عادي
20 مليون متر مربع رقعة خضراء في الإمارة

الشارقة تتزين بـ 5 ملايين زهرة ونخلة

00:10 صباحا
قراءة 8 دقائق

الشارقة: محمود محسن
دأبت بلدية مدينة الشارقة منذ تأسيسها في عام 1927 كواحدة من أقدم البلديات في دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج العربي ككل، على تقديم الخدمات للسكان، وتطويرها لتتواكب مع تطورات الحياة، وعلى الرغم من محدودية اختصاصاتها في بدايتها، والتي تمثلت في تأمين حراسة، ونظافة الأسواق ومراقبة الأوزان وشق الطرق والإشراف على حركة التجارة في الشارقة، فإنها أصبحت مع توالي السنوات جهة خدمية تقدم خدمات كبيرة، وتتولى الكثير من المهام؛ لخدمة سكان الإمارة.

وواصلت البلدية تطورها؛ حيت تحولت الإمارة الباسمة في عام 1969 إلى ورشة عمل هائلة، وبدأت عمليات تخطيط واسعة النطاق للمناطق الحديثة والقديمة، وانتقل العمل من الخرائط إلى الشوارع؛ حيث قامت البلدية آنذاك بإجراء تخطيط شامل للإمارة، من حواجز المطار وحتى منطقة الحيرة، وانتهت المرحلة الأولى بظهور بنايات ترتفع لعشرة طوابق وطرق طويلة معبدة ومضاءة.

أكد سالم علي المهيري، رئيس المجلس البلدي لمدينة الشارقة، أن المجلس يعمل على متابعة هموم وملاحظات الناس وحلها تنفيذاً لرؤى وتوجيهات صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، ويعمل على تقديم أفضل الخدمات في الإمارة، وتعزيز التواصل مع مجالس الضواحي التي أسسها سموّه لإيصال صوت المواطن للمسؤولين.

وأوضح أن المجلس البلدي، الذي ولد مع وضع قانون للبلدية في شهر يناير/ كانون الثاني من عام 1971م وشُكل من 22 شخصاً من خيرة رجال الشارقة، جاء تنفيذاً للرؤى الحكيمة لصاحب السموّ حاكم الشارقة؛ وذلك لترسيخ مبدأ الشورى والتواصل مع أبناء الوطن والمقيمين على أرضه، لمناقشة همومهم وحل مشاكلهم.

وأفاد المهيري أنه في شهر فبراير/ شباط عام 2005، خطت إمارة الشارقة خطوة كبيرة في ترسيخ هذه التجربة من خلال المجالس البلدية بشكلها الحديث؛ حيث أصدر صاحب السموّ حاكم الشارقة، المراسيم؛ لتشكيل 9 مجالس بلدية للمدن والمناطق، ويأتي تشكيل هذه المجالس ترجمةً عملية لرؤية سموّه في تطوير ومنهجة العمل البلدي، فمن الناحية العملية تعد المجالس البلدية جهازاً رقابياً يتولى إصدار التوصيات والتوجيهات المناسبة إلى البلديات التي تقوم بدورها بالتنفيذ.

أما بالنسبة لأهداف المجالس، فهي تعكس توجيهات صاحب السموّ حاكم الشارقة بأن تكون لسان حال الجمهور من مواطنين ومقيمين.

المبنى الجديد

في عام 2015 افتتح صاحب السموّ حاكم الشارقة المبنى الجديد لبلدية مدينة الشارقة في منطقة المصلى، كأيقونة معمارية تجسّد نموذجاً للإنجازات الاستثنائية والذوق الإبداعي الرفيع لفن العمارة الأندلسية، وليشكل تحفة عالمية ومعلماً حضارياً من معالم الإمارة الباسمة، ولتستمر البلدية من خلاله في مواصلة نهجها وتحقيق أهدافها وتطلعاتها.

