عادي

الأخبار الكاذبة تتخذ أبعاداً غير مسبوقة في المجتمعات الغربية

20:22 مساء
قراءة 3 دقائق

اعتبر وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، الاثنين، أن ظاهرة المعلومات المضللة اتخذت، في السنوات الأخيرة، أشكالاً مثيرة للقلق، في وقت تشهد فيه المجتمعات الغربية انتشاراً كثيفاً للأخبار الزائفة في وسائل التواصل الاجتماعي حول قضايا عدة، وبعضها اتخذ أبعاداً غير مسبوقة.

وقال دي مايو، في مؤتمر نظمته وزارة الخارجية الإيطالية حول مخاطر المعلومات المضللة: إن «ظاهرة المعلومات المضللة اتخذت أبعاداً مثيرة للقلق مما دفعنا للتحرك»، مضيفاً «لقد شهدنا زيادة في حملات التضليل والمعلومات المضللة، والتي في الأغلب يتم تنسيقها من قبل الجهات الفاعلة التي تحاول تشويه النقاش العام وتشويه سمعة الحكومات الغربية والمؤسسات الديمقراطية»

دور السوشيال ميديا

وأشار الوزير، بحسب وكالة «نوفا» الإيطالية للأنباء، إلى أنه «خلال الوباء، ساهمت موجة من المعلومات المضللة والمعلومات السيئة، من بين أهداف أخرى، في التشكيك في الإجراء العام لإدارة وباء كوفيد 19 ومواجهته، مما ساهم في زيادة الخوف والارتباك في مواجهة المواطنين لحالة الطوارئ الصحية العالمية». وقال: إن «انتشار الأخبار الكاذبة ليس ظاهرة جديدة، لكنه اتخذ أبعاداً غير مسبوقة»، مشيراً إلى أن السوشيال ميديا باتت تلعب دوراً «بارزاً للغاية» إلى جانب الصحف والإذاعة والتلفزيون.

وأكد دي مايو «لقد أحدثت المنصات عبر الإنترنت ثورة في الطريقة التي يُعلّم بها الناس أنفسهم ويتفاعلون ويجعلون أصواتهم مسموعة، وبالتالي يمكن أن يكون لها تأثير كبير في طريقة تفكيرهم وتصرفهم. هذه أدوات قوية وقادرة على تقديم فرص غير مسبوقة للوصول إلى المعلومات ومشاركتها ونشرها»، غير أنه قال: «لكن للأسف، تم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أيضاً لشن حملات زعزعة الاستقرار الموجهة ضد المجتمعات الغربية بطريقة منسقة، لا سيما أثناء الاستحقاقات الانتخابية».

أكاذيب على نطاق واسع

وفي وقت سابق الاثنين، نشرت وكالة «أسوشيتد برس» تقريراً موجزاً لبعض الأخبار المضللة التي انتشرت خلال هذا الأسبوع. وأوردت الوكالة بعضاً من هذه الأخبار غير الصحيحة، على الرغم من مشاركتها على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي.

وادعى بعض مستخدمي وسائل التواصل أن نائب الرئيس الأمريكي السابق، مايك بنس، «كان له الحق في تغيير نتيجة» انتخابات 2020، لكنه اختار عدم تغييرها. لكن في الواقع يقول الخبراء: إن نائب الرئيس ليس لديه سلطة أحادية الجانب «لتغيير» أو إلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية، بموجب الدستور أو أي قانون آخر.

وزعم بعض المستخدمين أيضاً أن الجهات الرسمية في كندا تقول: إن أكثر من 100 ألف شاحنة، وملايين الأشخاص، شاركوا في تظاهرة بالعاصمة أوتاوا، للاحتجاج على إجراءات مكافحة كورونا، بينما لم تقدم الجهات الرسمية مثل هذه التقديرات، وقد تجمع بضعة آلاف من المتظاهرين في أوتاوا، وعشرات الشاحنات فقط كانت متواجدة في بعض الطرقات.

ترودو «يختبئ» في أمريكا

كما ادعى بعض المستخدمين أن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو «يختبئ» في الولايات المتحدة، بينما تجتاح التظاهرات شوارع أوتاوا، إلا أن الحقيقة مخالفة لذلك، وقد أكد مكتب رئيس الوزراء أن ترودو لم يغادر كندا، وقد عقد مؤتمراً صحفياً في العاصمة الكندية، الاثنين.

وفي خبر مضلل أيضاً، ادعى بعض مستخدمي مواقع التواصل أن عضواً بالكونجرس الأمريكي شارك اقتباساً للفيلسوف الفرنسي، فولتير، يقول: «لمعرفة من يحكمك، ببساطة اكتشف من لا يسمح لك بانتقاده»، لكن الحقيقة هي أن فولتير لم يقل هذا الاقتباس، الذي أعيد صياغته، وهو مأخوذ من حلقة إذاعية عام 1993، بثها كيفن ألفريد ستروم، الذي تم تحديده على أنه نازي جديد، من قبل منظمات تراقب مجموعات الكراهية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"