عادي
تربويون يطالبون بتفعيل المادة في ساحات المدارس

«السنع».. حائط صد في وجه الثقافات الإلكترونية الوافدة

00:02 صباحا
قراءة 4 دقائق

تحقيق: أمير السني
دعا عدد من التربويين، إلى تطبيق مادة السنع المقررة كمادة دراسية في الفصل الدراسي الثاني للحلقات الدراسية كافة، في ساحة المدارس وخلق مبادرات وأدوات تمثيل تفاعلية، لترسيخ مفاهيم العادات والتقاليد الإماراتية في عقول الأجيال الناشئة، وغرس وتأصيل السنع الإماراتي لدى الطلاب والطالبات.

يقول التربوي سالم الحمودي،إن تدريس مادة السنع، يجب أن يصاحبه فعل على أرض الواقع، لأن العادات والتقاليد تكتسب ولا تعلم للطلبة فقط وإنما لا بد من طرق محددة تسهم في تثبيت تلك المفاهيم، خاصة أن الطلبة صاروا رهائن للألعاب الإلكترونية التي سلبت ثقافتهم وصاروا يتعلمون ثقافة الغير، وللمجتمع الإماراتي عادات وتقاليد أصيلة شكّلت هويته ويتوارثها جيلاً تلو الآخر، حرصاً منهم على حمايتها من التلاشي والاندثار، فهم يرون فيها موروثهم الحضاري الأصيل الذي لم ولن يفرّطوا به أبداً، أعاروها اهتماماً كبيراً وتمسّكوا بها، فنقلوها لأبنائهم وباتت دستوراً في الأخلاق والصفات الحميدة التي تحكم تصرفات الفرد في تعاملاته وعلاقاته، وذلك لأهميتها في استذكار واستعادة الذكريات الجميلة التي يتناولها الصغار والكبار في اجتماعات العائلة .

ولفت إلى ضرورة تفعيل مادة السنع، من خلال ربطها بمواد تفاعلية مثل التمثيل واستضافة شخصيات مؤثرة تستطيع أن تحكي روايات التاريخ الإماراتي والعادات والتقاليد عند الآباء في السابق، وإثراء القصص المشوقة، والمواقف الحية والجاذبة، وعرض الفيديوهات المعبرة، وتحفيز الطلبة والطالبات على المشاركة في الأسئلة والأجوبة وإجراء المسابقات وتقديم الهدايا، لتحقيق المنافسة والسعي من أجل اكتساب المعرفة حول تلك العادات والتقاليد.

تكوين الهوية

1

ويشير محمد أحمد، الأخصائي النفسي والأسري إلى أن مادة السنع شكلت هوية المجتمع الإماراتي، الذي يحفل بباقة من العادات والتقاليد والقيم الموروثة والأصيلة، التي شكلت هوية المجتمع الحريص على توارث وانتقال هذه الصفات للأبناء، وتنبع أهمية السنع في استذكار واستعادة الذكريات الجميلة التي يتناولها الصغار والكبار في اجتماعات العائلة، ويحكون منها أجمل القصص والحكايات، ومن شأن تلك العادات تعزيز الرابطة العائلية، فعندما تجتمع العائلة وفقاً للعادات والتقاليد القديمة، فإنه يكون اجتماعاً تملؤه المسرة والسعادة والراحة، كما تمنح العادات والتقاليد العديد من الروابط المشتركة بين الأجيال وتسدّ الفجوات التي قد تحصل في ما بينهم، وذلك من خلال الحديث عن القصص المختلفة وتذكرهم لها، إضافة إلى الانتماء للعائلة والإحساس بالهويّة، فلا يشعر الفرد بالضياع، ويكون عارفًا لأصله وأساس حياته.

ويوضح أن إدراج مادة السنع ضمن مناهج وزارة التربية والتعليم، من أجل المحافظة على مكتسبات الأجيال الأخلاقية، التي غرسها الوالدان في نفوس الأبناء ، والتي تعتبر سمة أساسية من سمات الشخصية الإماراتية الصالحة، وهويتها الوطنية ، وتأتي أهمية ذلك في ظل الفترة الحالية الحرجة، التي أصبح الطالب مقترناً بشكل كبير بالأجهزة الإلكترونية وتطبيقاتها المختلفة في التعلم والبحث واللعب ، حيث أصبح العالم قرية صغيرة، يجمع بين الكثير من الثقافات ‏والعادات والتقاليد، فالجميع يصدّر ثقافته وسلوكياته، سواء كانت إيجابية أو سلبية.

تحفيز ومشاركات

1

ويشدد التربوي عبيد على اليماحي، على ضرورة تعزيز تفاعل الطلبة مع هذه المادة، من خلال فقرات متنوعة يخرج فيها الطلبة خارج الفصل ويتم بناء أشكال مثل الخيمة، والمجلس، لتعكس المنزل الإماراتي وترجمة ما تعلمه الطلاب في مادة السنع، الأمر الذي يعتبر حتماً تحفيزاً لهم، إذ إن السنع مجموعة من القوانين والقواعد التي تحكم السلوكيات والآداب في تعاملات الأفراد مع الضيوف والأهل في ما بينهم، وتعارف أفراد الدولة على السنع بعدما استقاه الأجداد من ثقافتهم الأصيلة وموروثهم الثقافي العريق، وحافظوا عليه من خلال نقله إلى أبنائهم لتطبيقه في كل تفاصيل حياتهم اليومية.

وتعتبر المدرسة البيت الثاني للطالب، ومن خلال المعلمين وإدارة المدرسة، يمكن الحفاظ على العادات والتقاليد وبالتالي تصبح مادة السنع محمية من التغيرات التي يشهدها العالم إذ تحمل مادة السنع موروثاً حضارياً أصيلاً تركه لنا الأجداد، الأمر الذي يحتم علينا المحافظة عليه، ونقله إلى أبنائنا وبناتنا، حتى يكتسبوا الصفات الحميدة، والأخلاق الحسنة، والطرق الصحيحة لتعاملهم مع الغير، وعلاقتهم الصحيحة بالآخرين الجيدة وتحفيز الطلاب لعملها والالتزام بها.

العادات الغريبة

ويؤكد الدكتور تاج الملوك الحسن، أستاذ علم الاجتماع أن ما يميز المجتمع الإماراتي قدرته على التشبث بالتقاليد والعادات المتوارثة، جيلاً بعد جيل، والوقوف في وجه العولمة التي غزت العالم دون استئذان وغيرت شكل كثير من الدول وأثرت في سلوك وعادات كثير من شباب العالم دون استثناء، وتتجسد أشكال التراث الإماراتي في كل الممارسات اليومية سواء في المجالس العامة أو الخاصة أو الأسواق أو في الأماكن العامة وما يتم فيها من سلوك، مثل حسن الاستقبال وكرم الضيافة أو الاهتمام بالملبس، وتمارس تلك السلوكيات في الإمارات جنباً إلى جنب مع الوسائل الرقمية والتكنولوجيا العصرية التي يعيش في كنفها الإماراتيون، وهم يدركون أن المستقبل لا يمكن أن يكون ذا صبغة إماراتية خالصة، ما لم يكن من وحي التراث والثقافة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"