وفي هذا السياق، أكد عبيد سعيد الطنيجي، مدير عام البلدية، أن البلدية دخلت عصراً ذهبياً في عهد صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي؛ حيث تستلهم رؤيتها ورسالتها وخططها من رؤى وتوجيهات سموّه، وتحظى بدعمه لتواصل نهج تميزها وتطورها، ولتحقيق الأهداف التي تأسست من أجلها في تقديم أفضل الخدمات للناس.

وأوضح أن البلدية أخذت منحى آخر من التطور بتوجيهات صاحب السموّ حاكم الشارقة، وأصبح لها اختصاصات عديدة وكبيرة وأصبح لها هيكلها الإداري الذي يضم إدارات وأقساماً مختلفة تعمل جميعها لخدمة الناس وتطوير الخدمات ومواكبة النمو العمراني والسكاني والنمو الاقتصادي المطرد، فعلى مدار 50 عاماً ذهبية في عهد صاحب السموّ حاكم الشارقة حققت بلدية مدينة الشارقة إنجازات عديدة وقفزات نوعية في مجال العمل البلدي.

شارقة خضراء

أفاد مدير عام البلدية أنه على مدار نصف قرن كان للبلدية دورها البارز في نشر الرقعة الخضراء، وتنفيذ توجيهات صاحب السموّ حاكم الشارقة؛ حيث أولى سموّه الزراعة اهتماماً كبيراً، فعملت على تزيين الشوارع والميادين ومختلف المناطق حتى وصلت الرقعة الخضراء إلى 20 مليون متر مربع، وأدخلت أنواعاً جديدة من الزهور والنباتات والأشجار؛ حيث تتزين الإمارة بأكثر من 5 ملايين زهرة وأشجار النخيل التي تشكل هُوية تعرف بها الإمارة وتميزها، كما تعمل البلدية على إكثار أنواع مختلفة من النباتات التي تصل لأكثر من 1000 نوع فضلاً عن 25 نوعاً من الفواكه التي يتم إكثارها في مشاتلها الواسعة التي تحتضن هذه الأنواع، كما حرصت البلدية خلال هذه السنوات على تبني أفضل الممارسات العالمية في معالجة مياه الصرف الصحي، وفق أفضل المواصفات العالمية.

مصنع السماد

في عام 1978 أسست بلدية مدينة الشارقة مصنعاً للسماد تماشياً مع جهودها في نشر الرقعة الخضراء وتوفير الأسمدة العضوية لاستخدامها في الزراعة بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وجودة الحياة، وحرصها على التخلص السليم من النفايات في ظل النمو العمراني والسكاني الذي تشهده الإمارة، وتوفير مصدر دائم للأسمدة العضوية والخالية من الأمراض والآفات النباتية من خلال مصنع السماد والذي تعمل من خلاله على تحويل النفايات والمخلفات إلى أسمدة عضوية.

متنفس وأمل

وتنفيذاً لرؤى وتوجيهات صاحب السموّ حاكم الشارقة، وتزامناً مع النهضة العمرانية والنمو السكاني في الإمارة الباسمة تم إنشاء الحدائق في كافة مناطق وأحياء مدينة الشارقة، لتشكل متنفساً يبعث الأمل وأماكن للتسلية والترفيه وقضاء أمتع الأوقات.

وقد بلغ مجموع الحدائق التي تشرف عليها البلدية حتى الآن 69 حديقة، تتوفر بها كافة الخدمات.

تعقيم ومكافحة

مع بدء جائحة كوفيد 19 سخرت بلدية مدينة الشارقة جهودها من أجل الحافظ على صحة وسلامة أفراد المجتمع باعتبارها شريكاً استراتيجياً في هذا المجال؛ حيث وفرت المعدات والأدوات اللازمة لعمليات تعقيم الشوارع؛ إذ كانت سبّاقة في التعقيم الوطني، وعملت بملايين الساعات من التعقيم في كافة مناطق وأنحاء مدينة الشارقة، كما تكثف البلدية جهودها ومواردها لمكافحة الآفات؛ وذلك بوضع خطة عمل تشمل جميع مناطق المدينة؛ حيث توفر الكوادر والأدوات والمعدات اللازمة لتنفذ حملات مستمرة لأعمال المكافحة.

