نهج بيئي مستدام

يعيش العالم حالة من الصحوة البيئة، تبدو جلية في مختلف المؤتمرات والفعاليات الكبرى التي تنادي بضرورة تبني نهج مستدام لحماية الطبيعة، وضمان تنعم الأجيال القادمة بحياة صحية، وذلك بعد أن بلغت مستويات التلوث والاحتباس الحراري، مستوى لا تحمد عقباه.
حماية البيئة ليست وليدة اليوم في الإمارات، فقد أولاها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، جل اهتمامه، وشغلت تفكيره منطلقاً من قاعدة تؤمن بضرورة المزاوجة بين التنمية والبناء والحفاظ على البيئة، ليتوج عمله الدؤوب في رعايتها بألقاب دولية ك «رجل البيئة الأول»، و«بطل الأرض» فضلاً عن قائمة طويلة من الأوسمة والجوائز التي عكست حجم التقدير العالمي للراحل الكبير وجهوده في مجال البيئة.
اليوم نجني ثمار غرس القائد المؤسس ورؤيته الثاقبة في المجال البيئي والتي جعلت من الدولة نموذجاً عالمياً فريداً في حماية البيئة واستدامة الموارد الطبيعية، بعد أن حملت قيادتنا الرشيدة شعلة الحفاظ عليها، ومضت في طريق سن التشريعات والقوانين التي تضمن حماية الموائل والحفاظ على التنوع البيولوجي. 
انحياز الإمارات إلى الطبيعة ورعايتها لم يقف عند حدود المحلية بل تعداها إلى قيادة الجهود العالمية الساعية إلى التخفيف من ظاهرة الاحتباس الحراري، معتمدة لذلك العديد من السياسات والاستراتيجيات الداعمة لعمل كافة القطاعات بنهج أكثر صداقة للبيئة وأكثر دعماً للعمل المناخي.
هذه الجهود نلمسها في مختلف إمارات الدولة والتي كان آخرها اعتماد حكومة دبي استراتيجية متكاملة لإدارة النفايات 2021-2041 بموازنة تبلغ 74.5 مليار درهم لتشجيع الابتكار في إدارة وتدوير وتحويل النفايات إلى طاقة، وتنفيذ مشاريع طويلة المدى خلال العشرين عاماً المقبلة من خلال تقديم حلول عملية للتحديات البيئية التي يواجهها العالم، بما يتماشى مع الأهداف البيئية المحددة في الأجندة الحكومية، وتعزيز الجهود والخطط الرامية إلى إثراء كافة المجالات والقطاعات الحيوية.
وضمن هذا المسعى جاء اعتماد المجلس التنفيذي للإمارة «سياسة الحد من الأكياس ذات الاستخدام الواحد» عبر فرض تعرفة قدرها 25 فلساً على أكياس نقل البضائع أحادية الاستخدام.
الإمارات تضرب مثالاً عالمياً في كيفية وضع آليات فاعلة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري وحماية الطبيعة باحتضانها مشاريع استثمارية عدة لتدوير النفايات واستغلالها في توفير الطاقة، وتشجيع مختلف فئات وشرائح ومؤسسات المجتمع على اتباع أفضل الممارسات العالمية المعتمدة في مجال التخلص المستدام من النفايات، وترسيخ ثقافة فرز النفايات المنتجة من مصادرها، إضافة إلى تعزيز وتطوير وسائل إعادة التدوير.
[email protected]