عادي

كابوس الكوكايين

22:50 مساء
قراءة دقيقتين

كتب: محمد ياسين

بخطى مرتبكة ووجه تظهر عليه آثار الخوف والارتباك تسير فتاة من إحدى دول أمريكيا اللاتينية نحو مفتش الجمارك في مطار دبي الدولي، بعد أن استلمت حقيبتها من المكان المخصص للحقائب، تحاول الفتاة إخفاء خوفها من فضح ما تخفيه.

وعلى بعد أمتار من سيرها في اتجاه بوابه الخروج، وهي تنظر نحو بوابة المطار الخارجي، استقبلها مفتش الجمارك بابتسامة ترحيبية، واستفسر منها عن حيازتها لأي مواد ممنوعة أو محظورة، فأجابت بخوف ويديها ترتعش بأنها ليس لديها ما تخفيه في حقائبها من مواد، وأن ما لديها بعض الملابس ومستلزمات وأغراض شخصية.

طلب المفتش من الفتاة أن تفتح حقائبها ليفحص أغراضها، فزاد توترها وبدأت تتلعثم في الحديث، وتحاول إقناع المفتش أنها أتت إلى الدولة للاستمتاع بأجوائها ومشاهدة معالمها التي يتحاكى بها العالم، كمحاولة أخيرة منها لتغير رأيه بتفتيش أغراضها وفحص حقائبها، إلا أن المفتش أصر على طلبه بفحص حقائب الفتاة.

ومع أصرار المفتش ظهرت على الفتاة علامات الخوف والارتباك فتيقن أن هناك ما تخفيه، فبدأ بالبحث في الحقيبة الأولى حتى عثر على سترة من الجلد بداخلها جيب سري محاك بطريقة احترافية يحتوي على كثافة غير طبيعية فحول الفتاة والأغراض لزميلته لتفتيش الزائرة بشكل أدق. استلمت المفتشة الفتاة وما لديها من أغراض فتم فحص الجيب السري، حيث عثر على مواد تشبه الكوكايين، وباستكمال عمليات فحص الحقيبة عثر على مزيد من تلك المواد مخبأة في قاع الحقيبة وجوانبها فتم تحويل الفتاة إلى الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، والمضبوطات إلى المختبر الجنائي، الذي أكد أن ما تحمله الفتاة كوكايين وزنه كيلو و500 جرام.

وخلال التحقيق مع الفتاة أنكرت معرفتها بما لديها من مواد مخدرة، وأنها بريئة من أي تهم توجه لها، وادعت أن المواد المضبوطة تسلمتها من شخص لا تعرفه، حيث طلب منها تسليمها إلى شخص في دبي، مقابل تذكرة السفر و700 دولار.

واصل فريق التحقيق الاستماع إلى رواية الفتاة، ومحاولة التدقيق في إفادتها، وتوصل إلى أن الفتاة تماطل من أجل تخفيف العقوبة، وأنها تعمل مع عصابة لاتينية لترويج المخدرات والسموم العابرة للقارات، فوجهت لها النيابة العامة بدبي تهمة جلب وحيازة المخدرات، وطالبت المحكمة بتشديد العقوبة عليها؛ فأدانتها المحكمة وقضت بسجنها 10 سنوات، وتغريمها 50 ألف درهم، وإبعادها عن الدولة بعد قضاء محكوميتها.

تلقت الفتاة الحكم بصدمة هزت وجدانها، ووصلت حافلة لترحيلها إلى المؤسسات الإصلاحية والعقابية لتقضي عقوبتها، ويبتعد العالم عن شرورها، وتكون عبرة لمن أراد العبث بمقدرات الشباب، مقابل رحلة إلى مدينة دبي الساحرة و700 دولار للتنزه والتنقل بين شوارعها، وتحول حلم السياحة إلى دبي إلى كابوس يصاحبها طوال فترة سجنها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"