التشييد والبناء

وعمدت بلدية الشارقة إلى تطوير المرافق الإسكانية والتجارية والسياحية في الإمارة من خلال قطاعها الهندسي؛ حيث كان يتبع البلدية عدة إدارات باتت الآن جهات ودوائر وهيئات تعمل ضمن منظومة عمل حكومي مشترك بأدوار مختلفة وبجهود بناءة.

مواكبة للتطور الاجتماعي والاقتصادي ووفقاً للخطط التنموية التي أقرها صاحب السموّ حاكم الشارقة، فقد أصدر سموّه عدة مراسيم أميرية تقتضي بإنشاء دوائر حكومية تعمل ضمن اختصاصتها ومهامها الإدارية نفسها التي كانت تمارسها في دائرة البلدية؛ حيث تأسست الدائرة الاقتصادية ثم أصبحت دائرة التنمية الاقتصادية وتأسست دائرة التخطيط والمساحة، ودائرة الأشغال العامة ودائرة التسجيل العقاري.

مشاريع حيوية

في سبعينات القرن الماضي أنجزت البلدية منتزه الجزيرة بمحاذاة جسر الخالدية المؤدي إلى شارع العروبة بمدينة الشارقة.

وفي بداية ثمانينات القرن العشرين، تم إنجاز نافورة بحيرة خالد؛ إذ كانت ولا زالت إحدى وجهات الترويج الرئيسية لسكان الشارقة وزوارها، وهي ثالث أطول نافورة في العالم بارتفاع يصل حتى 76 متراً، وقد صُمّمت وأنشئت النافورة في عام 1984 إلّا أنها وعلى الرغم من قِدمها تتميز بستة كشافات متعدّدة الألوان، ومضخات ماء تصل سرعتها إلى 25 متراً في الثانية.

في عام 1993، قامت البلدية بوضع المخططات النهائية لمشروع تطوير منطقة الخان؛ لجذب الاستثمارات العقارية والتجارية والسياحية، وكان متفرداً في ضخامته وتكامله ولعب دوراً بارزاً في عصر النهضة الذي شهدته الإمارة في كافة المجالات، كما كان هذا المشروع من المشاريع التي ساهمت في تشكيل ملامح الإمارة عام 2000.

في عام 1993، كذلك فازت بلدية مدينة الشارقة بالجائزة الأولى للتراث المعماري من منظمة المدن العربية؛ حيث عملت البلدية من خلال إدارة التخطيط والمساحة آنذاك، على تنفيذ توجيهات صاحب السموّ حاكم الشارقة، بضرورة المحافظة على المباني القديمة في المناطق ذات الطابع الأثري، وفي عام 1997، حققت بلدية مدينة الشارقة رقماً قياسياً في سرعة إنجاز المباني في المدينة الجامعية والتي باتت الآن أيقونة ومعلماً ثقافياً وصرحاً علمياً.

حراك اقتصادي

تشهد الإمارة بتوجيهات ودعم صاحب السموّ حاكم الشارقة، ومتابعة سموّ الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، رئيس المجلس التنفيذي، تطوراً ونمواً ملحوظاً في شتى المجالات، وحراكاً اقتصادياً غير مسبوق، ومواكبة لهذا التطور عملت بلدية مدينة الشارقة على تطوير منظومة عملها، كما واكبت هذا الحراك من خلال اعتمادها على أفضل المواصفات والمعايير العالمية في مجال التشييد والبناء وتحويل معظم الخدمات الهندسية والمباني إلى رقمية، في عام 2018 عقدت النسخة الأولى من ملتقى الشارقة للهندسة، وعقدت في عام 2020 ملتقى الشارقة للهندسة بنسخته الثانية.

الصحة وسلامة الغذاء

وعملت البلدية على وضع صحة وسلامة الجمهور على رأس أولوياتها من خلال التفتيش الدوري على المنشآت الغذائية، والتأكد من صلاحية المنتجات ومطابقة كل ما يتم بيعه من أغذية للاشتراطات الصحية، وساهمت في رفع معدل السلامة الغذائية لإمارة الشارقة إلى نسبة 98% في عام 2016.

