عادي
كييف: «فرص حقيقية».. وموسكو: «مؤشرات إيجابية»

أوروبا تحاول نزع فتيل الأزمة الأوكرانية

00:04 صباحا
قراءة 4 دقائق
1
1
أوكرانيا

يكثّف المستشار الألماني أولاف شولتس جهوده الدبلوماسية في محاولة لنزع فتيل الأزمة على الحدود الأوكرانية-الروسية، ليستكمل بذلك مسعى أطلقه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وبدأت أولى ثماره تظهر أمس الأربعاء بدليل «المؤشرات الإيجابية» التي تحدثت عنها موسكو وكييف. وأكّدت أوكرانيا الأربعاء أنّ هناك «فرصاً حقيقية» لخفض حدّة التوتر على حدودها مع روسيا، في حين تحدّث الكرملين عن «مؤشّرات إيجابية».
فرص حقيقية 
قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا للصحفيين،الأربعاء، «اليوم هناك فرص حقيقية لتسوية دبلوماسية»، محذّراً في الوقت نفسه من أنّ «الوضع لا يزال متوتراً لكنّه تحت السيطرة». وأضاف أنّ حكومته تأمل بأن تنجح المساعي الدبلوماسية التي كثّفها الأوروبيون في الأيام الأخيرة، إضافة إلى التهديدات الغربية بفرض عقوبات «غير مسبوقة» على موسكو في حال غزت قواتها بلاده، في أن تبعد شبح الحرب عن أوروبا.
«مؤشرات إيجابية» 
 بدوره أعلن الكرملين، الأربعاء، أنّ هناك «مؤشرات إيجابية» إلى إمكانية تسوية للأزمة الراهنة. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحفيين: «برزت مؤشرات إيجابية الى أنّ الحلّ لأوكرانيا يمكن أن يستند فقط إلى الالتزام باتفاقيات مينسك» الموقّعة في 2015 بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا. لكنّه حذّر من أنّه ليس هناك أيّ مؤشر من السلطات الأوكرانية إلى استعدادها «للإسراع» في القيام بما «كان ينبغي على كييف القيام به منذ فترة طويلة». وأضاف «لذا هناك مؤشرات إيجابية، ومؤشرات أقلّ إيجابية».
ظلال من الشك
اتهم مسؤول روسي كبير الغرب، الأربعاء، بتكثيف الضغط السياسي على موسكو بإمداد أوكرانيا بالأسلحة والذخيرة. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف: إن الامدادات العسكرية لأوكرانيا تمثل «ابتزازاً وضغطاً» غربياً. وأضاف: «إغراق أوكرانيا بالمعدات والذخيرة والأسلحة بما في ذلك الأسلحة القاتلة هو محاولة لفرض مزيد من الضغوط السياسية علينا إضافة إلى ضغوط فنية عسكرية».
استفزاز
وأشار ريابكوف إلى تقرير إعلامي روسي  يفيد بأن كييف طلبت أنظمة دفاع صاروخية من طراز (ثاد) من الولايات المتحدة ووصف ذلك بأنه يعد نوعاً من أنواع «الاستفزاز». 
لا نية لغزو
قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا: إن روسيا لم تعلن عن أي خطط عدوانية ضد أوكرانيا. وأضاف في تصريح لقناة روسيا 24: «روسيا لم تعلن أبداً، على أي مستوى رسمي، عن أي خطط عدوانية ضد أوكرانيا».
الكف عن حديث العقوبات
 طلبت روسيا من بريطانيا، الأربعاء، الكف عن الكلام بشأن العقوبات عند ذهاب وزيري خارجيتها ودفاعها إلى موسكو لإجراء محادثات تأتي وسط توتر متعلق بأوكرانيا، وإلا ستواجه احتمال اختصار هذه الاجتماعات.
ومن المقرر أن يسافر وزير الدفاع بن والاس ووزيرة الخارجية ليز تروس إلى موسكو في زيارة تستغرق يومين.
مثلث متوحد
 أكّدت فرنسا وألمانيا وبولندا أنّها «موحّدة» في سبيل «تجنّب اندلاع حرب في أوروبا»؛ وذلك خلال جولة دبلوماسية مكوكية للرئيس الفرنسي ماكرون قادته مساء أول أمس الثلاثاء إلى برلين بعد أن زار كلاً من موسكو وكييف. وقال المستشار الألماني  شولتس: إنّ برلين «موّحدة» مع باريس ووارسو حول هدف المحافظة على السلام في أوروبا.
فيما شدّد الرئيس البولندي أندريه دودا على أنّ تجنّب حرب في أوروبا أمر ممكن.وشدد ماكرون على ضرورة «إيجاد طرق ووسائل معاً للانخراط في حوار حازم مع روسيا»، مضيفا أن هذا هو «المسار الوحيد لتحقيق السلام في أوكرانيا».
عنصر انفراج
بدوره، قال وزير خارجية الاتّحاد الأوروبي جوزيب بوريل في ختام زيارته إلى واشنطن: إنّ زيارة ماكرون إلى روسيا واجتماعه ببوتين شكّلا «إشارة إيجابية» و«مبادرة جيدة». وأضاف «أعتقد أنّها تشكّل عنصر انفراج ولكن ليس معجزة».
شولتس على خط الأزمة 
من جهته، كثّف المستشار الألماني جهوده الدبلوماسية على خط الأزمة الأوكرانية لا سيّما بعد الانتقادات الشديدة التي وجّهت إليه في الأسابيع الأخيرة، والاتهامات التي ساقها خصومه في الداخل والخارج بأنه يساير بوتين وينأى بنفسه عن الأزمة. وبعدما التقى في برلين عصر أمس الأربعاء رئيسة الحكومة الدنماركية ميتي فريدريكسن، يستقبل شولتس اليوم الخميس قادة دول البلطيق القلقين بشدّة من تصرفات جارتهم روسيا.
وإثر لقائه فريدريكسن أشاد شولتس ب«التقدّم» الذي تم تحقيقه باتّجاه خفض التصعيد في أزمة أوكرانيا. وقال «تتمثّل مهمتنا بضمان الأمن في أوروبا، وأعتقد أنّ ذلك سيتمّ تحقيقه».
ويريد شولتس أن يحافظ على التضامن الأوروبي وثقة شركاء بلاده الغربيين وفي الوقت نفسه يريد تجنيب بلاده أزمة طاقة؛ بسبب اعتمادها على إمدادات الغاز الروسي.
وفي هذا السياق برز التحذير الذي أطلقته وزارة الاقتصاد الألمانية الأربعاء من أنّ مخزونات الغاز في البلاد انخفضت إلى مستوى «مقلق». مشيرة إلى أنّ المخزونات هي حالياً عند مستوى 35 إلى 36 في المئة من قدرتها القصوى مقارنة مع 82% في العام الماضي.
ويتوّج شولتس مساعيه الدبلوماسية في 15 فبراير/ شباط الجاري بزيارة منتظرة بفارغ الصبر إلى بوتين، ستكون الأولى له إلى موسكو منذ انتخب مستشاراً في مطلع ديسمبر. 
 ( وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"