لهؤلاء المسؤولين.

وحذروا من أن النزاع ستكون له كلفة بشرية كبيرة، إذ قد يسبب مقتل ما بين 25 وخمسين ألف مدني، وما بين خمسة آلاف و25 ألف جندي أوكراني، كما يمكن أن يؤدي إلى تدفق بين مليون وخمسة ملايين لاجئ، خصوصاً إلى بولندا.

قوات ألمانيا إلى لتوانيا

استبعدت وزيرة الدفاع الألمانية، كريستينيه لامبريخت، احتمال توريد ألمانيا أسلحة لأوكرانيا، موضحة أن الحوار حول تسوية الأزمة الأوكرانية لا يزال مستمراً.

وقالت في حديثها لمجموعة «فونكي» الإعلامية، الذي تم نشره، امس الأحد: «تتمسك الحكومة الألمانية منذ وقت بعيد، بما في ذلك في المراحل التشريعية السابقة، بموقف واضح ينص على أننا لا نورّد أسلحة إلى مناطق تمر بأزمات، الأمر الذي قد يؤدي إلى ازدياد حدة التوتر هناك». وأضافت أن الإشارة إلى حقيقة أن ألمانيا كانت تمد الأكراد في شمال العراق بالأسلحة، ضعيفة، مشيرة إلى أن «الوضع هناك كان مختلفاً تماماً». وقالت إنه «تم هناك قتل الناس والاتجار بهم.. ولم يكن هناك أي طرف بإمكان الحكومة الألمانية التحاور معه لحل هذه المشكلة».

وتابعت: «فبالنسبة للنزاع في أوكرانيا يوجد لدينا شركاء يجلسون على طاولة المفاوضات، مثلاً في مجلس روسيا-الناتو، وفي إطار رباعية النورماندي... لذلك مهمتنا حالياً هي تخفيف حدة التوتر. نريد تسوية النزاع بطريقة سلمية».

ولم تستبعد الوزيرة في الوقت ذاته احتمال إرسال ألمانيا وحدات عسكرية إضافية إلى ليتوانيا (بمنطقة البلطيق)، في حال تصعيد حدة التوتر حول أوكرانيا. وقالت: «في المبدأ توجد لدينا القوات للتعزيز العسكري، ونناقش ذلك مع ليتوانيا حالياً، الأمر الذي له معنى حقيقي. يمكن للجميع في الناتو الاعتماد علينا». وهددت لامبريخت روسيا من جديد ب«عواقب جدية» حال هجومها المزعوم على أوكرانيا. وأكدت: «يتم بحث كل الصيغ (للعقوبات)».

 قوات خاصة بريطانية

 أفادت وسائل إعلام بريطانية بأن المملكة المتحدة أرسلت مجموعة من عناصر القوات الخاصة إلى أوكرانيا. وأكدت صحيفة «ميرور» أن أكثر من 100 عنصر من قوات النخبة الخاصة البريطانية أرسلوا إلى أوكرانيا، وسط المخاوف من «غزو روسي وشيك». ووفقاً لبيانات الصحيفة، تعمل عناصر وحدات من الخدمة الجوية الخاصة (SAS) وخدمة القوارب الخاصة (SBS) وفوج الاستطلاع الخاص (SRR) ومجموعة دعم القوات الخاصة (SFSG) البريطانية، في أوكرانيا كمستشارين عسكريين. ورجحت أن هؤلاء يدربون القوات الخاصة في الجيش الأوكراني على «مكافحة التمرد» والقنص وتنفيذ عمليات تخريبية.

ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع قوله: «تم نقل قوات خاصة بريطانية إلى المنطقة لمساعدة العسكريين الأوكرانيين وتقديم استشارة إليهم، ولديها طيف واسع من المؤهلات ستكون من دون أدنى شك مفيدة جدا للقوات الأوكرانية». ولفتت «ميرور» إلى أن 1500 عسكري بريطاني آخرين على الأقل، من الذين سبق أن تدربوا على خوض القتال في فصل الشتاء، منتشرون الآن في إستونيا المجاورة لروسيا.

غير مجد

أعرب الرئيس التشيكي، ميلوش زيمان، أمس الأحد، عن معارضته إرسال عسكريين من حلف الناتو إلى أوكرانيا.

وقال زيمان في تصريحات أدلى بها لقناة «سي إن إن بريما نيوز» التلفزيونية: أوكرانيا ليست جزءاً من الناتو، لذا فأنا أعتبر إرسال عسكريين إلى هناك أمراً غير مجد.

تحركات دبلوماسية 

 بحث الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الأزمة الأوكرانية مع رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرج، قبل أن يزور موسكو، اليوم الاثنين، وكييف، غداً الثلاثاء، على ما أعلن قصر الإليزيه.

وأوضحت الرئاسة الفرنسية أن الاتصالين الهاتفيين مع كل من جونسون وستولتنبرج يندرجان «في سياق مشاورات متواصلة بين الحلفاء حول التوتر بين أوكرانيا وروسيا». وشدد ماكرون مع ستولتنبرج على «ضرورة مواصلة العمل للسعي عبر الحوار إلى سبيل لخفض التوتر، في ظل وحدة الصف والاحترام التام للمبادئ الجوهرية للأمن الأوروبي وسيادة الدول»، وفق الإليزيه.

ويلتقي ماكرون الرئيسين الروسي بوتين، اليوم الاثنين، في موسكو، والأوكراني زيلينسكي، غداً الثلاثاء، في كييف، سعياً لحلحلة الأزمة.

من جانبه، أطلع جونسون ماكرون على نتائج زيارته لكييف، الأسبوع الماضي، ومضمون محادثاته الأخيرة مع بوتين. وقالت الرئاسة الفرنسية إن ماكرون في اتصال هاتفي مع جونسون أكد ضرورة «مواصلة الحوار لخفض التصعيد».(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"