في عام 1990 افتتحت البلدية أول مركز للياقة الطبية لإجراء فحوصات الكشف عن الأمراض السارية، ثم اتسع نطاق العمل بافتتاح 4 مراكز أخرى، كما افتتحت عيادة بيطرية بمنطقة الجبيل في السنوات السابقة وهي العيادة البيطرية الحكومية الوحيدة في مدينة الشارقة، وتقدم خدماتها العلاجية للحيوانات الأليفة بأسعار رمزية مناسبة.

مختبرات مركزية

وتعد مختبرات بلدية مدينة الشارقة الأولى من نوعها في دقة التحليل والتدقيق؛ حيث عملت البلدية على توفير أحدث المعدات والأدوات اللازمة، وتعيين الكوادر المواطنة المؤهلة ذات الخبرة الواسعة، ويعد مختبر مواد البناء من المختبرات المهمة لدوره في التدقيق على فحص التربة ومواد البناء قبل البدء بأي مشروع، ومنذ تأسيسه أنجز المختبر نحو مليون و800 ألف اختبار، كما بلغ عدد المشاريع التي تم التدقيق عليها وأنجزها المختبر نحو 29 ألف مشروع.

قصة نجاح

ساهمت بلدية مدينة الشارقة في تتويج مدينة الشارقة كأول مدينة صحية على مستوى الشرق الأوسط، كما استحدثت البلدية برنامج الشارقة لسلامة الغذاء ويعتبر برنامجاً حكومياً فريداً؛ يهدف إلى تغيير سلوك العاملين في المنشآت الغذائية، وحقق البرنامج نجاحاً كبيراً منذ انطلاقه في عام 2011؛ حيث بلغ مجموع العاملين الذين اجتازوا التدريب بنجاح نحو 83 ألف متدرب، وعدد المنشآت الغذائية التي تم اعتمادها ما يقارب 5975 من أصل 6000 منشأة حتى العام الجاري.

بيت الخبرة للطلبة

مع توالي السنوات أصبحت بلدية مدينة الشارقة بيتاً من بيوت الخبرة ومرجعاً لعدد كبير من طلبة الجامعات والمدارس، من خلال ما توفره من ورش عمل ودورات تدريبية مختلفة، كما أسهمت في صقل مهارات موظفيها من خلال توفير دورات تدريبية وإشراكهم بدورات خارجية انطلاقاً من استراتيجيتها في تأهيل العنصر البشري؛ حيث تعقد البلدية سنوياً أكثر من 1000 دورة تدريبية وورشة عمل.

مواقف عامة

مع النمو العمراني والسكاني الكبير الذي شهدته الشارقة، قامت البلدية بتوفير خدمة المواقف العامة؛ حيث بلغ مجموع ما وفرته البلدية من مواقف عامة حتى الآن أكثر من 52 ألفاً من المواقف الخاضعة للرسوم في مناطق وأنحاء مدينة الشارقة كافة، ووفرت لها عدة طرق لسداد الرسوم منها ما هو رقمي.

وأوجدت البلدية وسيلة تقربها من جمهورها وللتواصل الدائم معها بصورة دائمة، وهي مركز الاتصال الذي يعد الآن من أهم قنوات التواصل مع الجمهور؛ حيث يستقبل المركز سنوياً ما يقارب 100 ألف مكالمة تتم متابعتها بالدقة اللازمة، إضافة إلى الدور الرقابي للبلدية على مدار الساعة، لرصد كافة مشوّهات المظهر العام والسلوكات السلبية، ووفرت البلدية أسطولاً من المركبات الخفيفية والثقيلة والمعدات، لتنفيذ مهامها وخدمة الإمارة؛ حيث بلغ عدد المركبات أكثر من 2000 آلية ومعدة ومركبة تخدم مختلف المشاريع.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"