عادي

الحجامة الطبية بين العلم والادّعاء

23:52 مساء
قراءة 3 دقائق

د. هيمن النحال

انتشرت الحجامة في الفترة الأخيرة وبشكل كبير في وطننا الكبير وبدأت تمارس على نطاق واسع، حيث إن الحجامة، كما نعرف، هي إحدى طرق العلاج بالطب النبوي وحثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على العلاج بها عندما قال: «خير ما تداويتم به الحجامة». ولا يختلف اثنان على هذه الناحية الدينية ولكن للأسف الشديد بدأت تظهر مغالطات كثيرة في طريقة عمل الحجامة واستغلال الجانب الديني للترويج للحجامة وللأسف ازدادت فتاوى الحجامة في الفترة الأخيرة بشكل لافت للنظر، وكان لا بد من توضيح بعض الأمور عن آلية عمل الحجامة وما هي أهم الأمراض التي تساعد الحجامة على العلاج منها وأكرر تساعد الحجامة على العلاج وليس الشفاء التام لكل الأمراض كما يشاع.

الحجامة الطبية هي أحد أنواع الطب الصيني ( وسنشرح كيف لاحقاً). وهي طريقة علاجية يمكن لبعض المرضى أن يستفيدوا منها بشرط التشخيص الصحيح أولاً ووضع كأس الحجامة على المنطقة الصحيحة حسب المواقع التشريحية المعتمدة.

ونتحدث بداية عن آلية عمل الحجامة والتي تتركز على عدة نظريات منها: الآلية الطبية لعمل الحجامة بالجسم:- توجد عدة نظريات تفسر عمل الحجامة وليومنا هذا مازال البحث جارياً في الصين والعديد من دول العالم لتفسير عمل الحجامة بالجسم:

أولاً: الحجامة ودورها المسكن للألم.

-1 نظرية الإندروفين «نظرية برومرز»

-2 نظرية بوابة التحكم في الآلام «نطرية ملزاك و وول»

-3 نظرية رد الفعل الانعكاسي

-4 نظرية البروستاجلاندين

ثانياً:- الحجامة ودورها في تخلص الجسم من الشوارد الحرة:

إن العمليات الأيضية المختلفة بالجسم تفرز الكثير من الفضلات بالإضافة إلى الملوثات التي نتعرض لها. كل هذا يؤدي إلى ضعف الدورة الدموية وحملها لكثير من الشوارد الحرة والسموم والتي تستخرج عن طريق الحجامة الطبية وليس الدم الفاسد كما يشاع وهذا يؤدي إلى تنشيط الدورة الدموية وإعادة التوازن للجسم.

ثالثاً: المحافظة على توازن وظائف الأعضاء وانتظامها

-1 تنظيم مسارات الطاقة وتصحيحها (نظرية الإبر الصينية)

-2 تنظيم عمل الجهاز العصبي الإرادي واللاإرادي

-3 تنظيم الهرمونات

رابعاً: تنشيط الجهاز المناعي

خامسا:- الدور المهدئ للحجامة

سادساً:- تنشيط الدورة الدموية.

التساؤل الذي يطرح نفسه ما هي أهم الأمراض التي يمكن أن يستفيد المريض بعد عمل الحجامة؟ وما هي ممنوعات الحجامة؟

أهم الأمراض: التشنجات العضلية، ألم الظهر، ألم الديسك (في المراحل الأولى)، بعض الأمراض الروماتزمية، وهنا لا تكون الحجامة شافية ولكن مساعد على تخفيف الألم، عرق النسا، ارتفاع ضغط الدم والسكري، العقم المعروف سببه، بعض الأمراض الجلدية، القولون العصبي، الصداع النصفي، تساقط الشعر وغيرها من الأمراض. كما قلت سابقاً وأشدد على هذه النقطة بالذات أن الحجامة عامل مساعد لعلاج كثير من الأمراض وليس كلها، والحجامة ليست سحراً ولكنها طريقة طبية تجري على أسس طبية وبأدوات معقمة و تعقيم كامل وتعتبر هذه من أهم أولويات الحجامة كما من المهم تحديد نقاط الحجامة المختلفة والتي تبلغ 98 موقعاً موزعة ما بين الظهر والأمام.

أما ماذا تفعل الحجامة في الجسم، فهو:

-1 تنشيط الدورة الدموية وتسكين الألم

-2 إثارة رد فعل الجسم عن طريق التشريط وتحفيز الدماغ

-3 تسليك مسارات الطاقة «الين واليانج» لزيادة حيوية الجسم

-4 تقوية مناعة الجسم

-5 حسب الأبحاث الحديثة في فوائد الحجامة ، فإنها تؤدي إلى تحفيز المواد المضادة للأكسدة، وزيادة الكورتيزول الطبيعي بالدم، وتقليل نسبة البولينا بالدم وأخيراً فإن الحجامة تقلل من نسبة الكوليسترول الضارة «LDL» وترفع نسبة الكوليسترول النافع «HDL».

-6 رفع نسبة الأوكسجين داخل الخلايا

-7 التقليل من الشوارد الحرة.

وفي النهاية أؤكد وأشدد أن الحجامة إذا استخدمت بطريقة طبية وصحيحة مع عدم المبالغة فإنها عامل مساعد للعلاج وفيها فوائد كثيرة ولا توجد لها أي مضاعفات جانبية إذا استخدمت بطريقة سليمة وتحت تعقيم طبي كامل.

أخصائي الطب التكميلي والعلاج بالحجامة

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"