عادي

تعرّف إلى رواية بطلها كلب متشرد

17:08 مساء
قراءة دقيقتين
غلاف الكتاب
الشارقة: «الخليج»
في روايـــة غريبــة العنــوان تحمــل مضامين اجتماعية وسياسية، يستمتع القراء وهم يتابعون أحداثها، تبرز «قلب كلب» كواحدة من الأعمال الخالدة للكاتب والمسرحــي الروســي ميخائيل بولجاكوف (1891 ـ 1940).
كتبت الرواية في عام 1925، في ذروة فترة السياسة الاقتصادية الجديدة في الاتحاد السوفييتي عندما بدت الشيوعية في الانحسار والتراجع. ووصفت الرواية التي لم يستطع كاتبها أن ينشرها في بلده إلا في عام 1987 بأنها مثال واضح على الأدب الهجائي الصارخ، فهي تعري التجاوزات والأساليب الخاطئة التي مورست بعد الثورة الروسية.
وبولجاكوف في «قلب كلب» يوجه نقداً لاذعاً للوصوليين الذين يتعلقون بأحبال الثورة تحقيقاً لمصالحهم الشخصية.
امتازت الرواية بأسلوبهــا الجميــل وهي ما زالت إلى اليوم تجذب القراء بمضامينها وما ترمز إليه من محتوى يحاكي ما نعيشه اليوم. فموضوعها ما زال حيوياً ويتكرر في كل عصر وزمان.
ويطوّر بولجاكوف في هذه الرواية ما اعتقد النقاد أنه يحاكي تقاليد الكاتب الروسي الشهير جوجول؛ الأب الروحي للمدرسـة الهجائيـــة الروسيـــة، حيث يجمع في الرواية بين عنصرين: الفنتازيا والواقع.
والرواية تصيب القارئ بالفضول، فيصر على متابعة مجرياتهـــا، وهي تتحدث عن كلب متشرد مريض يقوم طبيب مشهور برعايته، لاستخدامه في إحدى الجراحات التي يقوم بها في مكتبه. عمليات الدكتور مشبوهة وغريبة نوعاً ما، ولكن الطبيب على عكس ما يبدو عليه، يقوم باستخدام طريقة الإيحاء أو معاملة الكلب بطريقة جيدة، إضافة إلى إطعامه وتسمينه وعدم التعرض له بالإيذاء قياساً إلى ما كان يحدث من خراب داخل عيادة الطبيب، ما جعل باقي العاملين يتعجبون من هذه المعاملة غير المعتادة.
ومنذ البداية جاءت شخصية الطبيب المشهور مغرورة مملوءة بالثقة والغضب، لسانه لاذع مملـوء بالسخريـة لدرجـة اختلاط السخرية بالرموز الكثيرة التي يمثلها مرضى الطبيب. ويفكر الطبيب في إطالة عمر الكلب بزراعة غدة نخامية له وأعضاء أخرى، وعلى الرغم من توقع فشل العملية فإن الكلب ينجو. ومع الأيام نفاجأ بأنه بدأ بالنطق، ثم السير، وفي النهاية انتقلت له عدوى السخرية اللاذعة وأصبح يخالط اثنين من أفضل الأطبــــاء الحاصلــــين على الشهــادات، ويجاريهما في الكــــلام، ولكــن ينقلـــب الوضع عليهما عندما يبدأ الإنسان الكلب في اتخاذ شخصية خاصة سيئة فيفكران في التخلص منه.
لقد كتب عن الرواية مديح هائل عند أجيال عديدة من القراء، فوصفت بأنها رواية مكتوبة بسلاسة وفيها قدر كبير من السحر، إضافة إلى رمزيتها التي كانت سبباً في منعها في الاتحاد السوفييتي لأعوام.
ويتوقف القراء كثيراً عند التجربة التي يجريهــــــا البروفيســـــور بريوبراجينسكي وهو يقوم بنقل الغدة النخامية من رجل قتل حديثاً إلى دماغ الكلب شاريك، فيحول من خلالها الكلب اللطيف إلى رجل ذي هيئـة دميمة، تتحد فيه طباع الكلب الجائع والذليل، مع مواصفات الإنسان المانــح (كليــم تشوجونكين) مدمن الكحول، وهو من أصحاب السوابق.
وبطبيعة الحال، فإن اختلاف العامل الوراثي بين الكلب والإنسان يؤدي إلى فشل تربية الكلب «شاريك»، كما يعجز البروفيسور بريوبراجينسكي ومساعده بورمنال في تعليمـه قواعــد السلــوك الحسن وتطوير الآداب الإنسانية لديه.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"